عبد الرحيم حسين (الاتحاد، وكالات)
دانت جامعة الدول العربية أمس، بشدة قرار محكمة الصلح الإسرائيلية باعتبار «القدس والمسجد الأقصى المبارك مكانا مقدسا لليهود ويحق لهم الصلاة فيه» وفرض سياسة الأمر الواقع على الأرض بمنطق القوة.
وطالبت الجامعة العربية في بيان المجتمع الدولي بجميع هيئاته ومنظماته وعلى رأسها الأمم المتحدة ومؤسساتها الأممية المختصة بسرعة التحرك لضمان حماية المقدسات المسيحية والإسلامية وخاصة الإسلامية بالحرم القدسي الشريف وإجبار إسرائيل كقوة احتلال على التراجع عن مخططاتها التي تستهدف تهويد القدس والأراضي الفلسطينية واستهداف الحرم القدسي الشريف. وأكدت الجامعة العربية رفضها لأي مساس بالمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة، مشيرة إلى أن محاولات اليمين المتطرف الحاكم في إسرائيل حشد كل مؤسسات الاحتلال لتغيير الوضع القائم على الأرض ستجر المنطقة إلى المزيد من التوتر والفوضى وستقوض كل فرص إمكانية التوصل إلى سلام شامل وعادل في المنطقة على أساس حل الدولتين. وقالت إن قرار ما يسمى بـ «محكمة الصلح الإسرائيلية» الذي يأتي بالتزامن مع عرض مشروع «قانون المؤذن» على الكنيست الإسرائيلي بصيغته المعدلة الذي يفرض قيودا على استخدام مكبرات الصوت بالمساجد يعتبر تطوراً خطيراً في سياسة الاحتلال الإسرائيلي تجاه المقدسات الإسلامية.
وشددت على أن القرار يعكس توجها إسرائيليا واضحاً على كل المستويات لترسيخ وتوسيع نطاق الانتهاكات الإسرائيلية وإضفاء «صبغة قانونية» عليها وتبريرا للاعتداءات اليومية على المسجد الأقصى المبارك والمرابطين فيه. وأشارت الجامعة العربية إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل تنفيذ مخططاتها العدوانية الممنهجة ضد مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك في محاولات متسارعة حثيثة لتهويد كل شبر من المدينة المقدسة. وأكدت أن مواصلة إسرائيل تشريع هذه القوانين واستهداف المقدسات خاصة المسجد الأقصى المبارك يكشف الوجه الحقيقي لحكومة الاحتلال واستهتارها بحقوق الشعب الفلسطيني وبالتشريعات والقرارات الدولية التي حددت الأقصى بكونه مكانا خالصا للمسلمين خاصة القرار الذي اعتمدته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو» الذي اعتبره موقعا إسلاميا مقدسا لا يوجد أي ارتباط لليهود به.
وفي السياق ذاته، جددت الأردن رفضها للمحاولات الإسرائيلية الرامية للسيطرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة.
واستنكرت في بيان لها أمس، قرار محكمة الصلح الإسرائيلية، مؤكدة أن القرار يخالف قرارات الأمم المتحدة والمنظمات الأممية بهذا الشأن .
وقال البيان: «إن الأردن يرفض المساس بالمقدسات والحقوق التاريخية للقدس ويرفض الإجراءات الأحادية الإسرائيلية المتعلقة بالقدس والمقدسات، ويدعو دولة الاحتلال إلى الالتزام بالمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمدينة القدس». ولفت النظر إلى أن قرار المحكمة من شأنه أن يقوض عملية السلام، ويعد اعتداء على الحقوق التاريخية للمسلمين والمسيحيين في القدس، ويعبر عن سياسة إسرائيل الأحادية الرافضة للقرارات الدولية وحقوق المسلمين والمسيحيين في القدس.
عدد اليوم
