الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

"الاحترار".. وجه آخر للحوار (2 من 2)

"الاحترار".. وجه آخر للحوار (2 من 2)
11 أغسطس 2007 00:47
هناك الكثير من الظواهر الطبيعية الناتجة عن النشاط الإنساني بشكل مباشر، وليس لظاهرة الاحترار أي دخل فيها، كانحسار بحيرة الأرال في آسيا الوسطى نتيجة بناء السدود على نهري سيحون وجيحون، لإمداد مزارع القطن في أوزبكستان وكازاخستان· ويدفع سكان المنطقة الثمن حيث تحمل الرياح التربة الملحية من قاع البحيرة، مُحَوّلة السهول والمراعي إلى صحراء قاحلة· وتتنبأ الصحف الأوروبية بشكل مستمر بتوقف تيار الخليج الذي يحول دون تجمد شمال غرب أوروبا، بسبب ارتفاع درجة حرارة المحيط الأطلنطي· ويقول كارل ونستش، البروفيسور في معهد ماساتشوستس للتقنية، إنه لا يمكن وقف التيار إلا إذا توقف دوران الكوكب وتوقفت الرياح عن الهبوب، ويستحيل ذلك قبل أن يرث الله الأرض ومن عليها· وقد أصبحت الشركات العالمية التي كانت في السابق من المعارضين للنظرية في صدارة المؤيدين لها· وعلى سبيل المثال، شركة بريتيش غاز، التي كانت تعلل ارتفاع أسعارها، بمقارنتها مع أسعار منافسيها بأنها تجلب الوقود الأنظف للمحافظة على الجو، وهي بالتالي تبتز مشاعر البريطانيين لتضمن اختيارها كمُزَوّد للغاز دون الشركات الأخرى· وفي اليابان تطالعنا الصحف بشكل دائم بأخبار آخر ما توصلت إليه التقنية اليابانية في صنع سيارات ''خضراء''· فشركة تويوتا مثلا، أعلنت مؤخراً عن صنع سيارة ''هايبرد'' التي تعمل بواسطة الغاز والكهرباء· وشركة ريكوه التي أعلنت هي الأخرى عن إنتاجها لأول طابعة يمكنها مسح الصور والكتابة المطبوعة وإعادة استخدام الورق أكثر من 200 مرة· وفي أستراليا، دخلت البنوك سوق ''الاحترار'' مؤخراً، حيث أضافت بنداً عن مدى استهلاك الشركات للكربون في معادلتها المعتمدة لتقييم الشركات· فكلما زاد استهلاك شركة من الشركات للكربون، فإن تقييم أدائها ينخفض، وبالتالي ينخفض مؤشرها المالي· إن ''منع'' حدوث المزيد من الاحتباس الحراري، كما يقول المُحَللون سيكلف العالم ما يزيد عن 18 تريليون دولار· وستكون الشركات ومراكز الأبحاث في الدول المتقدمة المستفيد الأكبر من هذا لأنها ستخرج باختراعات وابتكارات للمحافظة على البيئة· أما المتضرر الأكبر، فهي الدول النامية، مثل الصين والدول الآسيوية الأخرى التي تحرق الفحم من أجل الوقود وستدفع ''دم قلبها'' لتنشأ بنية تحتية جديدة و''نظيفة''· ختاما، كما قلت سابقا، لا أجزم تماماً بأن ظاهرة الاحتباس الحراري أكذوبة· لكن الجدل لم يحسم والعلماء لم يجتمعوا على رأي واحد في الحوار، وإن صوّرَهم الإعلام كذلك· وكما استعرضت سابقاً، فهناك إشارات واضحة تدل أن بعض الشركات الكبرى بدأت تستفيد من تسويق الكارثة الإنسانية المُحالة من خلال بيع ابتكاراتها الخضراء· خبير نفط العنوان البريدي ralmazrouei@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©