السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موازنة ترامب.. هل تبدو مألوفة؟

2 مارس 2017 01:19
بدأت إدارة ترامب في تسريب معلومات عن الموازنة المقترحة التي ستقوم بتسليمها إلى الكونجرس قريباً. فهل أنتم مستعدون لخطة جديدة تنتقدها المؤسسة ويدعمها الناس العاديون؟ وفقاً لما ذكره «آبي فيليب» و«كيلسي سنيل» بصحيفة «واشنطن بوست»، فإن «ترامب سيقترح موازنة فيدرالية تحدث زيادة كبيرة بنحو 54 مليار دولار في الإنفاق المتعلق بالدفاع، بينما تخفض سائر موازنة الوكالات الفيدرالية الأخرى تقريباً بنفس القيمة، بحسب ما ذكر مسؤولون في الإدارة». ويمثل الاقتراح زيادة كبيرة في الإنفاق الفيدرالي المتعلق بالأمن القومي، في حين أن الأولويات الأخرى، لا سيما المساعدات الخارجية، ستشهد تخفيضات كبيرة. «ووفقاً لما ذكره البيت الأبيض، فإن موازنة الدفاع ستزيد بنسبة 10%. ولكن دون تقديم أي تفاصيل، قالت الإدارة إن معظم برامج الإنفاق التقديري الأخرى سيتم خفضها، واختارت فقط المساعدات الخارجية، وهي واحد من أصغر أقسام الموازنة الفيدرالية، لاستهدافها بتخفيضات كبيرة في الإنفاق. والإشارة إلى المساعدات الخارجية – وهي جزء صغير من الموازنة التي يعتقد معظم الأميركيين خطأ أنها كبيرة- توضح أنهم يحاولون بالفعل الترويج لذلك باعتباره شيئاً مختلفاً عن الواقع. إنها وسيلة لإخبار الناس: (بأنه لا داعي للقلق. وهذه التخفيضات لن تؤثر عليكم أو على أي شيء يهمكم). أما صحيفة «نيويورك تايمز» فكان عندها مزيد من التفاصيل، وقالت: «إن ترامب سيطالب بموازنة تنطوي على تخفيضات بعشرات المليارات من الدولارات لوكالة حماية البيئة ووزارة الخارجية، بحسب ما ذكر أربعة مسؤولين بالإدارة على دراية مباشرة بالخطة، كما أن برامج شبكة الأمان الاجتماعي، بمعزل عن برامج الاستحقاق للمتقاعدين، ستتضرر بشدة». ويجب أن يبدو هذا مألوفاً إذا كنت تتذكر ما حدث في آخر مرة كان هناك «جمهوري» في البيت الأبيض. وفي الواقع، فإن هذا هو الكتاب السياسي الجمهوري المألوف للإنفاق، والذي يكون هكذا: زيادة الإنفاق العسكري، تقليل الإنفاق للوكالات التي ربما تزعج الشركات الكبيرة أو وول ستريت، ومهاجمة البرامج التي تساعد الفقراء، وخفض الضرائب للأغنياء. ومحاولة تتبع الرعاية الطبية والضمان الاجتماعي، ثم القلق عندما يصبح الخطر السياسي واضحاً ويتم التخلي عن هذا الجهد. وكما نعلم من ولاية جورج دبليو بوش، فإن هذه الصيغة ينجم عنها انفجار للنمو الاقتصادي، ورفع الأجور وتحقيق الرفاهية للجميع مع الحد من العجز. فهل هذا صحيح؟ وهناك أشياء قليلة مفقودة من مسودة الموازنة، لكننا حصلنا على مؤشرات بشأنها من مكان آخر. فـ«الجمهوريون» حريصون على خفض المساعدات الطبية للفقراء، من خلال إنهاء ضماناتها للتغطية الصحية وتحويلها إلى برنامج (منحة إجمالية)، والذي يقضي بتقديم مبلغ كبير من المال من الحكومة الفيدرالية للحكومات الإقليمية، ويتم تمويله على مستويات أقل وهو يعطي الولايات «المرونة» لإلقاء الناس خارج التغطية الصحية، بينما تستخدم المال لأغراض أخرى. ومن المفترض أن يكون هذا جزءاً من إلغاء قانون الرعاية بأسعار معقولة (إيه سي إيه)، الذي يتم تعقيده بسبب حقيقة أن الكثير من الحكام والناخبين «الجمهوريين» استفادوا كثيراً من التوسع في الرعاية الطبية التي يقضي بها هذا القانون، وسيكون هناك نوع من التخفيض الكبير للضرائب بالنسبة للأثرياء، (فلا شيء أهم من ذلك إطلاقاً بالنسبة للجمهوريين)، بيد أن التفاصيل الخاصة بذلك لا تزال قيد الإعداد. إن هذه الموازنة لن تعالج، مع ذلك، الضمان الاجتماعي، والذي يريد الكثير من «الجمهوريين» خفضه ببساطة، أو الرعاية الطبية، التي يودون خصخصتها (ومن ثم تخفيضها)، وإذا استرشدنا بالتاريخ، فإنهم سيبدؤون في الحديث عن الكيفية التي يريدون بها «تعزيز» هذه البرامج، ثم يصيبهم الفزع عندما يظهر المسنون في مكاتب أعضاء الكونجرس ليقولون لهم: ارفعوا أيديكم عن ضماننا الاجتماعي ورعايتنا الصحية. لكن الصورة الإجمالية تتشابه بدرجة ملحوظة مع ما رأيناه من قبل. وخطة البنية التحتية التي وعد بها ترامب لا تبدو أنها موجودة، على سبيل المثال. ونحن نعلم أن العجز سيتضخم بموجب خططهم، لأننا رأينا هذا من قبل، أيضاً - فهناك مجموعة من الناس يسمون أنفسهم «صقور العجز» مهتمون فقط بخفض البرامج التي لا يحبونها في المقام الأول، والانتهاء بزيادة العجز بدرجة كبيرة من أجل تمويل تخفيضاتهم الضريبية المحبوبة. وفي الواقع، إذا كنت واحداً من هؤلاء الناخبين من الطبقة العاملة البيضاء المضطهدة التي ساهمت في فوز ترامب بأصوات المجمع الانتخابي، ربما تسأل ما الذي حدث لكل هذه الوعود التي سمعتها. ألم يكن من المفترض أن يكون ترامب شيئاً مختلفاً، وليس مثل كل «الجمهوريين» الآخرين؟ نعم إنه مختلف، ولكن ليس بالطريقة التي كان يأملها هؤلاء الناخبون. هذا لأنه عندما يتعلق الأمر بالأمور السياسية المملة، مثل الموازنة الفيدرالية، فإن ترامب يكون مثل أي «جمهوري» آخر. *كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©