الذيد تسترجع هدوءها بعد تحويل مسار الشاحنات

بقرار من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تم تحويل مسار الشاحنات في المنطقة الوسطى بالشارقة من وسط مدينة الذيد إلى الطريق الجديد الرابط بين مدينتي كلباء والشارقة بمنطقة السيجي مروراً بمنطقتي كدرة والشوكة منذ شهر مايو الماضي، حيث يمر الطريق الجديد بعيداً عن المناطق السكنية ما يخفف من حدة الإزعاج والاكتظاظ المروري والحوادث في مدينة الذيد، مما كان له الأثر العميق في راحة القاطنين فيها والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم· وقال المقدم عبد الله مبارك بن عامر مدير مركز شرطة الذيد: ''إن خط الشاحنات في مدينة الذيد كان يمر وسط المدينة، وكان يمثل هاجساً لكثير من أبناء المنطقة القاطنين بها والعابرين من وإلى الإمارات الأخرى المجاورة من دون توقف باستثناء الساعات المقررة من قبل الإدارة العامة لشرطة الشارقة والمجلس التنفيذي، بالإضافة إلى إزهاق الأرواح ووقوع كثير من الحوادث المرورية المميتة، وكان الطرف المتسبب بها غالباً هو الشاحنات، أضف إلى ذلك تهديد الممتلكات المادية، حيث أصبح العمر الافتراضي للطرق أقل بكثير من المتوقع، فأصبح الطريق في بعض المناطق عبارة عن مسار واحد والمسار الآخر لايصلح لمرور أي مركبة''· بين خيارين وأضاف أن الشاحنات كانت تسبب كثيراً من الإزعاج والقلق بصفة دائمة، حيث ترد كثير من الشكاوى إلى مركز شرطة الذيد أو الجهات العليا بخصوص الوضع القائم خلال الفترات الماضية، مشيراً إلى أن المسؤولين كانوا بين خيارين إما تعطيل حركة الإنماء والعمران في مختلف إمارات الدولة، وذلك لأن جميع الشاحنات تمر في مدينة الذيد أو المنطقة الوسطى على وجه العموم متجهة إلى مختلف إمارات الدولة وغالبيتها تابعة لشركات مقاولة البناء والتطوير، أو السكوت على آهات الناس ومطالبهم بأن تكون لتلك الشاحنات مسارات أخرى تبعد عن المناطق السكنية· وأفاد بأن كثرة الشاحنات التي تأتي من إماراتي رأس الخيمة والفجيرة نظراً لوجود مناطق الكسارات فيهما ومرورها الإجباري على مدينة الذيد دفعا حكومة الشارقة إلى تغيير مسار الطريق الذي أصبح يمر حالياً بمنطقة السيجي مروراً بمناطق كدرة والشوكة باتجاه الطريق الجديد لإمارة الشارقة ومن ثم التوزيع إلى الإمارات الأخرى بحركة انسيابية على ذلك الطريق إلى حين إيجاد الحل النهائي قريباً للطريق المزدوج الذي يمر بمناطق كدرة وشوكة وإنشاء مسار آخر حتى لا يتضرر أهالي هذه المناطق بمرور تلك الشاحنات في الطريق الوحيد المؤدي الى منطقتي كدرة والشوكة التابعتين لإمارة رأس الخيمة، حيث مازالت حكومة الشارقة تبحث عن بدائل أخرى لخفض معاناة مرتادي طريق الشارقة الذيد والشارقة كلباء· طريق عابر قريباً وأوضح أنه في القريب العاجل سيتم إنشاء طريق عابر لتلك الشاحنات يكون بعيداً عن كل المناطق السكنية، وذلك من أجل سلامة تلك الطرق ومرتاديها، بعد إصدار القرار في شهر مايو من هذا العام وتم تطبيقه مباشرة بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة كافة، وتم إصدار التصاريح القانونية الخاصة بمرور الشاحنات في مدينة الذيد، وذلك لحاجة العمل خاصة أن مدينة الذيد تكثر بها مشاريع الطرق وحركة تجارية وعمرانية واسعة على غرار باقي مدن المنطقة الوسطى، فكان لابد من القيام بتصاريح مؤقتة وأخرى دائمة لأصحاب الشاحنات المرخصة من قبل إدارة المرور والترخيص بشرطة الشارقة والتي لها تراخيص مزاولة مهنة النقليات في مدينة الذيد، وكذلك الشاحنات التي ترتبط بمصالح المواطنين والمقيمين بالمنطقة أو توصيل مواد البناء إلى مختلف مواقع العمل في إمارات الدولة· عودة الجمال والسياح وأكد المقدم عبد الله مبارك أن مدينة الذيد وبعد ثلاثة أشهر من بدء تطبيق قرار تحويل مسار الشاحنات استرجعت حيويتها الاقتصادية المعهودة في كل المجالات التجارية والخدمية، كما استرجعت هدوءها الذي سلبته عجلات الشاحنات وضوضاؤها، ونقصت بذلك الحوادث المرورية التي كانت تسببها الشاحنات في المنطقة، فضلاً عن عودة جمال بيئتها الطبيعية ومظهرها الحضاري اللذين طالما استقطبا السياح والزوار سواء المواطنين أو الوافدين في كل أشهر السنة للاستمتاع بجمالها الطبيعي وطقسها المعتدل خاصة في فصل الشتاء بعيداً عن ضجيج وازدحام المدينة·