الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أين الحقيقة؟

10 أغسطس 2007 01:41
ظننت بإجازتي القصيرة أنني سأبتعد مؤقتاً عن متابعة هموم الشارع العربي عبر عشرات الفضائيات، وحاولت أن أستمتع بالبحر، والسماء، والهواء بعيداً عن استفزاز الشاشات وبرامجها، إلا أنني لم أستطع تجنب قراءة تحقيق مطول يحاكم قناة تليفزيونية شهيرة، استطاعت أن تحقق لنفسها بصمة إعلامية مؤثرة عربياً وعالمياً، وباتت خلال سنوات قصيرة مصدراً إعلامياً مهماً في الشارع العربي بالرغم مما يوجه إليها من انتقادات حادة· التحقيق الصحفي يصف القناة بأنها ''تضع السم في العسل''، ولا تستهدف سوى خدمة مصالح أصحابها بدلاً من الحرص على مواصلة النجاح الذي حققته عبر خبطاتها وانفراداتها الصحفية العديدة· الإعلامية الشهيرة سامية صادق نائب رئيس شبكة A.R.T، اتهمت القناة إياها بالتعالي، وعدم المهنية وسيطرة تيار معين يخدم أهداف أصحاب القناة ضد دول معينة في مقدمتها مصر، والسعودية، وتصيد الأخبار التي تدين البلدين بعيداً عن الحيادية· أما بعض أساتذة الإعلام المتخصصين فيكيلون للقناة الاتهامات وفي مقدمتها ''الكيل بمكيالين''، ففي الوقت الذي تسعى فيه القناة إلى إبراز مصائب وسلبيات دول بعينها، فإنها تحرص على إخفاء، وتجنب الحديث عن بلدان ومعسكرات أخرى هنا أو هناك، بل وتمارس تعتيماً إعلامياً على واقع هذه البلدان بالرغم من أنها تبث من أراضيها، وتصب جام عدائها متخطية حدودها على جيرانها· الصوت الجديد الغريب، كان لأحد كوادرها المنشقين عليها مؤخراً، وبات يحضر لإطلاق قناة جديدة، لا يتردد في صب نار غضبه ونقده على القناة وتوجهاتها، ولا يتورع في أن يعلن أنه تركها غير آسف لكون المسؤولين فيها ''ورطوه'' أكثر من مرة، وسببوا له كثيراً من الإحراج، لإصرارهم تجاوز كل الخطوط الحمراء، وتخطي كل الحدود في سبيل المزيد من الإثارة الإعلامية غير المهنية تحت غطاء ''الجمهور عاوز كده''، ولم يخف فشله مع القناة التي تقدم إلى الجماهير العربية وهم ''الحقيقة''· على الجانب الآخر، نجد آخرين يتهمون صديقنا ''المنشق'' بأنه يؤسس لحملة إعلامية لقناته الوليدة، وما يدعي لا يمثل سوى محاولات لجذب الأنظار، وحملة دعائية لمنبره الجديد· صحفيون آخرون يؤكدون أن مثل هذه القنوات لا تتعدى كونها مصنعاً للإثارة والفبركة الصحفية بقصد قلب الشارع العربي والخروج عن الشرعية· طويت أوراقي·· وازدادت حيرتي ·· وأشفقت على المشاهد العربي من ''توهانه'' وحيرته أمام ''الحقيقة''· العنوان البريدي: khorshiedh@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©