الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

محمد بن صقر القاسمي: غياب القناعات وراء فشل دمج الإمارات ورأس الخيمة

محمد بن صقر القاسمي: غياب القناعات وراء فشل دمج الإمارات ورأس الخيمة
20 فبراير 2018 20:50
في مشوار العمر هناك محطات وصور ومشاهد وحكايات، نتوقف أمامها مع نجوم وأسماء وشخصيات، مروا من هنا وتركوا بصمات وسطروا أجمل الذكريات، نقلب في أوراقهم ونرصد شهادتهم على الرياضة، في حوار العمر. عايش الشيخ محمد بن صقر القاسمي، الرئيس السابق لنادي رأس الخيمة، تجربة الدمج مرتين خلال مشواره الرياضي في الإمارة، الأولى في عام 1984، حينما دُمجت أندية رأس الخيمة والرمس وابن ظاهر، والثانية من نحو أكثر من 6 سنوات، عندما صدرت توجيهات صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي بدمج ناديي الإمارات ورأس الخيمة تحت مسمى نادي الإمارات، على أن يحمل اللون الأحمر، وتم تشكيل لجنة من الناديين لوضع آلية الدمج، قبل التنفيذ، وشارك النادي في دوري المحترفين بالمسمى والشعار الجديدين. ما بين التجربتين بقيت إشكالية «عدم الاستمرار طويلاً» عائقاً أمام النتائج السلبية، حيث اقتصرت التجربة الأولى على نحو عامين فقط، فيما لم تستمر التجربة الثانية بين الإمارات ورأس الخيمة لأكثر من سنتين ونصف السنة، حيث أعيد إشهار نادي رأس الخيمة في شهر ديسمبر العام 2013، ويرى الشيخ محمد بن صقر أن الأسباب الداعية لدمج الأندية في تلك الفترة ليست مادية فقط، رغم كونها العنصر الرئيس والأساسي. وأوضح: «المعروف أن هناك 6 أندية على مستوى إمارة رأس الخيمة قابعة في الدرجة الثانية وغير قادرة على التحرك والتطور لأسباب عديدة منها قطعاً الجوانب المادية، وعادة ما يركز الجميع على الجوانب المادية وتنسى في المقابل المكونات الجغرافية والديموغرافية والمتمثلة في العدد البشري المقترن بالرياضة، التي تلعب دوراً أساسياً أيضاً، وهي في نظري واحدة من أسباب اضمحلال الرياضة ليس على مستوى الإمارات فقط، بل عموم العالم». ومضى الشيخ محمد بن صقر القاسمي في تحليل أسباب فشل تجربة الدمج الثانية، التي جمعت ناديي الإمارات ورأس الخيمة، التي تعد الأحدث قبل التجارب الحالية بين أندية الشارقة والشعب، والأهلي والشباب ودبي، وقال: «لم تكن هناك قناعات عند من أدار النادي الجديد، تمنيت حقيقة أن تنجح التجربة، وقناعتي كانت كبيرة وما زلت مقتنعاً بأن التجربة كان من الممكن أن تحقق النجاح الكبير لو وجدت القناعة وتحمل الجميع المسؤولية، وقطعاً فإن نجاح التجربة كان سيكون مفيداً لرياضة رأس الخيمة وأندية الإمارة، ولكن تبقى في خاتمة المطاف هي الأقدار، وعلينا أن نحمد الله عل كل حال». وأضاف: «رأس الخيمة عاد، ولكنه حالياً وللأسف الشديد في وضع لا يسر عدواً ولا صديقاً، وفريق نادي الإمارات كذلك في وضع لا يليق به وما يصرف على النادي وما تبذله الإدارة الشابة لا يتوازى مع ما يقدمه الفريق، ونتمنى قطعاً أن يكون الصقور خير ممثل للإمارة». ورأى الشيخ محمد بن صقر أن التجارب الجديدة لأندية الدمج المتمثلة في الشارقة والشعب، والأهلي والشباب ودبي، تحتاج إلى نحو 4 سنوات على الأقل من أجل تحقيق النتائج المرجوة، لافتاً إلى أن الإمكانات المادية والبشرية للأندية الحالية تختلف عن مثيلاتها في رأس الخيمة. تجربة دولية مختلفة مع حلول نهايات عام 2011، ارتأى الشيخ محمد بن صقر القاسمي خوض تجربة جديدة في مجال العمل الإداري المرتبط بالرياضة، ولكن على الصعيد الدولي، حينما خاض في ديسمبر من عام 2011 انتخابات الاتحادات الدولي للتأريخ والإحصاء الكروي، التي أقيمت بالعاصمة الإسبانية مدريد، لدورة كان من المفترض أن تستمر حتى عام 2015، قبل أن يتقدم في يناير 2013 باستقالته من رئاسة الاتحاد بعد نحو عام واحد، لأسباب عللها بالشخصية آنذاك ليصدر لاحقاً قرار موافقة الاتحاد على طلب الاستقالة بعد الاجتماع الذي عقد في سويسرا. ولأهمية التجربة، استعاد الشيخ محمد بن صقر القاسمي ذكرياته عن تلك الحقبة، وقال: «رئاسة الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم، مثل نقلة وتجربة رائعة في مشواري تمنيت الاستمرار فيها طويلاً، ولكني فضلت الاستقالة التزاماً بالوعد الذي قطعته على نفسي في الانتحابات». وأوضح: «كنت وقتها قد وضعت تحقيق طموحات محددة خلال العام الأول للتجربة وفق قناعاتي الشخصية، على أن أتقدم بالاستقالة حال لم يحالفني النجاح، وللأمانة فإنني لم أستطع تحقيق شيء يذكر خلال تلك الفترة، والعمل في الاتحاد يحتاج إلى فترات أطول»، وذكر أن قصر فترة العمل في رئاسة الاتحاد لا تعني عدم «ثراء التجربة»، وتابع: «رغم كون الفترة لم تتجاوز العام الواحد، فإن العمل في رئاسة الاتحاد مثل نقطة مهمة في مشواري الرياضي». عشق الأصفر.. من الإسماعيلي إلى «السامبا» يرتبط الشيخ محمد بن صقر القاسمي بالكرة البرازيلية بشكل كبير، ويرى أن «الأمزجة والقناعات الشخصية» هي ما وثقت علاقاته مع «كرة السامبا» منذ بدايات معرفته بكرة القدم، وتسببت حتى في عشقه للفانلة الصفراء من نادي الإسماعيلي وصولاً للمنتخب البرازيلي، وقال: «متابعة المباريات في حقبة الستينيات وما بعدها لم تكن بالسهولة المعتادة اليوم قطعاً، وخلال فترات تواجدي في لبنان للدراسة، ومن بعدها مصر حظيت بفرص متفاوتة لمتابعة الكرة العالمية بشكل أكبر والبرازيلية على وجه الخصوص». وأضاف: «في المحروسة وإبان زيارة فريق سانتوس البرازيلي لمصر في عام 1972، تابعت مباراته الودية أمام الأهلي من داخل أرضية الملعب بجانب مجموعة من أبناء الإمارات ورأس الخيمة، أعتقد أن تلك المباراة كانت سبب ارتباطي المباشر بكرة السامبا، من خلال رؤية بيليه في أرضية الملعب». عشق محمد بن صقر القاسمي للفانلة الصفراء لم يقتصر على البرازيل، وقال: «انتمائي للون الأصفر ربطني بعشق فريق الإسماعيلي المصري، الذي كان وقتها يزخر بعدد من أفذاذ الكرة المصرية أمثال علي أبوجريشة، سيد عبدالرازق، وأمين دابو، اسامة خليل، حسن درويش، حسن مختار، أبو أمين، وغيرهم من نجوم منتخب مصر». الطائرة والقدم تتفوقان على البلياردو برغم وصفه للعبة البلياردو بـ«الجميلة والمحببة»، واعترافه بعشقه لها وممارستها في بعض الأحيان، أكد الشيخ محمد بن صقر القاسمي أن كرة القدم والطائرة تتصدران هواياته الرياضية لتأتي من بعدها بقية الألعاب الأخرى ومن بينها ممارسة البلياردو، ويبقى «عشق السفر والترحال» هواية أخرى محببة، حيث يحرص دائماً على السفر والتنقل والتعرف على ثقافات وشعوب العالم المختلفة، في ظل ارتباطه الحالي بالبوسنة ووجوده في فترات متباينة على أراضيها. اختلاف الرؤى ضرورة للتطوير ما بين تجاربه في أندية الإمارات، ورأس الخيمة، وتنقله في العمل الإداري في اتحادات مثل ألعاب القوى، وصولاً للاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء الكروي، جمع الشيخ محمد بن صقر القاسمي حصيلة وافرة من رصيد الخبرة التراكمية في مجال العمل الإداري على الصعيد الرياضي، دفعته للتأكيد على أن رياضة الإمارات وبما تملكه من قيادات محبة لوطنها قادرة على تطوير العمل في المجال. وقال: «أميل دوماً إلى التفاؤل بالمستقبل، نعم هناك نقص يجب الاعتراف به، ولكن الأمل يظل موجوداً، ما ينقصنا هو أن نختلف كثيراً في الرؤى حتى نضطر للعمل بصورة أكبر، وفي اعتقادي أن الاختلاف في الرؤى، وليس الخلافات تمثل سبيلاً في توفير أفضل منتج للعصف الذهني والأفكار التي تدعم عملية تطوير الرياضة في شتى المجالات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©