19 قتيلاً بمواجهات جديدة في التبت

اتهمت الصين أمس الدالاي لاما الزعيم الروحي للتبت بتنظيم أحداث الشغب التي أودت بحياة عشرات في الإقليم الواقع في الهيمالايا بغرض تخريب الدورة الأولمبية التي تجري في البلاد في أاغسطس· ونفى الدالاي لاما الذي يعيش في المنفى في الهند التهمة وتعهد بالتنحي عن منصبه اذا خرج العنف في التبت عن نطاق السيطرة· وقالت حكومة التبت في المنفى من مقر الدالاي لاما في الهند إنها تعتقد ان عدد القتلى بلغ الآن 99 شخصا خلال الاشتباكات التي جرت بين السلطات الصينية والتبتيين على مدار الاسبوع من بينهم 19 قتيلا سقطوا أمس فقط· ودافع رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو عن حملة بلاده في لاسا عاصمة الاقليم ومنطقتين مجاورتين امتدت اليهما الاضطرابات مطلع الاسبوع· وقال جيا باو في مؤتمر صحفي ''هناك أدلة كثيرة تثبت ان هذا الحادث نظمته ودبرته وحرضت عليه بطانة الدالاي، ويكشف أن المزاعم المستمرة لبطانة الدالاي بأنهم لا يسعون الى الاستقلال بل الحوار السلمي ليست سوى أكاذيب''· وقال ان المحتجين ''كانوا يودون التحريض على تخريب الألعاب الاولمبية لتحقيق أغراضهم غير المعلنة''· ورفض دعوات دولية لحكومته لإجراء محادثات مع الدالاي لاما، وقال ''طالما أن الدالاي لاما يرغب في التخلي عما يسمى باستقلال التبت وقبول أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين فإن بابنا سيكون مفتوحا على مصراعيه''· وذهب متحدث باسم الخارجية الصينية الى المطالبة بمحاكمة الزعيم الروحي للتبت، وعلق كين جانج المتحدث باسم الخارجية الصينية على تصريح الدالاي لاما قائلا ''ما يجب ان ينشغل به المجتمع الدولي ويسأل عنه هو ما هو بالتحديد الدور الذي لعبه الدالاي لاما في هذا الحادث الخطير والذي شمل التخريب والنهب''· ونفى الدالاي لاما الاتهامات الصينية بتحريضه على الشغب في التبت، وطالب الصينيين بتقديم دليل على تورطه· كما طالب بالتحقيق في الحملة الصينية على المحتجين وما اذا كانت تصل الى حد ''إبادة ثقافة'' التبت· وقال في مؤتمر صحفي في دهارامسالا شمال الهند ''اذا خرجت الامور عن نطاق السيطرة سيكون الخيار الوحيد المتاح أمامي هو الاستقالة الكاملة''· وجاءت تصريحات وين فيما ذكرت جماعات منفية من التبت أن تعزيزات من الشرطة والجيش تتحرك نحو العديد من مناطق التبت الصينية حيث نظمت المزيد من الاحتجاجات وسقط عدد من القتلى· وحدد طلاب من جماعة ''التبت الحرة'' هوية تسعة أشخاص من بينهم بعض الرهبان الذين قالوا إنهم من بين 20 شخصا من التبت قتلوا في اشتباكات مع قوات الامن الصينية الاحد في مقاطعة أبا بإقليم سيتشوان· وقال شهود عيان إن نحو 500 راهب بوذي من دير شويفيل شينج انضموا إلى الاحتجاجات· من جهة أخرى ذكرت وكالة ''شينخوا'' الصينية الرسمية للأنباء أن احتجاجات التبت وصلت إلى العاصمة بكين مع تنظيم طلاب من التبت وقفة صامتة خارج إحدى جامعات بكين· ونقل التلفزيون الصيني عن مسؤول من التبت قوله إن 100 شخص ممن شاركوا في أعمال الشغب في لاسا عاصمة الاقليم سلموا أنفسهم للشرطة، مؤكدا أن الأشخاص الذين استسلموا للسلطات ''شاركوا في حوادث تعد بالضرب وإتلاف للممتلكات ونهب وإحراق وقام بعضهم بدور مباشر في هذه الحوادث'' يوم الجمعة، واضاف ''وسلم بعضهم الاموال التي سرقوها''· ودعت دول غربية بكين الى ضبط النفس لكن البلجيكي جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية صرح امس الاول بانه لم تصدر دعوات من الحكومات لمقاطعة دورة بكين الاولمبية هذا العام· وقال روج في ترينيداد ''لم تطالب حكومات بذلك ونشجع بقوة موقف الاتحاد الاوروبي وجميع الحكومات الكبرى التي قالت فيما يشبه الاجماع ان المقاطعة ليست حلا''· لكن هانز جيرت بوتيرينج رئيس البرلمان الاوروبي حث السياسيين على التفكير في مقاطعة الدورة الاولمبية في بكين احتجاجا على حملتها على المتظاهرين في التبت· إلى ذلك ندد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند في ستوكهولم باعمال العنف التي اعقبت التظاهرات في التيبت وطلب من الصين ''ضبط النفس''· كما أعربت رئيسة وزراء نيوزيلندا هيلين كلارك عن قلق حكومتها بشأن الممارسات الصينية، وأثارت القضية رسميا أمام البرلمان· وأعرب الأمين العام للامم المتحدة بان كي - مون عن قلقه ازاء الوضع في اقليم التبت، داعيا لإيجاد حل سلمي· وشدد مفوض حقوق الانسان في الحكومة الالمانية من جانبه على أهمية توجيه انتقادات حادة لبكين· وفي السياق اشتبك نحو 100 من المؤيدين لمحتجي التبت مع الشرطة خارج القنصلية الصينية في سيدني أمس بينما دعا سياسي استرالي الى مقاطعة دورة الألعاب الأولمبية في بكين·