«الرابوص».. مرآة التشوهات الاجتماعية

تامر عبد الحميد (أبوظبي) اجتمعت نخبة من الدراما السورية إلى جانب ممثلين لبنانيين، لتقديم عمل فني جديد من نوعه بعنوان «الرابوص»، يمزج بين التشويق والخيال والرعب، حيث يسلط الضوء على عوالم الدجل والشعوذة وتجارة الأعضاء البشرية، إضافة إلى الكثير من الأحداث الدرامية المشوقة التي تولى تأليفها سعيد حناوي، وأخرجها إياد نحاس. صراعات دامية بدأ «الرابوص» عرض أولى حلقاته، على قناة دراما التابعة لشبكة قنوات أبوظبي، في عرض أول وحصري على شاشاتها، ضمن دورتها البرامجية الجديدة، وتدور أحداث العمل في بيئة وزمن افتراضيين حيث تعيش شخصياتها بأزياء من حقبة الستينيات، وتتنقل بسيارات من الثمانينيات، وتتواصل فيما بينها بهواتف نقالة، فيما تمضي مسارات حكاياتها في أجواء يطغى عليها التشويق والرعب، لتطرح بمجملها شكلاً جديداً في المشهد الدرامي العربي لم يعرفه المشاهد من قبل. واسم المسلسل مأخوذ من مرض يطلق على الشلل الحركي أثناء النوم نتيجة الكوابيس، ويسمى باللهجة المحلية «الجاثوم» أو «الرابوص»، وهذا المرض يبدو في العمل كابوساً جماعياً يصيب أغلب شخصيات العمل، ويؤدي إلى تشوهات جسدية ونفسية وأخلاقية لشخصياته التي تعيش صراعات ذاتية وجماعية مع الجريمة ومفاهيم الشرف والخوف والدجل والمرض والجهل. وتجسد شخصيات العمل نخبة من نجوم الدراما السورية واللبنانية أبرزهم من سوريا بسام كوسا وأمل عرفة وعبد المنعم عمايري وكندا حنا وسلمى المصري وجيني إسبر وضحى الدبس ومحمد حداقي، ووفاء موصللي ومرح جبر وعلي كريم، ومن لبنان عمار شلق وببير داغر. شخصيتا العمل تبدأ قصة العمل انطلاقاً من سراديب السجن المظلمة وممرات أحد المصحات النفسية، بوصفهما المكانين اللذين انتهى إليهما بطلا العمل الرئيسان «عاصي»، الذي يلعب بطولته عبد المنعم عمايري، ونزار الذي يجسده عمار شلق، حيث تدور قصة العمل حولها، فـ«عاصي» ابن بيئة معدمة نشأ في أسرة لوالد بلا عمل، وأم مظلومة وأخت فقدت قدرتها على النطق الكامل نتيجة ضرب والدها لها، وهذه البيئة جعلت منه مجرماً خطيراً وزعيماً لعصابة تعيش على السرقة. ورغم قلب «عاصي» النبيل وذكائه الشديد وموهبته الفنية بالرسم، فإن جرائمه المتتابعة جاءت نتيجة رغبته بأن يصبح قوياً ليحقق العدالة التي يؤمن بها، لكنه لا يلبث أن يتورط بجرائم قتل. أما «نزار» فرجل أعمال غني، تزوج متأخراً زواجاً تقليدياً من شابة تدعى سارة وعاش معها قصة حب قصيرة سرعان ما انتهت، بعد أن اتهمها بخيانته مع خطيبها السابق، وقام بتعذيبها ودفعها للانتحار وكلف سائقه الخاص بالتخلص من طفلته الرضيعة، ومع مرور الزمن بدأ «نزار» يعاني إرهاصات نفسية واضطرابات حيث يظهر له شبح زوجته القتيلة، التي تلعب دورها أمل عرفة، يومياً ويلاحقه أينما ذهب وفق لحظات مخيفة ومرعبة ليخبره بأن ابنته لا تزال على قيد الحياة، فيبدأ في البحث عن حقيقة الأمر، وفي سبيل اكتشاف الحقيقة يواجه الكثير من المفاجآت التي تغير مسار حياته. يعرض المسلسل يومياً عدا الجمعة، عند الساعة الثانية عشر ليلاً ويعاد عرضه الساعة الخامسة فجراً، والثانية والنصف ظهر اليوم نفسه.