الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منتسبو «تراث الإمارات» يثرون مشهدية الفلكلور في سويحان

منتسبو «تراث الإمارات» يثرون مشهدية الفلكلور في سويحان
11 فبراير 2014 21:35
يمثل مهرجان سلطان بن زايد التراثي ملتقى واسعاً للأجيال كافة، ليستفيدوا من زخم الفعاليات المصاحبة له للتعرف على مكونات الموروث الشعبي المحلي، ويسهموا في تعزيز ملامح الهوية الإماراتية، عبر المشاركة الفعالة للكثيرين منهم في أنشطة المهرجان، خاصة بالنسبة للأجيال الجديدة التي كان لها حضور بارز ضمن فعاليات المهرجان في نسخته الحالية، ما عكس نجاح الحدث التراثي الكبير في تحقيق أهدافه وتفعيل التواصل بين القديم والحديث من خلال نماذج حية لحياة الأقدمين لمستها الأجيال الجديدة، واستمتعوا بكل ما فيها من فرادة وتميز. أحمد السعداوي (أبوظبي) - منتسبو المراكز التابعة لنادي تراث الإمارات أسهموا بشكل واضح في إثراء أيام المهرجان، الذي تشهده مدينة سويحان، وينتهي في الخامس عشر من فبراير الجاري، بعد أن قدم للعالم مزيجاً من ألوان التراث الإماراتي وفنونه من مشغولات تراثية، وعروض كرنفالية، وأمسيات شعرية، ومسابقات ثقافية وغيرها من الأنشطة التي جعلت مدينة سويحان ساحة مفتوحة لعرض التراث الإماراتي إلى آلاف الزائرين إليه يومياً من مقيمين وسائحين في ضيافة أبناء الإمارات. رغبة في التميز قال أحمد الحمادي، مدير مركز السمحة التابع لنادي تراث الإمارات: إن مهرجان سلطان بن زايد للإبل التراثي أحد الفعاليات الكبرى في الإمارات، ويصحبها أنشطة تراثية وثقافية تظهر مدى تطلع الأجيال الجديدة لما كان يمارسه أجدادهم من رياضات وثقافات وموروثات ظلت تتناقلها الأجيال على مر التاريخ، موضحا أن رياضات اليولة والصيد بالصقور والألعاب الشعبية تعتبر من الموروثات الشعبية، التي تنال الاهتمام الكبير لدى الصغار والناشئة من أبناء الدولة. وأضاف: “النادي من أهم الجهات بالدولة التي تهتم بمثل هذه الرياضات التراثية، ولذا كان حضور طلاب مركز السمحة التابع لنادي تراث الإمارات، والذين يمارسون هذه الرياضات عن عشق داخلي ورغبة في الإبداع والتميز حيث إنهم يشاركون في العديد من السباقات والفعاليات المختلفة داخل النادي وخارجه يبرزون خلالها مهاراتهم في الفنون والرياضات التراثية المختلفة”. ونوه إلى أن المهرجان احتفالية كبيرة تنتظرها الفرق المختلفة بالنادي لتقديم المهارات المختلفة، والتنافس فيما بينها من أجل إخراج الأفضل لديها، ونحن في مركز السمحة نهتم برياضات الآباء والأجداد، منها على سبيل المثال رياضة الصيد بالصقور واليولة والألعاب الشعبية والفروسية والقوارب الشراعية العادات والتقاليد، حيث يشارك في جميع المناسبات المختلفة من أجل إحياء التراث الوطني وترسيخها”. اهتمام ورعاية من منتسبي مركز السمحة، قال الطالب سيف البادي (14 سنة): إنه “التحق بفرع السمحة منذ ثلاث سنوات، حيث وجد الاهتمام والرعاية، التي أهلته لأن يمارس الهواية التي يعشقها، وهي اليولة، حيث برع فيها وفاز بعدة سباقات على مستوى النادي”.وأضاف: “أشكر إدارة المركز التي تهتم بنا كهواة وتوفر لنا الجو المناسب لإظهار قدراتنا وإبداعاتنا، وأمارس أيضا رياضة الفروسية، حيث إن النادي أصبح المكان المفضل لي الذي ألتقي فيه مع أصدقائي”، مشيراً إلى أن الفعاليات التراثية تشجع الجميع على الإسهام في كافة الفعاليات التراثية ما يجعلنا نكتسب خبرة ونتعرف على أماكن وأشخاص جدد من خلال المشاركة في المهرجانات المختلفة في الدولة. زميله أحمد المجدلي (14 سنة) ذكر أنه يحب الصقور منذ صغره، وقد أتيحت له الفرصة لأن يجد المكان الذي يمارس فيه هوايته داخل مركز السمحة، حيث يتولى تعليم الطلاب مدرب متخصص ما جعله يعرف كل شيء عن الصقور من خلال الممارسة الفعلية. حول مشاركته في المهرجان، قال الطالب زايد المنهالي “انضممت إلى مركز السمحة من خلال الأنشطة الصيفية، والتي تقام داخل جزيرة السمالية منذ سنتين، ومنذ هذه اللحظة أصبحت أرى في نادي تراث الإمارات المكان، الذي أقصده للبحث عن قضاء وقت فراغي في أنشطة ورياضات مفيدة، وفي النادي تعلمت اليولة، وأصبحت أشارك في مسابقات وفعاليات مختلفة، وكذلك أصبحت أمارس العديد من الألعاب الشعبية من خلال فرق الألعاب الشعبية المختلفة داخل المركز”. وخليفة المعمري (13 سنة) من صغار صقارة المركز، أوضح أنه انتسب للنادي منذ أربع سنوات من خلال ملتقى السمالية الصيفي، ومنذ هذا الوقت يشارك في الأنشطة والفعاليات المختلفة حيث تعلم ركوب الخيل والقوارب الشراعية، ويذهب إلى النادي كي يلتقي بأصدقائه في فرق المركز. فعاليات مختلفة من ناحيته، قال أحمد الحوسني، رئيس قسم الأنشطة الشبابية بنادي تراث الإمارات، عضو فريق الأنشطة المصاحبة بالمهرجان: إن فعاليات هذا العام اختلفت بشكل رئيس عن الأعوام السابقة، حيث تم وضع ترتيبات خاصة تشجع الجميع وخاصة الأجيال الجديدة على زيارة المهرجان والتفاعل مع نشاطاته، التي امتدت خمسة عشر يوماً بمعدل 12 ساعة يومياً، ما يعكس قدر الاهتمام الموجه لهذه الفئة المهمة في المجتمع، والتي ستحمل راية الوطن وتسهم في دفعه لمزيد من التقدم سيراً على خطى الآباء والأجداد، الذين رسموا درب النجاح بالعرق والتخطيط. ولفت الحوسني إلى أن ترتيبات هذا العام جعلت الجميع يشعرون بالراحة ومطالعة التراث الإماراتي في أجواء ترحيبية وأكثر تنظيماً، كون السوق الشعبي والقرية التراثية بما يحملانه من رموز تراثية مهمة، كانا منفصلين عن بعضهما وفي جهات مختلفة وأجواء مكشوفة، ولم يتجاوز عدد المحال 50 محلا تعرض المشغولات التراثية بمختلف أشكالها. وأضاف الحوسني: “كون المهرجان تراثياً لابد أن يصاحبه سوق شعبي يعرض المشغولات اليدوية الإماراتية بأنواعها، ومع نجاح المهرجان وغيره من الفعاليات التراثية، لابد وأن تترك أثراً كبيراً وقوياً في المحيط الذي نعيش فيه، ويبرز إلى أي مدى يهتم الإماراتيون بتاريخهم وتراثهم، وهذا تطبيق لما علمنا إياه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه”. وأوضح: “بناء على التجارب السابقة تم وضع السوق داخل خيمة كبيرة، ما ساعد على عرض المنتجات التراثية بشكل جذاب، وأسهم في إقبال أكبر عدد من المشاركين والجمهور، حيث بلغ عدد المشاركين 250 عارضاً للمرة الأولى منذ انطلاق المهرجان قبل عدة أعوام، بالإضافة إلى إعداد مسرح خاص داخل الخيمة التي تضم تحتها أكبر التجمعات المشاركة في المهرجانات المختلفة، والمسرح يعرض مسابقات مصاحبة تبدأ يومياً من الساعة الخامسة مساءً بما يتناسب مع ظروف الجميع ويساعد على تحقيق أكبر قدر من التفاعل. وأشار الحوسني إلى مشاركة 160 طالباً منتسباً للمراكز التابعة لنادي تراث الإمارات في أنشطة المهرجان المختلفة يعرضون خلالها المهارات التي اكتسبوها خلال فترة انتسابهم للنادي. «تلي ماتش» الإمارات قال أحمد الحوسني، رئيس قسم الأنشطة الشبابية بنادي تراث الإمارات، عضو فريق الأنشطة المصاحبة بالمهرجان: “هذا العام تكونت لجنة مقترحات من بين أعضاء اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، تقرر من خلالها زيادة عدد المحال إلى 191 محلاً إلى جانب ستة محال أخرى خارج الخيمة الكبرى، التي ضمت مسرحاً للأنشطة وقرية تراثية إلى جانب السوق الشعبي”. وأضاف: إن هناك تنوعاً كبيراً في الأنشطة التي تقام في الخيمة، التي بلغت مساحتها مئة متر في أربعين متراً، بين مسابقات ثقافية تطرح خلالها أسئلة تراثية، وعروض للفنون الشعبية مثل الرزفة واليولة والعيالة تشارك فيها جميع الأعمار، ومسابقات خاصة بالأطفال يمكن تسميتها بـ “تلي ماتش الإمارات”. الصقار الصغير الصقار الصغير، عمار الحمادي (16 سنة) قال: “حتى وقت قصير لم أكن أذهب إلى نادي التراث، ولكن ما سمعته من أصدقائي عن الأنشطة والألعاب المختلفة التي يمارسونها فيه جعلني أذهب وألتحق بفريق الصقارة، وأتعلم كيفية رعاية الصقور وتدريبها، وقد شاركت في أكثر من فعالية خاصة بالصقور، وأيضا أذهب إلى المركز كي أمارس مجموعة من الرياضات المختلفة، التي تفيدني ذهنيا وصحيا، خاصة أنها جميعاً رياضات تراثية إماراتية خالصة تجعلني أشعر بالسعادة أني أساهم في حفظ أشكال تراث وطني، ومنه الألعاب التي كان يمارسها آباؤنا وأجدادنا في الزمن القديم”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©