"نار البارد" تلتهم 4 إرهابيين وجنديين لبنانيين

قتل جنديان لبنانيان واربعة مسلحين من جماعة ''فتح الاسلام'' خلال معارك ضارية دارت في مخيم نهر البارد شمال لبنان امس ليرتفع بذلك عدد القتلى في المعارك الدائرة منذ نحو 12 اسبوعا الى 267 قتيلا· وقالت مصادر أمنية ان القتلى سقطوا خلال معارك جرت خلال الليل وفي الساعات الاولى من صباح امس في مخيم نهر البارد واستخدمت فيها المدفعية والصواريخ والقنابل والرشاشات· وقالت المصادر ان القوات اللبنانية توغلت داخل المخيم واستولت على عدد من المباني· وتزامن اشتداد المعارك مع كشف الحكومة عن مقتل الرجل الثاني في المجموعة المتطرفة اللبناني شهاب القدور (ابو هريرة) على يد القوى الامنية في طرابلس الاسبوع الماضي· ودارت اشتباكات حامية امس في البقعة الضيقة التي يتواجد فيها المسلحون داخل المربع الامني وفي محيط حي سعسع واحرز الجيش اللبناني المزيد من التقدم وسيطر على مباني ومواقع جديدة، وتمكن من وضع اليد على عدد من المباني التي كان يستخدمها المسلحون لتنفيذ اعمال قنص سواء باتجاه عناصر الجيش او في اتجاه الاهالي في القرى العكارية المحاذية، مما ادى الى تراجع اعمال القنص الى حد كبير· ومع التقدم الذي يحرزه الجيش في مواجهة عناصر ''فتح الاسلام''، بدأت الدولة اللبنانية البحث في مصير مخيم نهر البارد وفي هذا الاطار ترأس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اجتماعاً بمشاركة عدد من ممثلي الهيئات والمنظمات الدولية والانسانية· واكد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي ان لا عودة للوضع الامني لمخيم نهر البارد كما كان في السابق اي ان يكون مليئاً بالسلاح ويوزع القذائف على جميع القرى اللبنانية· وقال بعد اجتماع عقده مع رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني السفير خليل مكاوي ''هناك قواعد جديدة خاصة بمخيم نهر البارد ويجب عدم التسرع في الحديث عنها لان المهتم بالمخيم عليه ان لا يقف متفرجاً بدم بارد على الدم الحار الذي يسكب من الجيش اللبناني''· معتبراً ان اي كلام عن السلاح الفلسطيني في المخيم هو استفزاز لمشاعر الناس الحريصين على امن وسيادة لبنان· اما مكاوي فكشف عن طرح قدمته قيادة منظمة التحرير تعلن فيه استعدادها لانشاء لواء فلسطيني يتولى مسؤولية امن المخيمات على ان يكون خاضعاً لقيادة الجيش اللبناني وهذا يعني انه في اطار السيادة اللبنانية· وقال ''هذا الامر لم يبحث رسمياً ولكـــن تنظيم السلاح الفلسطيني داخل المخيمات في اطار السيادة اللبنانية يعني مسؤولية الدولة اللبنانية عنه''· كما بحث زكي اوضاع مخيم نهر البارد مع المدير العام لـ''الاونروا'' في لبنان ريتشارد كوك وجرى البحث في التحضيرات الجارية لعودة النازحين منه والبالغ عددهم اكثر من 35 الف شخص معظمهم حالياً في مخيم البداوي· واصدرت ممثلية منظمة التحرير بياناً اشارت فيه الى ان اللقاء يأتي في اطار التشاور وتبادل الافكار والآراء والمقترحات حول السبل والطرق الكفيلة بعودة النازحين بعد انتهاء المواجهات الدائرة حالياً بين الجيش اللبناني وعصابة شاكر العبسي الارهابية التي تسبب وجودها في المخيم واعتداءاتها المستمرة على الجيش اللبناني بهذه الكارثة الانسانية التي اصابت اهالي المخيم، والتي ادت الى نزوحهم عن مخيمهم حيث يعيشون في ظل ظروف انسانية قاسية وصعبة''· ودعا الجانبان الى ''ضرورة تنسيق الجهود والتعاون بين جميع الاطراف المعنية، منظمة التحرير الفلسطينية، الحكومة اللبنانية، والانروا، والدول العربية، والدول المانحة من اجل اعادة اعمار المخيم بأسرع مدة ممكنة، واتفقا على بذل كل ما في وسعهما من اجل تحقيق ذلك''·وحول ما يطرح عن تسلم القوى الشرعية اللبنانية امن المخيمات قال مسؤول حركة ''حماس'' في لبنان اسامة حمدان ''الاجدر ان يتم عقد حوار فلسطيني لبناني وتنظيم مختلف جوانب العلاقة بين الطرفين''· مشيراً الى ان امن المخيمات جزء من امن لبنان ولكن هناك واقع قائم فيه تراكمات كثيرة اوجد حالات معينة بحاجة الى معالجة على اسس التفاهم الذي يؤدي الى الاستقرار· على صعيد آخر رفض اهالي بلدة مشمش - عكار رفضا قاطعا تسلم جثة الرجل الثاني في ''فتح الاسلام'' شهاب القدور المعروف بـ''ابي هريرة'' ودفنها· واكد رئيس البلدية حنظل قمر الدين بعد اجتماع ضم مخاتير ووجهاء البلدة ''رفض تسلم وتشييع ''ابوهريرة'' كونه خائنا لوطنه ولمنطقته وكونه لم يولد في مشمش وغير مقيم فيها، وكونه عنصرا ارهابيا تطاول على المؤسسة العسكرية اللبنانية وعلى ابناء منطقته وبلدته مشمش، التي سقط منها 3 شهداء و7 جرحى للجيش اللبناني· مؤكدين وقوفهم الدائم والمستمر الى جانب الجيش عماد الوطن وخشبة خلاصه وامل جميع اللبنانيين''·