الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حمد الشامسي.. إماراتي يقنع الأستراليين بتناول حليب النوق

حمد الشامسي.. إماراتي يقنع الأستراليين بتناول حليب النوق
1 مارس 2017 23:30
يوسف البستنجي (أبوظبي) نموذج لرجل الأعمال المعاصر، يدقق في التفاصيل، ويتعامل مع قوانين السوق على قاعدة إن لم يكن هناك سوق «فسنصنعه»، لا يحب التقليد وهو مستعد لتحمل مخاطر الحداثة والتجديد في عالم الأعمال، يعرف تماماً أن القيمة الأكبر والأغلى لم تعد هي «كمية العمل المحتوى في بضاعة معينة «بل» نوعية العمل في تلك البضاعة وأن القيمة المضافة تصنعها الأفكار والرؤى الخلاقة التي تقف خلف ما هو جديد وغير تقليدي في عالم الاستثمار، إنه حمد مفتاح الشامسي، رجل الأعمال الإماراتي، الذي تمكن من إقناع أستراليا بتناول حليب النوق. يعتبر حمد الشامسي نموذجاً حقيقياً للجيل الجديد من رجال الأعمال الإماراتيين، الذين يقدمون مثالًا تلو الآخر في آليات ووسائل وطرق ومفاهيم الاستثمار المبتكرة، وهو خير ثمرة من ثمار استثمار دولة الإمارات في الإنسان، باعتباره رأس المال الحقيقي الذي لاينضب، وثروة الوطن التي تعلق عليها آمال المستقبل والأجيال القادمة. استطاع حمد الشامسي تأسيس العديد من الشركات ويمتلك العديد من الاستثمارات داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة، تتمثل في محفظة استثمارية مربحة للغاية ومثيرة للإعجاب تمتد عبر القارات الخمس. يستثمر الشامسي في مجال الاستشارات والسياحة والترفيه والعقار وغيرها من الاستثمارات، لكن استثماره الأهم من ناحية النوعية جاء في قطاع الصناعة الغذائية غير التقليدية. أدرك الشامسي الفوائد الصحية لحليب النوق، واكتشف ببصيرة ثاقبة أن المستقبل لابد أن يحمل الكثير من الأهمية لهذا المنتج ذات الفوائد الصحية المتعددة والكبيرة، حيث أكدت الدراسات الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، أن السوق العالمي المتوافر لحليب النوق والمنتجات المتعلقة به يقدر بنحو 10 مليارات دولار أميركي حالياً. يقول الشامسي لـ«الاتحاد»: «قررت تأسيس مزرعة للنوق في أستراليا باستثمارات تصل قيمتها إلى 184 مليون درهم (50 مليون دولار) تقريباً، هي الأولى من نوعها في العالم خارج دولة الإمارات»، ويتوقع وفقاً للدراسات أن تصل مبيعاتها إلى 365 مليون دولار سنوياً عند استكمالها. ولفت إلى أنه يوجد 3 مزارع نموذجية فقط، للنوق في العالم، منها مزرعة في أبوظبي وأخرى في دبي، والمزرعة هذه التي أسستها في ملبورن باستراليا. وأوضح « هناك مزارع صغيرة فردية موجودة في دولة الإمارات ودول الخليج على مستوى بعض الأشخاص أو الأسر التي تحتفظ بعدد محدود 3 أو 4 نوق أو حتى ضعف هذا العدد». أما المزارع النموذجية التي تملك مئات أو آلاف الإبل وتقوم بإنتاج حليب النوق بآليات عصرية، متفقة مع المواصفات والمقاييس التي تسمح لها بتسويق حليب النوق مستويات تجارية، فهي ثلاث فقط. ويثق الشامسي بالامكانات الضخمة لمثل هذا المشروع في إنشاء صناعة عالمية مربحة تستند إلى هذا الغذاء الصحي. اختار الشامسي استراليا كموقع لمشروعه الاستثماري مع علمه بالصعاب والمخاطر المحيطة بهكذا مشروع، ولكن رؤيته الثاقبة في أن المشروع فرصة استثمارية فريدة، يبتعد عنها المستثمرون الآخرون، زاد قناعته بصحة خياره وتوجهاته الاستثمارية. بداية خصص الشامسي 50 مليون دولار أميركي للمشروع، لثقته بأن استراليا تتمتع ببيئة استثمارية جاذبة. ويقول الشامسي: «أسست شركة كاميلك القابضة باعتبارها استثماراً إماراتياً فريداً من نوعه، كما تعتبر كاميلك أول استثمار إماراتي فردي في القطاع الزراعي في استراليا». وأضاف: كانت الإبل تعتبر «آفة» في أستراليا، حيث تنتشر ملايين الجمال والنوق في الصحراء الأسترالية، وكانت الحكومة الأسترالية تضع الخطط والبرامج للتخلص منها، حيث تدفع للشركات والأفراد العاملين في المجال 50 دولاراً عن كل جمل يتم قتله، أما اليوم فقد أصبح هناك سوق للإبل في أستراليا وهي تباع بسعر يبلغ نحو 1000 دولار للناقة الواحدة، لتتحول بذلك الإبل من «آفة» إلى ثروة وطنية مستدامة. وقال: العديد من الأستراليين الأفراد أو العائلات بدأوا بتأسيس مزارع خاصة صغيرة لهم من النوق، ويقومون بتوريد حليبها لشركة «كاميلك» المملوكة له والمسجلة كعلامة تجارية بارزة. وبين أن الطلب يرتفع بمعدلات عالية على حليب النوق في السوق الأسترالية حيث يباع حاليا اللتر الواحد بسعر 25 دولاراً. أسس الشامسي مشروعه، ولفت انتباه الحكومة والمجتمع الأسترالي، وأصبح اسما لامعاً في سماء الأعمال والاستثمار في القارة الأسترالية، خلال فترة قصيرة جدا بسبب نوعية الاستثمار وطبيعته. يقول «عندما بدأنا المشروع، واجهتني تحديات كثيرة، الإبل موجودة لكنها موزعة على آلاف الكيلو مترات المربعة في الصحراء الأسترالية، وهي حيوانات غير أليفة» وأضاف: هذه المعضلة جعلتنا نبحث عن سبل للتواصل مع السكان الأصليين في صحارى أستراليا للاستعانة بهم، كما استخدمنا طائرات الهليوكوبتر والسيارات الخاصة، ناهيك عن عملية النقل التي تحتاج إلى شاحنات مزودة بتجهيزات خاصة. واستطرد: «لقد نجحنا في تجاوز التحديات وإيجاد حلول لها». وقال: نجحت كاميلك في بناء علاقات وطيدة مع سكان استراليا الأصليين في مقاطعاتها في الصحراء الأسترالية الشاسعة لتوريد النوق لمزارع كاميلك. واجهت كاميلك الصعاب في بناء مشروع زراعي بهذا الحجم في استراليا ولكنها ذللت تلك الصعاب ونجحت في بناء مشروع يدل على مقدرة رجال الأعمال الإماراتيين في اقتناص الفرص وبناء مشاريع ناجحة في بيئة صعبة..لقد بدأنا المرحلة الأولى من المشروع بـ 600 ناقة، وهو يتكون من عدة مراحل. وأضاف: قامت كاميلك ببناء مشروعها الضخم على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى بتكلفة (15 مليون دولار)، وتشمل شراء الأرض وتطويرها، وبناء المحلب والمصنع، والتعاقد مع المزارعين في الصحراء الأسترالية، لشراء وشحن النوق إلى المزرعة، والمرحلة الثانية وهي بقيمة (15 مليون دولار)، زيادة أعداد النوق وتوسعة المحلب والمصنع لزيادة الطاقة التشغيلية وبناء مصنع عالمي لبودرة الحليب. وتشمل المرحلة الثالثة بقيمة (20 مليون دولار)، إنشاء شبكة مزارعين لتوريد حليب النوق لمصنع كاميلك وتوسعة وتطوير المزرعة لتصبح أكبر مزرعة في العالم للإبل. وقال: نخطط للبدء بإنتاج البودرة من حليب النوق، التي تستخدم في عدة منتجات ابتداء من الحلويات ومنتجات الشكولاتة، إلى حليب للأطفال، واستخدامه كإضافات غذائية، كما يستخدم في مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة والجلد، مبينا أن الشركة تقوم حاليا بإنتاج الحليب الطازج والحليب البودرة، وهما منتجان يجري تسويقهما حاليا، أما المنتجات الأخرى فقد بدأت الشركة بإنتاج المكملات الغذائية وبعض مستحضرات التجميل والشوكولاته، وهي في مرحلة الاختبارات التي تسبق البدء بتسوقهما، وتعمل حالياً بالتعاون مع إحدى شركات المختبرات العالمية المرموقة لوضع معادلة إنتاج بودرة حليب الأطفال، والتي ستبدأ الشركة بإنتاجه فور استكمال الإجراءات العلمية اللازمة للإنتاج. وأضاف: كاميلك اليوم هي علامة تجارية مسجلة في استراليا، الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الأوروبي. وأوضح أن الشركة حاليا بدأت بالإجراءات اللازمة للتوسع على مستوى العالم ويشمل ذلك إنشاء مزارع للنوق في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة، والمغرب والولايات المتحدة الأميركية، بحيث إن كل مشروع سيغطي قطاعاً جغرافياً محدداً. تقع مزرعة كاميلك في ولاية فيكتوريا بمدينة روتشستر تبعد بنحو ساعتين ونصف بالسيارة من ملبورن. وهي مقامة على أرض مساحتها 300 هكتار، وتعداد النوق فيها 600 ناقة مرحلة أولى وسيرتفع العدد إلى 10 آلاف ناقة عند اكتمال المشروع. ويتضمن المشروع مصنع ألبان وهو مصنع عالمي المستوى بنظام آلي، ويعمل بالمشروع 22 موظفاً بدوام كامل و150 عاملاً عند اكتمال المشروع. كما سيتم إنشاء مصنع لإنتاج الأسمدة والمياه المعاد تدويرها، حيث يمكن الحصول على سماد الإبل من المزارعين المحليين لتصنيعها وبيعها وسوف تستخدم الأسمدة محلياً لزراعة المحاصيل وأي فائض يمكن بيعه أو التبرع بها للمزارعين المحليين. وسيتم استخدام المياه المعاد تدويرها في ري المحاصيل الزراعية. وتتطلع كاميلك لبناء شبكة من منتجي حليب النوق حيث تتمكن من شراء كامل إنتاج الحليب لعمل منتجات التصدير، وستشارك كاميلك جميع مواردها مع المزارعين الصغار، إضافة لتوفير الخدمات والمساندة اللوجستية، وتعمل كاميلك على بناء نفسها لتصبح المحور الرئيسي، والمصدر الأول للمعلومات والخبرات بشأن جميع المسائل المتعلقة بمزارع النوق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©