الفيصل: "فتح" و "حماس" متفقتان على عودة الأمور إلى نصابها

أعلن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أمس أن حركتي ''حماس'' و''فتح'' الفلسطينيين متفقتان من حيث المبدأ على عودة الأمور إلى نصابها في قطاع غزة· وأكد الفيصل في مؤتمر صحفي بمدينة جدة أن مبادرة الرئيس الأميركي جورج بوش بشأن عقد مؤتمر دولي حول السلام في الشرق الأوسط كان ''مطلباً عربياً''· وأوضح وزير الخارجية السعودي أن ''مبادرة الرئيس بوش تتضمن جوانب إيجابية كنظرة عامة''، وجدد الدعوة إلى ''ضرورة ان يتطرق المؤتمر إلى القضايا الأساسية مثل وضع القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة متصلة الأطراف وذات سيادة''· ودعا الفيصل كلا من ''فتح'' و''حماس'' إلى استئناف الحوار بينهما على أساس عودة الأمور إلى نصابها والاتفاق على أسس الشرعية الفلسطينية· وأوضح أنه ''لا يمكن حل القضية الفلسطينية دون وحدة الموقف الفلسطيني، ونأمل في عودة اللحمة والوحدة الفلسطينية حتى ترى جهود السلام طريقها إلى النجاح''· وأبدى رئيس الوزراء الفلسطيني المُقال اسماعيل هنية استعداده ''للتخلي عن رئاسة الوزراء اذا كان الثمن الوفاق الوطني''· ودعا هنية الى ''اعادة الوحدة الى مسارها الصحيح بلا شروط، لأن الشروط هي ملفات الحوار، وهي الأمن والمؤسسة الأمنية كي تكون مؤسسة بعيدة عن المحاصصة والفصائلية وتكون مؤسسة مهنية''· واعرب هنية عن استعداده التام للتخلي عن رئاسة الوزراء معتبرا انه ''اذا كان ثمن الوفاق الوطني الكرسي فنحن جاهزون لتقديم هذا الثمن''· واضاف ''هناك قنوات اتصال تقوم بها بعض الدوائر لإخراج الحالة الفلسطينية من التأزم الداخلي، وحتى اللحظة لا يمكن ان نسميها حوارات حقيقية برأسين بين فتح وحماس، الا انها قد تتطور لتصل لهذه الغاية والأمر مرهون بصدق النوايا وعدم الرهان على أميركا وإسرائيل''· وأكد أحمد يوسف مستشار هنية ''أن حوارات سرية تجرى بين شخصيات من حركتي (فتح) و(حماس) بمشاركة شخصيات حزبية ووطنية ومستقلة فاعلة للبحث في سبل استئناف الحوار الوطني''·وأضاف يوسف في تصريحات نقلتها الشبكة الإعلامية الفلسطينية ''هناك جهود فلسطينية - فلسطينية وبمبادرات عربية تجرى لرأب الصدع، لكن هذه الجهود لا زالت خلف الكواليس وبعيداٌ عن وسائل الإعلام لضمان نجاحها''· وتوقع مستشار هنية التوصل لصيغة ''اتفاق وتوافق وطني'' خلال شهر أو شهرين، مؤكداً ''اهتمام أطراف عربية وإسلامية ودولية بتحقيق وحدة الشعب الفلسطيني وجمع شمل الأخوة الفرقاء في رام الله وغزة''· ومن جانبه، تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ''أبو مازن'' بتحسين الأحوال المعيشية للفلسطينيين نتيجة مباحثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس الأول· وقال عباس ''العديد من المشاكل اليومية ستجد لها حلاً''· وكان مسؤولون فلسطينيون أكدوا أنهم تلقوا تطمينات من إسرائيل بشأن إزالة الحواجز في الضفة الغربية· فيما نفت الحكومة الإسرائيلية أمس ما نشرته صحيفة ''هاآرتس'' أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي يبحث حالياً خطة لـ''مبادلة الأراضي'' مع الفلسطينيين في إطار اتفاق مبادئ مع السلطة الفلسطينية· ويصل عباس اليوم إلى الاسكندرية ليطلع الرئيس المصري حسني مبارك على تطورات الأوضاع الفلسطينية، ونتائج مباحثاتة الأخيرة مع أولمرت في أريحا· وفي الوقت نفسه، أتهم عباس ''حماس'' بعدم المسؤولية· وقال الرئيس الفلسطيني ''إن أصحاب الانقلاب الدموي في غزة أناس لا يعرفون المسؤولية ولا يؤمنون بالمستقبل''· وذكرت صحيفة'' هاآرتس'' الإسرائيلية أن أولمرت يبحث حاليا إطاراً جديداً لاتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين، يتضمن منح الفلسطينيين أرض تخضع حالياً لإسرائيل مقابل ضم إسرائيل للكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية· في إطار صفقة ''تبادل أراض''· وقالت الصحيفة إن '' الأراضي التي ستحصل عليها الدولة الفلسطينية المرتقبة ستكون مساوية في مساحتها لتلك الكتل الاستيطانية·