الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رواية تسعى إلى كسر المألوف

رواية تسعى إلى كسر المألوف
7 أغسطس 2007 03:04
من يروي رمل الصحراء بماء البحر يحصد ملحاً، غير أن الروائي الإماراتي علي أبوالريش رواها بحبر قلمه فكان الحصاد رواية ''ك ص·· ثلاثية الحب والماء والتراب'' التي تزخر بحمولات إبداعية وفلسفية ونفسية وتسعى إلى كسر السائد· والرواية التي تقع في أكثر من 700 صفحة صدرت عن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في الإمارات واتحاد كتاب وأدباء الإمارات· ووصف الناشرون الرواية بأنها تطوف ضمن نسقين متقاطعين أولهما: ''يضم مسيرة الرجل المنبوذ أبومتراس الذي لاذ بالعراء بحثاً عن معنى الوجود فأخذه الحلم إلى حيث أسقط أمنياته المكسورة في بوتقة الهاجس المضطرب والمقاوم لاضطهاد الآخر وقمعه''· أما النسق الثاني ''فيسير بالفتاة البحرية شامة إلى حيث تقطن الجبل وتأنس إلى صخوره وتزأر متحدية صخور السفوح المتآكلة تحت أقدام مدعي الحكمة والشهامة· والجديد في هذا النسق هو تلامس الفتاة العانس مع صلابة الجبل ليأتي الخصب الروحي وتثمر الشجرة المهجورة والمغدورة ويصيح الوعل الابن غير الشرعي ابن أمه نبتة التيه التي بحثت عنها عينا شامة الباحثة عن الحقيقة المطلقة نابذة قيم الآخرين الموبوءة بداء الصنمية·'' وأضاف الناشرون على الغلاف الخلفي للرواية أنه ''عبر الاستنجاد باللغة القرآنية والكشف عن الأحداث وعن ذاكرة المكان فإن أبوالريش يقدم الماء في زمن الحب للتطهر من الرذيلة بكل معانيها ودلالاتها، وهنا تكمن أهمية هذه الرواية التي تمثل قراءتها بالنسبة للإنسان في أي مكان من عالمنا المتغير تفاعلاً مع الأنا والآخر زمانا ومكانا وذاكرة''· وفي الرواية يدمج أبوالريش المادي بالمعنوي والفلسفي كأن يقول: ''الليل يطل على الصحراء بوهيمي عديم قديم أليم لكنه ستر وفكر وصبر ينزل القوة من السماء على الأرض··· حتى ينهض الناس جميعا··· ويرتلوا ما تيسر من حريق الشهقات''· وتتناص بعض سطور الرواية مع النص القرآني حيث يقول واصفا ألم البطلة: ''أجهشت باكية تتنزل على رأسها حجارة من سجيل اليأس''· لا يهجر أبوالريش قريته معيريض في هذه الرواية، وإن تبنى مناخاً يختلف عن سابقاتها سرداً ومضموناً· فمن بوتقة شمس الصحراء جاءت الرواية زاخرة بحمولات إبداعية وفلسفية ونفسية، بدءاً من أسماء الشخصيات وما تتوفر عليها من دلالات التمرد والرفض والقدرة على كسر السائد والخلاص من قيود الموروث التي تكبل الروح والجسد، ومرورا بتقنيات السرد المفعمة بالحياة والضاجة بالأسئلة والإسقاطات، وانتهاء بالاتكاء على منجزه الروائي الخاص والمنجز الروائي العربي· والمؤلف الذي قدم إسهامات أخرى في القصة القصيرة والمسرحية امتهن الصحافة لكن شغف الرواية لم يغادره، ويعتبره بعض النقاد ''شيخ الرواية في الإمارات'' إذ استمر يخط سطورها في حين فقـــد أقرانه ما تتطلبه من صبر وألق بعد تجاربهم الأولى·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©