الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أجيال أكثر جرأة ومعلمون ضحايا

أجيال أكثر جرأة ومعلمون ضحايا
10 يناير 2016 00:43
هل فقد المعلّم هيبته، وأصبح يعوّل على «لوائح السلوك» التي تفرض احترامه وحبّه، أو على الأقل قبوله؟ ومن أين يأتي التقدير، من الطالب أم المدرسة أم الأسرة أم كل هذه الأطراف مجتمعة؟ هل تغلّ اللوائح يد المعلم فيقف عاجزا أمام سلوكيات طلابه الذين أصبحوا أكثر جرأة، فيما تخلّف هو عن أدوات عصره؟ وماذا عن دور الأسرة في غرس القيم والمفاهيم التي ترتقي بمفهوم المعلم في الأذهان؟ «الاتحاد» تفتح هذا الملف، في محاولة لقراءة واقع العلاقة بين المعلم والطالب، خاصة في ظل السلوكيات السلبية التي يمارسها البعض نحو معلميهم. اعتبر خبراء تربويون أن مهنة التدريس تواجه تحديات غاية في الصعوبة، في ظل الانفتاح على شبكات التواصل الاجتماعي، وما أسموه «غياب السلطة الأبوية»، نتيجة تسارع الحياة، وزيادة متطلباتها؛ الأمر الذي غير من نظرة الطالب للمعلم. بالمقابل، قارن البعض بين معلّم الأمس، ومعلّم اليوم، الذي وصفوه بـ «الباحث عن الراتب» بخلاف الأول الذي كان يعطي للمهنة فحسب، ويفرض احترامه وهيبته عن طريق إخلاصه، ما يمنح الطالب مزيداً من الثّقة به. في موازاة ذلك، تحدث آخرون عن كثرة أعباء المعلّم ودوامه الطويل وضعف راتبه والدروس الخصوصية، معتبرين ذلك عوامل أثرت على مكانته وهيبته. في السياق ذاته، قسم اختصاصيون نفسيون، العنف الطلابي تجاه المعلمين إلى قسمين، الأول: نتيجة سلوكيات عدوانية منحرفة جراء تعاطي المخدرات والكحول؛ ما يوقعهم في اضطرابات نفسية وسلوكية، تجعلهم في حاجة لإظهار قوتهم وقدراتهم المرضية أمام أقرانهم، معتبرين أن هذه الفئة تحتاج إلى حزم وشدة والعقاب. أما القسم الثاني، فقالوا: إنه يكون في إطار رد الفعل نتيجة الغضب من سلوك المعلم أو كلماته القاسية أو عقابه، ما يشعر الطالب بأنه مضطهد، الأمر الذي يجعله يتجاوز فى السلوك نحو أستاذه من خلال العنف اللفظي أو الجسدي، وهذا يحتاج إلى النصيحة وتعديل السلوك. وأوضحت منيرة صفر، الخبيرة التربوية، والمديرة السابقة لإحدى المدارس «أنها تعمل فى الميدان التربوي منذ 30 عاما، تدرجت خلالها من معلمة صف حتى وصلت إلى منصب مديرة مدرسة، مشيرة إلى التغييرات الجذرية التي حدثت في النظام التعليمي، فيما أصبح المجتمع أكثر انفتاحا على كل الثقافات، ما وضع المعلم ومهنة التدريس أمام تحديات غاية في الصعوبة، على حد قولها. وأضافت: كنت أدرّس 4 مواد عن طريق الكتاب المدرسي، بينما كان المعلّم يبدع ويقدم أفضل مالديه فى الوسائل التعليمية حتى جعل من الصف بيئة جاذبة للطلاب، أما الآن، فالبيئة التعليمية لا زالت تحت خط الطموح. وقالت: الانفتاح المجتمعي المطلّ على شبكات التواصل الاجتماعى وغياب السلطة الأبوية، في ظل تسارع الحياة، وزيادة متطلباتها، غيّرت من نظرة الطالب للمعلم، فلم يعد هو القدوة والمثل، ما جعل العلاقة بينهما غير مرضية. وتابعت: كما أن معلّم اليوم ليس لديه ولاء للمهنة، فهو يعمل من أجل الراتب، بخلاف سابقه الذي كان يعطي بإخلاص يساعده في فرض حبّه واحترامه وهيبته، ويمنح الطالب مزيداً من الثقة به. وأعربت عن أسفها للعلاقة القائمة بين الطالب والمعلم اليوم، والتي أصبحت تفتقد إلى مشاعر المودّة والرحمة، نتيجة كثرة أعباء المعلّم ودوامه الطويل، وضعف راتبه، واعتماده على الدروس الخصوصية، وكلها عوامل أثرت على مكانته وهيبته. وأقرّت بأن المعلّم أحيانا يكون سبباً في المشكلة واستفزاز مشاعر الطالب، ما يدفعه إلى سبّه وإهانته والتدخين أمامه. واعتبرت المديرة السابقة والخبيرة التربوية أن اللوائح السلوكية والقوانين مكمّلة للعملية التربوية، ولابد من أن تجد طريقها إلى النفوس، من خلال القناعة بها، ونشرها من خلال توعية الطلبة وأولياء الأمور معاً، لإحداث تفاعل على النحو الذى نطمح إليه، مؤكدة أن ذلك يحتاج إلى وقت طويل. المعلّم النمطي وأوضح (هـ. د)، معلم رفض ذكر اسمه، أنه ومع كل التطورات في العلاقة بين المعلم والطالب، إلا أن الأول لايزال مربياً، مشيراً إلى أن التربية جزء لا يتجزأ من المنظومة التعليمية، معتبراً أن المعلم هو المربي الذي يقود الأمة نحو التقدم والرقي، وعليه يقع العبء الأكبر فى تقويم السلوك. ولفت إلى أنّ التطور التقني والمعرفي أنهى صورة المعلّم النمطي التقليدي القديم، فيما أصبح معلم العصر الآن يتعامل مع أدوات وطرق حديثة في الشرح، كما أن علاقته مع الطالب أصبحت قائمة على المناقشة والحوار واستيعاب الاحتياجات المعرفية والنفسية للطالب والتعامل معه بالودّ والحب والاحترام. وقال: إن هناك أساليب حديثة في التربية، فليست العصا هى وسيلة العقاب، بينما العقل والمنطق والإقناع هو السائد، داعياً إلى إشراك الأهل في زرع القيم والأخلاق واحترام المعلم ووضعه بمكانة الأب باعتباره المعلم والمربي. وعوّل دندش على تعاون المؤسسات من أندية وإعلام وغيره، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن المعلّم يحتاج إلى تشريعات وصلاحيات أوسع، فهو إنسان وأب في المقام الأول، وليس له دوافع عدوانية ضد طالب بعينه، داعياً إلى تحسين ظروفه المعيشية والارتقاء بمكانته الاجتماعية من خلال دعمه وتخفيف العبء عنه من أجل الحفاظ على هيبته حتى يقوم بمهامه التربوية على أكمل وجه، متسائلاً: إذا كان المعلم واقعاً تحت ضغط الحياة فكيف يعمل كمرب، ويتعامل مع سلوكيات الطلاب على اختلافها؟. وتابع: منذ 30 عاماً في الميدان التربوي، أتعامل مع طلبة من جنسيات وبيئات مختلفة، لكل منهم نشأته الخاصة، وأتعامل مع فئات عمرية حرجة بمرحلة المراهقة، وأعرف التغيرات التي تصيب هذه الفئة، ومرت عليّ حالات عديدة وسلوكيات وتصرفات سلبية. وأكد أن المعلم لابد أن يكون بمثابة الأب يوجه السلوكيات الخاطئة بطرق تربوية، لا بالعقاب والضرب الذى يأتي بنتيجة عكسية، فالطالب في هذا السن يتصرف دون قصد أو إدراك وبعشوائية، ويزعج المعلّم، ولكن عندما يدرك أن ما فعله خطأ يأتي ويعتذر. وقال: كما أن هناك إجراءات تُتّبع، أولها: النصح والتوجيه، ثم الاستدعاء من قبل إدارة المدرسة، واستدعاء ولي الأمر. استفزاز أما محمد سالم، معلم اللغة الإنجليزية، فأشار إلى ما قال: إنها وسائل استفزازية يستخدمها الطالب ضد معلمه للتقليل من قيمته أمام الطلبة والاستهزاء به، مشيراً إلى أن هذه التصرفات غالباً ما تصدر من طلبة في المراحل الإعداية والثانوية. وقال: كما أن هناك معلمين يخشون من هذه التصرفات، مضيفاً أنه عاقب طالباً ذات مرة، بطرده من الحصة، فما كان منه إلا أن عطل إطارات سيارتي، وأخذ يلوح بتهديدات أكبر، لكنّ المدرسة استدعت ولي أمره، الذي اتهمني بأنني أستعدي ابنه، فما كان من المدرسة إلا أن أنهت خدماتي!. وأوضح، أنّ الطالب بدأ يستقوي على المعلم، لأن الأهل يؤازرون الأبناء في سلوكياتهم، ولم يزرعوا فيهم قيم الاحترام نحو المعلم، الذي يخشى إنهاء خدماته إن أساء التصرف نحو طالب ما. جيل مختلف الجيل الجديد أصبح أكثر جرأة، هكذا قالت شيخة أحمد: معلمة صف، مضيفة: أنّ الطالب يعرف جيداً أنّ المعلم لا يستطيع أن يتخذ ضده أي إجراء، وليست هناك قوانين تحمي المعلم، لافتة إلى أن علاقة الطالب بمعلمه لا يسودها الود والاحترام بسبب جرأة هذا الجيل وعدم الخوف من المعلم، وذلك بسبب التطور الهائل في التقنيات ووسائل التواصل الاجتماعي، وأفلام السينما، الأمر الذي انعكس على الواقع التربوي والتعليمي بشكل كبير. وأشارت إلى أنّ الجيل الجديد أكثر انفتاحاً، ويفكر بطريقة مختلفة، وله ميول واحتياحات مختلفة، ويستمد أفكاره من مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت والسينما، فى حين تخلّف المعلم عن مواكبة عصره، وأصبح عاجزاً عن احتواء هذا الجيل. التأهيل التربوي وقال الدكتور خيري عز الدين رئيس قسم اللغة العربية بمدرسة المعرفة: إنّ عملية التدريس هي إيصال المعلومات للطالب، وحتى يتم ذلك بشكل سليم فلابد من أن يكون المعلّم قد خضع فعلياً لعملية التأهيل التربوي لتساعده على اكتساب المهارات الضرورية. وأضاف: خلال تجربتي التي بدأت منذ 1976، خضعت لدبلوم التأهيل التربوي حتى اختلفت طريقتي بالتدريس وشرح الدروس، فنظريات التعلم التى وضعها تربويون متخصصون أفادتني كثيراً في وضع استراتيجيات التدريس، وللأسف فإن معظم من يقومون بالتدريس الآن لم يخضعوا لهذه العملية، التي تؤطر عمل المعلم وتضعه على أرضية صلبة فى معرفة احتياجات كل طالب، ويعرف الفروق الفردية حتى يصل بالشرح إلى الجميع. وقال: «إن المعلم يحتاج الى تشريعات تحميه وتحصنه باعطائه سلطة اكثر تكون مقننة بالقوانين فى الادارة المدرسية لضبط سلوك الطالب حتى لا يتم استغلالها من قبل بعض المعلمين وتنعكس على عطاء الطالب لا من قبيل الثأر والانتقام لكن من قبيل الاستفادة والتوجيه»، مشيرا إلى أن «المعلم الذى لا يحمل ثقافة ادارية لن يستطيع ان يدير العملية التربوية داخل الصف ويصبح غير قادر على الامساك بتوجيه الطلاب ومحتويات المادة فكثير من المعلمين يديرون الفصل بطريقة اعتباطية عشوائية لانهم لا يملكون الثقافة». لا تعليم بلا تربية وقال مصطفى موسى، مدير مدرسة المعرفة: لا تعليم من دون تربية، ولا نهوض لأمة بلا أخلاق، والمعلم قاطرة الرقي بالأفكار، كما أن تنوير العقول هو المحور الرئيسي للعملية التعليمية، يزرع القيم والمبادئ ويعطي المثل والقدوة الحسنة، لتنعكس على تصرفات الأبناء. وأضاف: أنّ المعلم يستطيع أن يفرض مكانته وهيبته بحضوره فى الصف وثقافته الواسعة، لافتاً إلى أن التطور التكنولوجى ومشاهدة حالات من التعدي على مواقع التواصل الاجتماعي تدفع الطالب للتقليد والتعدي على معلمه. وأشار إلى أن الإدارة المدرسية والمؤسسات التربوية تدعم المعلم بالإجراءات للمحافظة على مكانته إذا صار عليه أي اعتداء، كما أن هناك تعاونا بين الوزارة وإدارات المدارس حتى يستعيد المعلم هيبته ومكانته. ولفت إلى أن المعلم إذا خفض درجات طالب بسبب سلوكه أو عدم اهتمامه بالواجبات، فإن الدنيا تقوم ولا تقعد، وهناك طلاب نتعاون مع أولياء أمورهم، وآخرون نضعهم على القائمة السوداء لتعديل سلوكياتهم. وأشار إلى حالات فردية لاعتداءات الطالب على معلمه، مستدركا أن هذه الحالات لا تعمم، فيما تتخذ الإدارات المدرسية إجراءاتها، وتخطر أولياء الأمور. وتابع: نعم.. هناك تجاوزات قادرون على حلّها ونضع فيها الأمور فى نصابها، فهناك 5 آلاف طالب نتعامل معهم، ويشرف على تعليمهم مشرفون وإداريون، وأي سلوك يلاحظه المعلم على أي طالب يخطر به مشرف الدور مع كتابة تقرير، مع متابعة وملاحظة من خلال لجنة الدعم الطلابي أو خدمات الطلاب، إضافة إلى عمل زيارات أسبوعية لمدة 5 دقائق من معلمين للطالب الذى يصدر منه سلوك سلبي للسؤال عن أحواله والمضايقات التى يتعرض لها. الخبرة التراكمية وحول ما اذا كان المعلم مؤهلا للقيام بواجباته التربوية، قال إبراهيم بركة مدير مدارس الشعلة بالشارقة: إن الخبرة فى التدريس مسألة تراكمية للمعلم ولا اتوقع ان يكون المعلمون الجدد مؤهلين على النحو المطلوب وبخاصة فى الامور التربوية العامة مثل ادارة الصف، الاسئلة الصفية، التعزيز والتخطيط ومراعاة الفروق الفردية للطلاب وكلها أمور متعلقة بالتدريس «. وأضاف أنّ المعلم يحصل على 100 ساعة تدريب على مدار العام على مدى 5 سنوات، حتى يكون مؤهلاً وينجح فى عمله كتربوي، لافتاً إلى أنّ لجوء المعلم للعقاب ممنوع، ولابد من أن يلجأ إلى وسائل التحفيز والتعزيز والتوعية والتثقيف في التربية، مع إعطائه 4 أدلة يطلع عليها تكون مرجعا له عند التخطيط للدرس وأثناء وضع الامتحانات مع اجتماع شهري لإعطاء المعلم الجرعات المطلوبة لحل المشكلات. وأشار إلى أنه لابد للمدارس والمؤسسات التربوية أن تقيم دورات تأهيلية للمعلمين، لأن كلا منهم يأتي من خلفية ثقافية مختلفة تكون تحت إشراف وزارة التربية، لأن التقنيات تغيرت والمناهج تطورت أصبحت تعتمد على مهارات التفكير العليا وليس مثل السابق حفظاً. تنشئة الطفل قال الدكتور أحمد العموش، رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة الشارقة، إن تنشئة الطفل تبدأ من الأسرة، فعقله وضميره ووجدانه تتشكل وهو فى عمر 4 سنوات وتتبلور معها ميوله واتجاهاته وقيمه. وأوضح أنّ الطفل الذى يعيش فى أسرة مليئة بالخلافات الأسرية ويتعرض للعدوان والإساءة، تختزن لديه هذه الأمور في اللاوعي وتصبح استجابات مؤجلة حتى يتعامل مع زملائه وأساتذته في المدرسة ويمارس السلوك العدواني عليهم، أمّا إذا عاش في بيئة سوية تعلم احترام الوالدين والأخوات والجيران، فإنه يتكيّف مع بيئته ويتعامل مع زملائه ومعلميه بشكل إيجابي. وقال: إن الطفل الذى يمارس العنف يعاني من تقدير الذات المنخفض ويفتقد للتغذية النفسية والعاطفية داخل الأسرة، مشيراً إلى أن الأسرة والمدرسة ومؤسسات الدولة الثقافية والرياضية والإعلام عليها دور هام فى تشكيل عقول الأطفال وضمائرهم ووجدانهم. وتابع العموش: إن الخلل الذي نراه الآن في التربية بمدارسنا والعلاقة المضطربة بين المعلم والطالب ليس أساسها المدرسة لكن الأسرة هي المسؤول الأول عنها وخاصة الوالدين، لأن الأسرة في مجتمعاتنا العربية أصبحت تركز على الجانب المعرفي والتحصيلي وليس الترويجي والثقافي وتخشى من النشاط اللاصفي الذي يثقل من شخصية الطالب ويقرب المسافة بين الطالب والأستاذ ويعزز من شخصية وانتماء الطالب لأسرته ومجتمعه، إضافة إلى غرز حبّ المعلم واحترامه وتعزيز السلطة الأبوية للمعلم باعتباره المربي، وعلى يديه تتعلم الأجيال وتبنى الأمم. وأشار إلى أنّ انشغال الوالدين بتوفير احتياجات الاسرة جعلهم يتركون أولادنا دون رقابة أو توجيه لا يتابعون أبناءهم في التحصيل العلمي، ما يؤدي إلى استهتار الطالب والاستهانة بالعملية التعليمية، ما ساهمت في تراجع مكانة المعلم هذا بجانب الأسباب المادية والاجتماعية والثقافية ولابد أن تكون هناك شراكة بين الأسرة والمدرسة حتى يعرف الطالب أن هناك رقابة أبوية مع الإدارة المدرسية كنوع من التكامل والتساند. سلوكيات مرفوضة حول الأسباب النفسية التي تؤدي إلى العنف ضد المعلم، قال الدكتور على الحرجان استشاري الأمراض النفسية والعصبية: هناك مجموعتان من الطلاب الذين يقدمون على هذه السلوكيات المرفوضة أخلاقياً، تتّسم الأولى بالسلوك المنحرف، وهذه المجموعة تمارس العدوانية تجاه الطلاب وزملائهم ومعلميهم، ويتعاطون المخدرات والكحوليات، وقد يقدمون على سلوكيات سيئة ويمارسون الضرب والتهديد للأساتذة. ولفت إلى أن هؤلاء الطلبة يعانون من اضطرابات نفسية وسلوكية لإظهار قوتهم وقدراتهم المرضية والسلوك المضطرب أمام أقرانهم، وهذه الفئة تحتاج إلى حزم وشدة وعقاب للحد من سلوكياتهم الخاطئة حتى لا يتأثروا ويقتدى بهم الآخرون. وعن المجموعة الثانية، أوضح أن الطالب يكون لديه رد فعل سريع نتيجة الغضب وتصرفات وسلوك المعلم أو كلماته القاسية أو عقابه، فيشعر بأنه مضطهد، وبالتالي يتجاوز في السلوك نحو أستاذه من خلال العنف اللفظي أو الجسدي. وأوضح أن هذه الفئة تحتاج إلى النصيحة من أجل تعديل السلوك، مشيراً إلى أن الحزم والشدة والعقاب أدوات مطلوبة من المربي حتى يقوم بدوره التعليمي، لكن أحيانا نتيجة لظرف آن فإن الطالب يشعر بأنه مغبون فى الدرجات، أو أن المعلم خدش مشاعره أمام زملائه فتكون لديه ردة فعل انفعالية يتجاوز بها الحدود. وقال الحرجان: لابد من متابعة الأهل لأبنائهم وتدخلهم بالنصح والتوجيه والإرشاد، وعلى المعلم أن يتعامل مع كل حالة حسب ظروفها الاجتماعية، وليس بطريقة انتقامية وفصله من المدرسة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©