الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

السديري: زايد وحده استبق الحاضر

السديري: زايد وحده استبق الحاضر
7 أغسطس 2007 02:57
رحم الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الرجل الذي حكم بلاده بحكمة الإصغاء والموضوعية وإيجابية القرار ليكون الكل قريباً منه واستبق الحاضر المذهل في أوضاع الخليج والشرق الأوسط بصفة عامة عندما قدم مشروعه الموضوعي والحافظ لدماء أكثر من جهة والمواجهة بكل جدية صارمة لمخاوف مرحلة ما بعد صدام· كلمات من القلب تحدث العقل جاءت في مقالة للكاتب السعودي تركي بن عبدالله السديري في صحيفة الرياض التي بدت أقرب إلى جلد الذات في مقارنته بين تقدم الغرب مدافعا عن مصالحه الاقتصادية وحالة العجز القائمة في واقع العالم العربي· وجاء في المقالة تحت عنوان ''الشيخ زايد وحده استبق الحاضر''·· سواء قلت إن واشنطن تقود هيبة دولة عظمى عسكرياً وسياسياً وأنها هزمت القدرة المنافسة دولياً دون إطلاق رصاصة واحدة، فإن واشنطن أيضاً دخلت في خصوصيات دول أخرى ليست متمكنة عسكرياً إلى حد تخويفها· لكن بتبادل المصالح الاقتصادية أمكن أن تكون دول شرق آسيا بدءاً باليابان وانتهاءً بماليزيا حليفاً مستفيداً بإيجابيات كثيرة من التعامل مع واشنطن· أو إذا قلت إن إسرائيل مهما كبرت عسكرياً أو علمياً فهي لا تستطيع أن تكبر سكانياً أو أن تغطي بكفاءة السيطرة على ما تضيفه من احتلالات، فإنك في مثل هذا الحال سوف تبحث عن واقع العالم العربي··هل هو مؤهل لصنف آخر من المواجهات لا تقوم على حسم عسكري وإنما على تنوع علمي واقتصادي يسقط أهمية إسرائيل الدولية أو يقلل منها ويجعلها مجرد عبء على كاهل واشنطن· في كلتا الحالتين··ما هي طبيعة التكوين الخاص لشخصية المجتمع العربي··هل هو بعد ظاهرة الاحتلال في عام 1948 أصبح أكثر بحثاً عن ذاته أم اصبح أكثر تشتتاً لقدراته·· بعد ظاهرة احتلال الكويت من قبل صدام حسين وكانت اجراءً قتالياً أعقب حربه مع إيران، هل أدرك العالم العربي أن شروخ الانقسامات أصبحت تسلم مسؤولية قيادته إلى صفوف ثانوية باتت تستعمل سلاح العرقية والطائفية؟·· مع توالي السنين، العالم العربي يصغر ولا يكبر وفي مواقف العراق أثناء عهد صدام والتي كانت تمهيدية لما هو عليه الحال الآن في عراق الطائفية والقاعدة والعرقية وأنابيب الغاز الفئوي من قبل دول معينة··هل وجد موقف عربي استفاد من التجارب الدموية السابقة؟··أليس من السخرية محاولة صنع بطولة لصدام في مواجهة إيران ثم تنويمه عقلياً ليتجه إلى الكويت، ثم تتحقق الكارثة الكبرى التي هددت بشرق أوسط جديد· رحم الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ذلك الرجل الذي حكم بلاده بحكمة الإصغاء والموضوعية وإيجابية القرار ليكون الكل قريباً منه واستبق الحاضر المذهل في أوضاع الخليج والشرق الأوسط بصفة عامة عندما قدم مشروعه الموضوعي والحافظ لدماء أكثر من جهة والمواجهة بكل جدية صارمة لمخاوف مرحلة ما بعد صدام··يصفه (أي المشروع) إياد علاوي في حوار تلفزيوني بأنه لم يكن هناك مشروع عربي لإنقاذ العراقيين من نظام صدام باستثناء مشروع الشيخ زايد الذي كان جريئاً وقوياً ولكنه لم ير النور لأن العرب لم يلتفوا حوله''··هذا صحيح، والمؤلم أن الجامعة العربية كمحتوى عام للتحرك العربي تعاملت بسلبية مع مشروع تلك الأحداث الراهنة وهو ما كان ضرورة إقليمية ودولية للحيلولة دون انفجار التعدد الإرهابي المتبادل الراهن· رؤية توفرت عند رجل هو دائماً بعيد النظر··وهو دائماً يطرح جسور التفاهم والتعاون مع كل غايات نبيلة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©