نجم الشمال.. إبحار المبدعين في عالم اليخوت

أصبحت صناعة اليخوت الفاخرة، مع النمو الكبير في عدد أثرياء العالم، واحدة من أكثر الصناعات ازدهاراً في أوروبا وأميركا· ويسجّل الخبراء في هذا الصدد اليقظة القوية لشركات متخصصة كتب لها أن تقضي أكثر من 20 عاماً في حالة بيات شتوي· ومنها شركة (لورتسن) الألمانية لصناعة اليخوت التي تشتهر منذ عشرات السنين بموقعها المتقدم في صناعة اليخوت الفارهة ذات المدى البعيد حتى أصبح اسمها مرادفاً للفخامة والاستمتاع بالرحلات البحرية الطويلة· و(نجم الشمال) هو واحد من أشهر هذه اليخوت وأكثرها انطواء على عناصر ومقومات الإبداع الهندسي والتكامل البنائي· ويعود فضل تصميم معظم تشكيلاته الهندسية إلى المصمم الشهير إيسبين واينو، وهو الذي تمكن من تحميله بالخصائص والمواصفات التي تحقق الإبحار الحقيقي الممتع والهادئ والسلس خلال الرحلات التي قد تستمر لعشرات الأيام أو حتى الأشهر القليلة بما في ذلك عبور الأطلسي· ويتميز (نجم الشمال) بالاستغلال الأمثل لكل مساحاته وفضاءاته وسطوحه، وبما يضمن زيادة وظائفه وتأمين أقصى مستويات الراحة لنزلائه وضيوفه· وصنع هيكل أساس (نجم الشمال) الذي يقترب طوله من 63 متراً، من الفولاذ والألمنيوم في الحوض العائم لشركة (لورتسن)، وبهذا يمكن تصنيفه ضمن عائلة (اليخوت الخارقة) أو (السوبريخت) ويقول تقرير من إعداد مجموعة من الخبراء قاموا باختبار (نجم الشمال) إن محبي الإبحار وهواة التنزّه الطويل فوق صفحة المياه الزرقاء للبحار والمحيطات، سوف يتمتعون بقيادته بقدر ما سينعمون بالراحة التامة· وتم تصميم عناصره وتراكيبه وفقاً لأصول التصميم البنائي العمودي، وهو يضم ستة طوابق كاملة يشتمل كل منها على الصالات والغرف والأجنحة والممرات الواسعة بالإضافة إلى المساحات الخارجية المخصصة للاستمتاع بالشمس ومنظر البحر والشواطئ· وتضفي هذه المساحات المفتوحة جواً مناسباً للراحة والاسترخاء والاستمتاع بالحمّامات الشمسية، وهي التي تحمل على الشعور بروعة الانعزال بين البحر والسماء بعيداً ضوضاء المدن· وكل واحدة من المساحات مجهزة بحمام (جاكوزي) لإضافة متعة الاسترخاء والتفاعل الدائم مع المياه· و(نجم الشمال) مصمم أيضاً للاستمتاع بالإبحار حتى اثناء المطر والبرد من خلال التجهيزات الهندسية الخاصة لغرفه وأجنحته ومساحاته الخارجية· وربما كانت الوظيفة الأكثر أهمية لـ(نجم الشمال) هي التي تتعلق بما ينطوي عليه الإبحار فيه من عناصر الإثارة والمغامرة في بحار الأرض الشمالية والجنوبية خاصة خلال الرحلات ذات المدى الطويل· وكانت هذه العوامل والخصائص حاضرة بقوة في مخيلة مصممة الفضاءات الداخلية لليخت بولين نانز والتي وضعت في حسبانها عندما انطلقت في رسم اسكتشاته التصميمية أن يكون يختاً متميزاً بالثبات التام أثناء الإبحار وكأنه بيت فاخر مقام فوق سطح الأرض، واختارت أن تضفي عليه الطوابع والإيحاءات الجمالية للفيلات الأنيقة المنتشرة في ضواحي الكثير من المدن الفرنسية· ويعود تأسيس شركة (لورنتسن) إلى عام ·1875 وقدمت سلسلة من أفخم اليخوت في العالم من أكثرها شهرة (كوين إم)، الذي أطلق رسمياً إلى جانب نسخة مشابهة له وأصغر منه تدعى (كوين) بتاريخ 12 يونيو من عام ،2004 واستخدما معاً للإبحار في بحر الشمال· ويعود فضل تصميم الهيكل الخارجي لليخت (ماري إم) للمهندس المبدع أوسبن أوينو، وأوكلت مهمة تصميم صالاته وأجنحته الداخلية للمهندس دونالد ستاركي· وتم تصميمه أصلاً على أساس أن يكون من يخوت المدى الطويل حيث يمكنه أن يقطع 5000 ميل وبسرعة ثابتة تقدر بـ12 عقدة بحرية قبل أن يحتاج للتزود بالوقود والماء والمؤن· وتعمل الشركة منذ عشرات السنين وفق مبدأ ثابت يتلخص في ابتداع اليخوت والقطع البحرية التي تتميز بالاعتمادية والمستويات العالية من السلامة والأمان، فضلاً عن تحميلها بكل مقومات الرفاهية والفخامة وقوة الأداء· وبسبب هذه الإنجازات الباهرة، كتب لاسم (لورتسن) أن يتحول إلى علامة فارقة في تاريخ صناعة اليخوت في أوروبا والعالم· وحرصت شركة (لورتسن) على تسجيل هذه الصفحة المشرقة من تاريخ صناعة اليخوت التي كتب خطوطها مهندسوها البارعون حيث تعرض في باحة الحوض العائم التابع لها في ألمانيا، أول سفينة في التاريخ مدفوعة بمحرك ديزل قامت الشركة ببنائها في عام 1886 بعد 11 عاماً فقط من تأسيسها·