الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عائلة "السيد غالي"

6 أغسطس 2007 01:53
في البداية أحب أن أشكر صفحة (رأي الناس) على إتاحة الفرصة للناس للتعبير عما يجول في خاطرهم، وما دفعني للكتابة هو الانفلات الكبير الذي طرأ في الفترة الأخيرة على تكاليف المعيشة التي تزداد بشكل مطرد يصعب تجاهله، فتكاليف المعيشة تزداد بشكل جنوني في جميع النواحي رغم التشديد من المسؤولين على منع الزيادة من قبل التجار أو الجهات الأخرى سواء كانت حكومية أو خاصة· فأول الغيث كان مع الزيادات الرهيبة في أسعار الوقود مروراً بالرسوم الفلكية لوزارة العمل ورسوم الخدمات في البلدية وغيرها من الجوانب التي يلمسها كل مواطن أو مقيم· أما آخر العنقود للعائلة الكريمة للسيد (غالي) فكان بند المخالفات الجديدة التي تفرض على السائقين المخالفين، فمن تابع بنود المخالفات الجديدة في وسائل الإعلام المختلفة لا بد أن يدور في خلده أنها احتسبت باليورو الأوروبي ومن ثم جرى تحويلها للدرهم الإماراتي! أو ربما يعتقد أننا بصدد منح كل مواطن ومقيم بدل مخالفات! فهل يعقل أن تصل مخالفة عرقلة السير الى 1000 درهم، تخيل معي أنك وقفت بسيارتك في أحد الشوارع الداخلية أمام مطعم من مطاعم العاصمة لتطلب في ثوان معدودة دون أن تنزل من السيارة طبعاً بعد أن فقدت الأمل في أن تجد موقفاً، فهل أنت مستعد لتحمل 1000 درهم من أجل هذا الخطأ البسيط؟!، في السابق عندما كانت المخالفة 100 درهم كان هذا يسبب غضب بعض السائقين، فما هو حال هؤلاء بعد أن تتضاعف المخالفة لألف درهم؟! ربما سيصابون بنوع جديد من أمراض القلب نتيجة للغضب العارم الذي سوف يعتريهم، مضاعفة المخالفات بشكل كبير لا تقدم حلاً ناجعاً للمشكلة التي تواجه مستخدمي الطريق، فما ذنب السائق المثالي الذي ربما يقع في خطأ بسيط يكلفه جزءاً غير يسير من راتبه، بحجة ردع غيره من السائقين المتهورين! وقد يطل علينا برأسه من يقارن بين تكلفة هذه المخالفات مع ما هو معمول به في الغرب، والغرب فيه وفيه، وانها لا تساوي شيئاً أمام ما يتحمله المواطن الغربي، ولكن هؤلاء قارنوا بين قيمة المخالفة بيننا وبين الغرب من ناحية مادية فقط، فهلا قارنوا بين نسبة التعليم بيننا وبين الغرب، وكم تبلغ نسبة الوعي المروري عندنا، وهل يمكن مقارنتها بالغرب الذي قطع شوطاً كبيراً في شتى مجالات الحياة، وهل يمكن المقارنة مثلاً بين شوارع لندن الضيقة المكتظة التي بالكاد تتسع لدراجة بشوارع أبوظبي ودبي التي تغري السائق أن يقود بسرعة وكأن الشارع له وحده· وهل يمكن مقارنة وسائل النقل العامة مثل مترو الأنفاق في الغرب بباصات البلدية عندنا· ضربتان في الرأس توجع، الارتفاع الجنوني في الأسعار وفي كل شيء حولنا ثم الهبوط الحاد في أسواق المال وما سببه هذا من خسائر كبيرة لغالبية المستثمرين فهل تكون الثالثة ثابتة؟!
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©