السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحياة في ورقة صغيرة

الحياة في ورقة صغيرة
1 مارس 2017 19:53
«1» (أقرأ الكتابة الزرقاء، لذلك الذي قال لي ذات يوم في السيارة وهو يتحدث عن الموت، وما زلت أتذكر قوله: «سيحصل لي هذا قريباً»، وقد صدق في قوله) جاك دريدا فكّرت في الموت.. فكرت في أحمد راشد ثاني الذي أخذ معه هواء العالم وتركنا وحدنا من دون أجهزة تنفّس. بدأنا نشعر بالاختناق بدأنا نموت بعد جمعة الفيروز، وعلي العندل، وأيضاً حسن شريف. سيموت آخر فيما بعد، وغيره فيما بعد، وغيره، وغيره. فكّرت في الحياة تذكرت أحمد راشد ثاني بعد أن أخذه الليل معه وذهبت أنا في طرق أخرى انتهيت في الفلبين، لأنها مكان صالح للموت! فكّرت في العالم ولم أجد لي فيه مكاناً أنا في عطلة من اليوم أنا مدمن جنون لقد توقّفت عن الحب، واخترت الشارع فكّرت في البحر شربت كل هذا الأزرق ومن فمي قفزت الدلافين العصفور يسكن الشجرة والشاعر يأكل أفكاراً الموت: سمكة في الصحن فكّرت في النهاية، وانتهيت في الفكرة «2» (إن حياتنا غير مرئية، وليس أمامنا سوى الذهاب) أودن يا أحمد هل سيكون لنا لقاء آخر؟ فالموتى كثيرون والعالم يجب إنقاذه ذهبت يا أحمد، ولم تترك لنا شيئاً أخذت الصباح والشمس والطيور الملوّنة أخذت الزمان، وتركتنا نرتجف في البياض ذهبت إلى النهايات غير المتوقعة، مثل قفزة في المحيط اختفيت في ومضة صغيرة لنذهب.. لكن إلى أين؟ لقد ذهب جمعة الفيروز، وذهب علي العندل، وذهب حسن شريف لم يتبق منهم شيء لم يتبق سوى محبة تفيض ذهبت يا أحمد مثل آخر غروب مثل آخر طير ذاب في الفراغ وآخر غيمة فوق جبل صعدت أنت إلى الجبل و فكرت أنا في النزول، كي أصغي لهدير يأتي من البحر يا أحمد، غيابك فقد من الدم جرح في الوجود يا وردة الفرح خفيفا كنت، مثل طائر الرماد وراءك ليل أسود مثل غراب وهذا اليوم قد انتهى وسط ضجيج من هلوسات وغثيان ولزوجة (اللزج هو العذاب، الذي يعانيه الماء) انتهى العام 2016، وكأنه لم ينتهي «3» أنا قلق العالم أنا القليل جدا في هذا العالم أنا المقيم في اللحظة أنا رجل التفاصيل الصغيرة، وسلسلة من الإخفاقات الأصدقاء جراحات والموت فراشة في زجاجة أنا مجرّد استفهامات عابرة أنا الخارج من السياق، والعابر في النهاية أنا الهروب منه وإليه أنا الحياة من دون تعسّف أنا من يطفو ولا يغرق أنا أشياء، وأشياء أخرى «4» «الشعر حقيبة التذكارات غير المرئية» كارل ساندبرغ 1878 1967 يا أحمد بفرح غامض نموت وسنموت، لا في هذا اليوم، ولا في الذي بعده إني أموت أشعر بدوار في الرأس إني أتصدّع إنّي أتحلّل أنا العفونة أنا غارق في الوحل أنا في أسوأ حال صحتي ليست جيدة لقد اخترت الأسوأ إني أموت، وسوف أفرح من أجلي سأموت بعد قليل، أو بعد كثير لا يهم لا شيء في هذه الحياة يخصّني الموت مسألة فلسفية الحياة مراكب من ورق وأنا مجرد قصاصة صغيرة العصفور ينام في صيدلية والنهار يتلاشى مثل موسيقا بعيدة سنذهب يا أحمد معا إلى البيت الذي على بابه موجة!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©