عشرات القتلى و 50 ألف مشرد في زلزال ضرب منطقة تاريخية وسط إيطاليا

قتل العشرات وأصيب 1500 شخص على أقل تقدير كما شرد عشرات الآلاف في زلزال ضرب وسط إيطاليا في الساعات الأولى من صباح أمس· وضرب الزلزال الذي بلغت قوته 2ر6 درجة على مقياس ريختر مدينة ''لاكويلا'' التاريخية وعاصمة ''إبروزي'' في وسط إيطاليا· وأفادت تقارير بتضرر المناطق المحيطة بمدينة ''لاكويلا'' الجبلية أيضاً أيضاً بشكل كبير· ومن بينها قرى ''باجانميكا'' و''بوجيو بيكينز'' و''كاستيلنوفو''، في المنطقة التاريخية التي تعود إلى القرن الثالث عشر، في واحد من أسوء الزلازل التي تشهدها إيطاليا خلال عقود·· مما دفع الحكومة الإيطالية لإعلان حالة الطوارئ· وعرضت دول عدة مساعدتها لإيطاليا حسبما أعلن ''أجوستينو ميوزو'' المسؤول في الدفاع المدني· وقال ''قدم الرئيسان الأميركي باراك أوباما والروسي ديمتري مدفيديف أمس التعازي في ضحايا الزلزال· وقدم كل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو التعازي لبرلسكوني''· وبعثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتعازيها إلى رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني في أعقاب الزلزال· وقالت إنها أصيبت بصدمة لدى علمها بالكارثة التي حلت بوسط إيطاليا والتي ''خلفت العديد من القتلى والجرحى بالإضافة إلى تشريد عدد لا يحصى من الأشخاص''· وقدمت المستشارة الألمانية ''تعازيها الحارة'' لعائلات الضحايا متمنية الشفاء العاجل للمصابين· وألغى رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني زيارة مقررة إلى موسكو بعد إعلانه حالة الطوارئ العامة في البلاد· وقال ''لننحِ السياسات جانبا·· لابد أن نساعد هؤلاء المحتاجين للعون''· وتفقد برلسكوني المناطق المتضررة وعقد مؤتمرا صحفيا مقتضباً قال فيه ''في الوقت الراهن نحن مهتمون أكثر بانتشال الضحايا الذين مازالوا تحت الأنقاض· ونحن لا نستخدم في إنقاذهم آلات ومعدات ثقيلة لأن التجربة علمتنا ضرورة الحفر بأيدينا''· وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي أن عدد المصابين وصل إلى 1500 شخص· وأضاف ''بالنسبة للقتلى، لقد نصبنا مشرحة لجمع الجثث، ولا تجعلوني أكرر عدد القتلى مرة أخرى لأني آمل أن يتوقف عند هذا الحد ولكني لا أعتقد حقيقة أن الأمر سيكون هكذا''· وكانت تقارير ظهر أمس أشارت إلى وقوع 50 قتيلاً وسرعان ما تجاوز الرقم 200 قتيلاً وسط توقعات بارتفاعه· وفي نفس المؤتمر صرح متحدث باسم إدارة الدفاع المدني، أن الزلزال أسفر عن تشريد ما بين 45 ألفا و50 ألف شخص· وقال وزير الداخلية روبرتو ماروني من ''لاكيلا'' إنه سيجري ''إيواؤهم جميعاً بسرعة في فنادق أو في مبان نحن بصدد إعدادها''· وأكد رئيس الوزراء الإيطالي أنه ''يتم حالياً إنشاء ملاجئ تسع من 16 إلى 20 ألف منكوب''· وأرسلت الحكومة الإيطالية قوات أمنية وفرق طوارئ للمناطق المعزولة التي تقطعت بها السبل جراء تناثر حطام المباني· وبدأت عمليات إنقاذ واسعة النطاق وسط مخاوف من ارتفاع أعداد القتلى لوجود أعداد كبيرة دفنوا تحت أنقاض آلاف المنازل المنهارة أو المعرضة للانهيار، حسبما ذكر أجوستينو ميوتسو المسؤول في الدفاع المدني· فيما قال ''جيانفرانكو فيني'' رئيس مجلس النواب الإيطالي إن الزلزال الذي هز وسط إيطاليا أمس ''دمر فعليا'' قرى بأكملها وأصبح من الصعب الوصول إلى نحو 15 ألف مبنى· ويمكن أن تكون الزلازل خطيرة بشكل خاص في بعض المناطق الإيطالية التي بها مبان مشيدة منذ قرون بلا ترميم· واستيقظ سكان ''لاكويلا'' التي يبلغ تعداد سكانها 68 ألفاً فجر أمس وسط حالة من الصدمة وهرعوا إلى شوارع المدينة في أعقاب الزلزال· وظهرت تصدعات خطيرة في العديد من المنازل التي لم تتعرض للانهيار عقب الزلزال، الذي استيقظ على الإحساس به سكان العاصمة روما ومدينتا ''نابلي'' و''مارشي''· وفي ''لاكويلا'' انهارت العيد من المباني الأثرية من بينها قبة إحدى الكنائس الأثرية التي تعود إلى القرن السادس عشر بوسط ''لاكويلا''، وبعض الكنائس المقامة على طراز الـ''رومانسك'' المعماري وأخرى تعود لعصر النهضة· كما أصيبت أيضاً كاتدرائية المدينة بأضرار· وانهار جزء من سكن جامعي وفندق· وأغلقت بعض الجسور والطرق السريعة في المنطقة الجبلية كإجراء وقائي· كما تعطلت خدمات الكهرباء والهاتف في عدة مناطق· وأجلت قوات الإنقاذ المرضى من قسم من مستشفى مدينة ''لاكويلا'' لأنه كان معرضاً للانهيار في حال وقوع هزات ارتدادية· ونقلت شبكات التلفزيون المحلية جزءاً من واقع الكارثة، وقال ''فيتوريو بيرفيتو'' أحد الناجين ''انهار المنزل فوق رأسى''· كما وصف جويدو مارياني (23 عاما) كيف قضى ثلاث ساعات مرعبة تحت الأنقاض حتى تمكن رجال الإنقاذ من الوصول إليه· وفي قطاع آخر من المدينة بث التلفزيون صوراً لسكان يحاولون تهدئة أشخاص يبكون في محاولة لتحديد مكان صوت بكاء رضيع· وأفادت تقارير باكتظاظ المستشفيات في المنطقة بالجرحى· كما بثت محطات التلفزيون مشاهد لمنازل مهدمة وطرقات غطتها الحجارة التي سقطت من الجبل· وقال مصطفى مقراوي من معهد فيزياء الأرض في ستراسبورج ''شبه جزيرة إيطاليا على حافة الصدع الزلزالية التي تمر عبر شمال أفريقيا وصقلية وكلابريا حتى منطقة أبينينو''· وقال ميشال جراني المسؤول في الشبكة الوطنية لمراقبة الزلازل في معهد الفيزياء في ستراسبورج ''إذا كانت هذه الهزة سطحية فعلا فمن الطبيعي ان تلحق هذا الحجم من الاضرار''· وطبيعة الأرض تلعب أيضا دورا· وقال جراني ''مدينة لاكويلا والبلدات المجاورة تقوم على حوض من الترسبات''، مشيرا إلى أن الموقع يساهم في انتشار الهزات الارتدادية· ومهما كان الأمر، فإن على سكان المنطقة توقع حدوث هزات ارتدادية· إيطاليا أسكتت عالِماً تنبأ بالزلزال روما (رويترز) - توقع عالم إيطالي وقوع زلزال قوي حول ''لاكويلا'' قبل أسابيع من وقوعه فجر أمس· ولكن الحكومة الإيطالية أصرت أمس على أن التحذير الذي قدمه عالم الزلازل جياتشينو جيولياني لا أساس له من الناحية العلمية· وشعر الإيطاليون بهزات أرضية في المنطقة في منتصف يناير، والتي تكررت على فترات متقطعة مسببة حالة من التحسب في ''لاكويلا''· وجابت حافلات صغيرة مزودة بمكبرات صوت البلدة قبل شهر وقالت للأهالي إن عليهم إخلاء منازلهم بعد أن تنبأ جيولياني بزلزال كبير مما أثار غضب رئيس البلدية· وأبلغت البلدية الشرطة بما يفعله جيولياني الذي بنى توقعاته على مدى تركز غاز الرادون حول المناطق ذات النشاط الزلزالي الكبير· وأجبر العالم الإيطالي على محو النتائج التي تنبأ بها من على الإنترنت· وحينما وجهت وسائل الإعلام أسئلة لرئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني في مؤتمر صحفي بشأن ما إذا كانت الحكومة قد أمنت السكان في ضوء تحذيرات جيولياني اتخذت نبرة رئيس الوزراء شكلا دفاعيا· وقال إن الوقت الحالي ينبغي فيه التركيز على جهود الإغاثة ''ويمكننا أن نناقش فيما بعد مسألة توقع الزلازل''· وعقدت وكالة الدفاع المدني الإيطالية اجتماعا في 31 مارس آذار للجنة الأخطار الكبرى يضم علماء كلفوا بتقييم حجم الأخطار في ''لاكويلا'' من أجل طمأنة الأهالي· وقالت وكالة الدفاع المدني في بيان عشية ذلك الاجتماع ''إن الهزات الأرضية التي يشعر بها الأهالي جزء من سلسلة عادية·· وهي أمر طبيعي للغاية في منطقة مثل تلك المحيطة بمنطقة لاكويلا'' وأضافت إنها لا ترى ما يدعو للخوف· وأشار رئيس الوكالة جويدو بيرتولاسو إلى ذلك الاجتماع خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع برلسكوني·