الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إرهابيو «داعش» يختبئون بين مدنيين فارين من الموصل

إرهابيو «داعش» يختبئون بين مدنيين فارين من الموصل
1 مارس 2017 21:25
تبذل القوات العراقية جهوداً كبيرة لعزل عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي الذين يختبئون بين المدنيين أثناء فرارهم من الموصل هرباً من المعارك. يخاطب ضابط عراقي حشداً من الرجال الذين فروا من الموصل هرباً من المعارك، ويضغط عليهم للإقرار ما إذا كان لديهم أي ارتباط مع تنظيم «داعش» الإرهابي أو تعاونوا معه. وتنتقل لهجة الملازم عبد الله قاسم بين التشجيع والعتب، وهو يتحدث إلى مجموعة من الرجال الذين فروا أثناء تقدم القوات العراقية في معركتها ضد الإرهابيين في الجانب الغربي من مدينة الموصل، ثاني مدن البلاد. والمشهد هو جزء من إجراءات دقيقة تشوبها أحياناً توترات، تسعى من خلالها القوات الأمنية إلى عزل عناصر التنظيم المتشدد الذين يحاولون الاختباء بين المدنيين. ويقول قاسم الذي يرتدي زي قوات النخبة لجهاز مكافحة الإرهاب الأسود، بينما يلوح بعصا «أجبروكم على إطالة اللحى ومنعوا عنكم السجائر وسيطروا عليكم». ويضيف «الإسلام... هو التسامح، ليس القتل والقتال. لذلك، جميعكم يعرف الفرق بين داعش والإسلام». ويصرخ قاسم بصوت عال حتى يسمعه كل أفراد المجموعة التي تضم نحو سبعين رجلاً جالسين على شكل طابور على الأرض في قرية جنوب الموصل «أي واحد ساعدهم أو أدخلهم إلى منزله، أو أعطاهم امرأة للزواج هو غير شريف». ويصغي الرجال بهدوء، لكن هذا التأنيب يشجع أحدهم على مقاطعته، فيقول «لكن نحن لم نستطع قتالهم، ليست لدينا القدرة». وبشكل هادئ لكن بحزم، يحول قاسم نظره إليه، بينما يخفي عينيه خلف نظارات شمسية، ويجيبه بنبرة لا تتطلب جواباً «لكن كيف دخلوا إلى الموصل أصلا؟ هذا هو السؤال». وفرّ آلاف المدنيين بينهم الكثير من النساء والأطفال،من الجانب الغربي للموصل، منذ بدء هجوم القوات العراقية في 19 فبراير، لاستعادته من سيطرة الإرهابيين. وسار هؤلاء عبر مناطق صحراوية ليلاً ونهارًا على مدى أيام. وعندما وصلت مجموعة منهم إلى قرية «السلام»، الصغيرة الواقعة إلى جنوب الموصل، تم عزل النساء والأطفال ووضعهم في منطقة مظللة حيث قدم لهم الطعام والماء. واصطحب الرجال إلى منطقة مجاورة للتحقيق. طرحت عليهم أسئلة أولا حول أسمائهم التي تتم مقارنتها لاحقاً مع قاعدة بيانات، ثم تطرح أسئلة للحصول على معلومات. يتم اقتياد المشبوهين بينهم إلى مكان آخر لطرح مزيد من الأسئلة. يجلس في كل صف حوالي عشرة رجال بلحاهم الطويلة المفروضة من تنظيم «داعش» على سكان المناطق الخاضعة لسيطرته. ويغطي الغبار وجوه الرجال الذين يبدو على الكثير منهم الإرهاق والتوتر. ثم يأمر قاسم الرجال بالوقوف، وبأن يضع كل منهم يديه على كتفي الشخص الذي يقف أمامه. بعد ذلك، يصل أحد الوجهاء، وهو رجل كبير في السن، يضع وشاحاً أبيض على رأسه ويسير متكأ على عصا، ويبدأ بالتدقيق في وجوه الرجال فيما يقف إلى جانبه ضابط من جهاز الاستخبارات. يطلب الضابط، الذي يرفض الكشف عن اسمه، من كل صف من الرجال الجلوس عند انتهاء عملية التدقيق. بعد ذلك، يخاطب الضابط المجموعة قائلاً «إذا كنتم تعرفون شخصاً بايع أو عمل مع «داعش»، اخبرونا ولا تخافوا، فإن «داعش» قد انتهت». ويومئ إلى شاب يرتدي بزة رياضية للاقتراب منه. ويضيف بينما يضع يده على كتف الشاب الذي بدت على وجهه تعابير الخوف والإحراج «انظروا إلى هذا الرجل، لقد جاء وأقر لي بأنه بايع، وكان معهم لعشرة أيام، لن يحدث له شيء». يواصل الضابط تحذيره بأن اكتشاف المذنب لاحقاً يعني أنه لن يحظى بالعطف الذي يحظى به المذنبون الآن. يقف رجل، وهو يمسك بكيس يضع فيه بعض حاجياته، ويخرج من الصف، ليقول «أنا بايعت، وعملت معهم في القيارة»، البلدة التي تقع إلى الجنوب من الموصل. ويضيف «لكن أقسم أن ذلك كان لمدة 23 يوماً فقط، ثم انشققت وغادرت ولم أعد إليهم مجددا». ويلحق به شخص آخر يرتدي قبعة، وثالث يرتدي ملابس رياضية يشق طريقه باتجاه الضابط الذي بدأ يبتسم. ويقول الضابط «هل ترون؟ لن يحدث لكم شيء، لقد بايعتم وعملتم معهم لأسبوع، أو شهر أو ثلاثة أشهر، هذا لا شيء. ما نحتاجه هو معلومات». ويتابع «نريد أن ننتهي من داعش، فهم مثل السرطان. إذا استمر، يقضي على كل الجسم».  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©