متمردو دارفور يواصلون البحث عن اتفاق في أروشا

واصلت جماعات المتمردين في إقليم دارفور السوداني أمس اجتماعاتهم في العاصمة التنزانية أروشا لليوم الثاني على التوالي لبحث توحيد مواقفهم قبل بدء مفاوضات جديدة مع الحكومة السودانية، عقب اقرار مجلس الأمن نشر ''القوة المختلطة'' في الإقليم المضطرب· وشارك في المباحثات التي بدأت في وقت متأخر للغاية أمس الأول، نحو 16 من قادة الجماعات المتمردة في دارفور وبرعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وسط مقاطعة زعيم المتمردين الشهير عبدالواحد نور مؤسس ''حركة تحرير السودان'' الذي برر مقاطعته بعدم توفير الحكومة السودانية الاوضاع الملائمة للتفاوض· وأكد المبعوث الخاص للامم المتحدة جان إلياسون أن هدف زعماء المتمردين من إجراء المباحثات هو الوصول إلى اتفاق عام حول موقفهم· وقال الياسون في بدايه الاجتماع ''اشعر للمرة الأولى منذ فترة طويلة بالأمل حيال دارفور''· وصرح الموفد الخاص للاتحاد الافريقي الى السودان سالم احمد سالم بأن ''هدفنا ايجاد موقف مشترك بين الفصائل· إذ لا يمكن اجراء مفاوضات بين حكومة الخرطوم من جهة وسبعة أو ثمانية أو تسعة فصائل متمردة من جهة اخرى''· وبرر رئيس حركة ''تحرير السودان'' عبد الواحد محمد نور مقاطعته لاجتماعات اروشا بعدم ملائمة الوضع الأمني· وقال عبدالواحد نور لوكالة الأنباء الفرنسية إن ''مفاوضات السلام تتطلب مناخاً ملائماً، لكن حكومة السودان تواصل قتل الناس ولا يزال الالاف مشردين''· واعتبر رئيس حركة ''تحرير السودان'' أن ''حكومة السودان مارست سياسة فرق تسد''، لافتاً إلى ان ''أنفاق أموال المجتمع الدولي لاستضافة هذه الفصائل لن يؤمن السلام لسكان دارفور''· وأكد عبد الواحد نور أن ''الاعتراف بفصائل جديدة لن يؤدي إلى شيء، فالمتمردون سيزدادون انقساماً وسنشهد نشوء مزيد من الحركات''· وأوضح أن ''عقد هذه المفاوضات في اروشا هو فقط تكرار لأخطاء ابوجا، السلام يعني كسب ثقة الناس، وما سيتوصلون إليه في اروشا لن يعدو كونه حبراً على ورق''· ومن أهداف اجتماع اروشا التوصل إلى موقف مشترك بين الفصائل المتمردة في اقليم دارفور التي لم توقع اتفاق السلام عام ،2006 الذي لم يوقعه غير جناح ميني ميناوي في ''حركة تحرير السودان'' بهدف اجراء مفاوضات جديدة مع الحكومة السودانية· وبدأت حركة التمرد في دارفور في ،2003 وأطلقها فصيلان هما ''حركة تحرير السودان'' و''حركة العدل والمساواة''، وهما الحركتان اللتان توالت الانقسامات داخلهما مخلفة أكثر من 10 فصائل جديدة· وكانت خمسة فصائل متمردة اعلنت في منتصف يوليو الماضي من العاصمة الإيريترية أسمرة إنشاء حركة جديدة اسمها ''الجبهة الموحدة للتحرير والتنمية''، بهدف تشكيل جبهة مشتركة في المفاوضات مع الخرطوم· وفي سياق اجتماع أروشا، أعلنت 4 حركات لم توقع اتفاق السلام السابق هي ''العدل والمساواة'' و''التحالف الديمقراطي الوطني'' وجناحان من ''حركة تحرير السودان'' يتزعهما أحمد عبد الشافي وعبد الله يحي أنها تبنت ''موقفاً موحداً'' في المفاوضات·