الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الحكم القائم على العدل والمساواة أساس الحياة الكريمة للشعوب

الحكم القائم على العدل والمساواة أساس الحياة الكريمة للشعوب
11 فبراير 2014 01:18
أبوظبي (الاتحاد) ـ نظم “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية” محاضرة بعنوان “تسوية النزاعات كأداة للسياسة القائمة على المساواة” ألقاها السيد مارتي أهتيساري، الرئيس الأسبق لجمهورية فنلندا، الحائز على جائزة نوبل للسلام 2008، ومؤسس ورئيس مبادرة إدارة الأزمات، بحضور سعادة الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية”، وحشد من الجمهور من بينهم سفراء وأعضاء في السلك الدبلوماسي من السفارات العربية والأجنبية، والإعلاميين وعدد من المتخصصين والمهتمين. وقد أعرب الرئيس الفنلندي الأسبق في مستهل محاضرته التي ألقاها في قاعة “الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان” بمقر المركز بأبوظبي، عن بالغ تقديره للدور الرائد الذي يقوم به “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية” في ظل إدارة سعادة الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام المركز، في إثراء الفكر ونشر الوعي والتواصل الثقافي وتبادل وجهات النظر، مُبدياً عميق إعجابه وتأثره بالمنهجية التي يتبناها المركز في الإسهام في مناقشة التحديات السياسية والاجتماعية والأمنية عبر إعداد البحوث والدراسات المتطورة، ومواكبة تغيرات السياسة الإقليمية والدولية وتعقيداتها، والإصرار على المضي في هذه المسيرة بروح ملؤها الطموح والابتكار والابداع، منوهاً بأهمية الدور الذي تؤديه المراكز البحثية في صياغة البحوث الجادّة التي تعود بالنفع على صانعي القرار في الدول والمجتمعات. كما هنأ أهتيساري الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وسعادة الدكتور جمال سند السويدي مدير عام المركز، وجميع العاملين في المركز بحلول الذكرى العشرين لتأسيس المركز، متمنياً لهذا الصرح البحثي المتميز المزيد من التقدم والإنجازات المؤثرة. تسوية النزاعات وأكد الرئيس الفنلندي الأسبق أن تسوية النزاعات، سواء تلك الأهلية التي تنشأ في الدولة الواحدة، أو التي تندلع بين دولتين أو أكثر، مسألة تتطلب فهماً عميقاً لجذور السياسة والأسباب التي تدفع إلى نشوب هذه النزاعات، منوهاً إلى أن أبرز عاملَيْن في هذا الصدد هما الفقر وعدم المساواة. وشدد أهتيساري على أن فهم مبادئ النمو الاقتصادي يؤثر كثيراً في الخيارات السياسية للعاملين في مجال حل النزاعات في المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن التحدي في حل النزاع الناشئ لا يكمن في تحقيق النمو الاقتصادي، بل في كيفية تعامل الحكومات مع الإيرادات المالية للدول ومدى قدرتها على استثمارها في تحسين المستوى المعيشي والاجتماعي والاقتصادي للشعوب، عبر توفير فرص متكافئة لجميع فئات المجتمع للحصول على أفضل الخدمات التعليمية والصحية وغيرها. واستحضر السياسي الفنلندي على ذلك مثالاً بأن اتباع سياسة الرفاه الاجتماعي واحترام القانون والعدالة الاجتماعية هي أساس صناعة القرار في دول أوروبا الشمالية التي تتمتع شعوبها بأفضل مستويات معيشة حول العالم، وتنتمي إليها بلاده فنلندا. كما أوضح أهتيساري أن الديمقراطية بحد ذاتها لا تفضي إلى تحقيق الرفاه الاجتماعي للشعوب، مستشهداً بالحالتين الصينية والهندية. وأضاف المحاضر أن لنظام الحكم دوراً أساسياً في تلافي اندلاع النزاعات، إذ إن الحكم الرشيد القائم على العدل، وإدارة الموارد المالية على أساس المساواة، هما ركيزتان لتحقيق الحياة الكريمة للشعوب وضمان الحد من الفقر والبطالة. وفيما يخص تسوية النزاعات والوساطات الدولية، قال أهتيساري إن السلام الدائم لا يقاس فقط من خلال غياب العنف، ولكن بتوفير الفرص المتكافئة للجميع، مستعرضاً التجربة الفنلندية في تجاوز مرحلة الحرب الأهلية التي أعقبت الحرب العالمية الأولى، والانتقال بالبلاد إلى الشكل الديمقراطي للحكم. وشدد المحاضر على أن مبادئ المساواة ليست مجرد قيم، بل هي إجراءات استراتيجية تقوم على وجود مؤسسات سياسية عادلة قادرة على إيجاد الثقة المتبادلة بين الدولة والشعب. نزاعات الشرق الأوسط ورداً على سؤال عقب المحاضرة حول الحل الأنسب للنزاعات في الشرق الأوسط، أكد أهتيساري أنه يؤمن بإمكانية حل أي نزاع مهما كان، مبدياً خيبة أمله الكبيرة من الطريقة التي يتعامل بها المجتمع الدولي مع الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، مشيراً إلى أنه و”مجموعة الحكماء”، التي هو عضو فيها ويرأسها الأمين العام السابق للأمم المتحدة “كوفي عنان”، بذلوا وما زالوا يبذلون جهوداً ويجرون المباحثات بهدف إيجاد حل سلمي للأزمة، مضيفاً أنه يرى ضرورة إجراء انتخابات برلمانية قبل تلك الرئاسية، ما سيضمن تجنب التوقف عند نقطة دور الرئيس بشار الأسد في الوقت الراهن. ورداً على سؤال حول الدور الذي سيقوم به لو تسلم مهمة الوسيط في ملف السلام الفلسطيني- الإسرائيلي، قال الرئيس الفنلندي الأسبق إنه سيرفض دور الوسيط في هذا الملف لو عُرض عليه، داعياً في المقابل إلى دعم ما وصفه بـ”الجهود الضخمة” التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لبلورة اتفاق‏? ?سلام? ?بين? ?الفلسطينيين? ?والإسرائيليين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©