18 مارس 2008 03:05
أكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس أن هناك متسعا من الوقت قبل اتخاذ القرار النهائي في شأن مشاركة لبنان في القمة العربية المقرر عقدها في العاصمة السورية دمشق يومي 29 و30 مارس الجاري · وأضاف السنيورة ''قد يكون من الحكمة انتظار موعد جلسة الانتخابات الرئاسية المقبلة في 25 مارس الجاري''أي قبل أربعة أيام من انعقاد القمة·
وأكد مصدر حكومي ان السنيورة تسلم أمس الدعوة السورية الى القمة من الأمين العام لوزارة الخارجية بالوكالة السفير بسام نعماني ·وكان موفد سوري سلم الخميس الماضي الدعوة في بيروت إلى وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ فيما كان السنيورة يشارك في قمة منظمة المؤتمر الاسلامي في السنغال·
ونفت مصادر الحكومة لـ''الاتحاد'' أن يكون الاتجاه يميل الى تكليف وزير المالية اللبناني جهاد ازعور تمثيل لبنان في قمة دمشق بصفته الوزير الماروني المعتدل في الحكومة، وقالت ان لا قرار حتى الآن بانتظار انعقاد جلسة للحكومة بكامل أعضائها العشرين·
وكان الرئيس بري قد عرض هذا الاقتراح لتوفير مشاركة لبنانية في قمة دمشق·أما مصادر الرئيس بري فأبلغت ''الاتحاد'' بأنه بات على قناعة باستحالة الحل، وهو لا يتوقع انتخاب رئيس للجمهورية في 25 الجاري، وقالت ''ان بري أبلغ زواره بأنه يعتزم تجميد اتصالاته الى ما بعد موعد قمة دمشق، وقد يعلن تأجيلاً آخر للجلسة الى الشهر المقبل، ويؤسس على نتائج قمة دمشق خطة تحركه المستقبلية''·
وقد دخلت الأزمة اللبنانية مجدداً مرحلة متقدمة من التشاؤم، بعد بروز عوائق داخلية وخارجية يصعب على فريقي ''الاكثرية'' والمعارضة اجتيازها لبلوغ الحل المنشود· فالوفد البرلماني العربي الذي يزور بيروت، فشل حتى الآن في اختراق الازمة اللبنانية ولكنه لم ييأس من إمكانية حمل الأطراف المعنية بالوضع اللبناني على التهدئة·
وواصل الوفد لقاءاته مع طرفي الأزمة برئاسة رئيس اتحاد البرلمان العربي محمد جاسم الصقر، وأبقى مهمته خارج الإطار الاعلامي، وأحاط تنقلاته بشيء من السرية، وكانت أبرز محطاته في السرايا الحكومي، حيث التقى السنيورة وفي عين التينة قابل رئيس البرلمان نبيه بري، واصفاً محادثاته بالايجابية·
وأكد عضو الوفد النائب محمد الحسن الامين لـ''الاتحاد''، أن مهمة الوفد هي لدعم المبادرة العربية ومعرفة الموقف اللبناني من قمة دمشق العربية· وحول المهمة المستترة للوفد قال النائب الامين لـ''الاتحاد'' إنها تتعلق بالعمل على وقف التدهور الامني في لبنان والعودة الى الحوار الداخلي اللبناني وإمكانية تشكيل مجموعات من الفريقين لهذه الغاية، ولقي الوفد تجاوباً مبدئياً مع هذا الطرح·
وعن مدى انعكاسات توتر العلاقات السورية - السعودية على الوضع في لبنان قال ''لا شك بأن لهذا التوتر تأثيره على الوضع في لبنان· ولمس الوفد أن الرئيس السنيورة غير متحمس للمشاركة في قمة دمشق، ولكن هناك احتمال لمشاركة وزير من الحكومة وهذا ستقرره الحكومة''·وحول توقعاته لما قد يحققه الوفد البرلماني العربي من زيارته الى بيروت قال الامين: ''ان الصورة العامة لا توحي بإمكانية اختراق الأزمة، ولكن نشعر بأن الواجب هو ان نتحرك ونحاول دعم وحدة لبنان ضد التآمر الخارجي''·
ودعا الأمين عبر ''الاتحاد'' الاطراف اللبنانية كافة الى الكف عن إطلاق الشعارات ووقف التراشق الاعلامي والعودة الى الحوار والوفاق لما فيه مصلحة بلدهم ومستقبله، محذراً من تداعي الوضع الى الشارع نظراً لما يحمله من مخاطر على جميع اللبنانيين الذين سيكونون جميعهم خاسرين·ولم يستبعد قيام الوفد البرلماني العربي بزيارة سريعة الى دمشق في محاولة لترطيب العلاقات اللبنانية - السورية دعماً للمبادرة العربية ·
على صعيد آخر طالب رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية الزعماء العرب في قمتهم المقبلة بالعمل على كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عدة أشهر· وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه هنية مع أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني حيث ناقشا الوضع على الساحة الفلسطينية والصعوبات التي يتعرض لها القطاع جراء الحصار·
وذكر بيان صادر عن مكتب هنية في غزة أنه أكد لأمير قطر على ''أهمية القمة العربية ودورها'' مضيفا أن ''الشعب الفلسطيني ينتظر قرارات عملية وجدية لكسر الحصار فورا وتخفيف معاناته وتقرير مصيره''·
من جانبه ذكر نائب في البرلمان العراقي مقرب من رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أن الاخير سيطلب من الزعماء والملوك العرب خلال القمة دعم العراق وإعادة فتح السفارات في بغداد·
وقال النائب سامي العسكري عضو الائتلاف العراقي الموحد في البرلمان العراقي إن المضمون الرئيسي في كلمة المالكي سيتضمن أكثر من محور بينها مطالبة العرب بموقف حقيقي داعم ومؤيد لجهود الحكومة والمستجدات الإيجابية للعملية السياسية''· وأضاف أن المالكي سيدعو القادة العرب إلى زيارة بغداد بعد تحسن الأوضاع والانتصار على ''الإرهاب'' ، بالإضافة إلى مطالبته بالإسراع بإعادة فتح سفارات الدول العربية في العراق''·
المصدر: بيروت
عدد اليوم
