الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ظاهرة الاحترار.. وجه آخر للحوار (1 من 2)

4 أغسطس 2007 00:55
تفيد أخبار الصحف ومحطات التلفزة اليومية بأن الكرة الأرضية تتجه نحو كارثة بيئية كبرى، وأن معدل درجات الحرارة في ارتفاع مستمر بسبب التلوث مما ستنتج عنه زيادة التصحر وارتفاع منسوب البحار الذي بدوره سيخلف هجرة وحروبا، وآهات وويلات لا تنتهي· لا أقول إن كل ذلك مبالغ فيه، العلم عند الله وحده، ولكن أود تسليط الضوء على جانب آخر من الحوار، أصبح مُهَمشا في وسائل الإعلام العالمية والعربية المهووسة فقط بداء الكارثية· نتيجة الإيمان الكامل بهذه النظرية سيجعلنا نفكر ملياً في طريقة استخدامنا للطاقة الاحفورية كالفحم والنفط، والغاز إلى درجة ما، وإن كان الأخير يعتبر من الطاقات النظيفة، ولذا قبل أن نُسَلم بما يصل إلى مسامعنا يوميا من جماعات السلام الأخضر وغيرها من الجماعات البيئية، فإنه لا بد من النظر إلى آراء العلماء الآخرين الذين لا يؤمنون بنظرية الاحتباس الحراري، وعددهم لا بأس به· وعلى حلقتين سأذكر بإيجاز بعض النقاط في الجدل الدائر· تأتي الطاقة الاحفورية واستخداماتها المتعددة، والتي تنتج عنها زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو، في صدارة ادعاءات قائمة منظري الاحتباس الحراري· ويجيب على هذا الاتهام إيان كلارك، عالِم الطقس في جامعة أوتاوا بكندا، بقوله انه لا يوجد أي دليل على أن ارتفاع درجات الحرارة عالميا مرتبط بمستويات ثاني أكسيد الكربون· ويقول إن كوكب الأرض قد مرّ في تاريخه بفترات حارة جدا على مدى 800 سنة قبل ارتفاع نسبة الكربون في الجو· أما تراجع الأنهار والبحيرات الجليدية، فإن ذوبانها مستمر على الوتيرة نفسها منذ المائة سنة الماضية، وذلك طبقا للمعهد الوطني الأميركي للعلوم· علاوة على ذلك، فالخلاف لم ينته حول ما إذا كانت الطبقات الجليدية القطبية آخذة في الازدياد أو الانحسار· وتشير بعض الدراسات الحديثة إلى أنه بعد انحسار الجليد على الشواطئ، فإنه يسير نحو التكاثف في الداخل· ويقول الدكتور ويلجورن كارم من جامعة استوكهولم: ''هناك بعض المناطق في الحوض القطبي تكسر الثلج بها مؤخرا، كما حدث في أزمنة فائتة· وأن درجة الحرارة ارتفعت مؤخرا نتيجة تغير في مواقع أنظمة الضغط المنخفض، فالتغير المُناخي في المناطق القطبية ليس ناتجا عن النشاط البشري''· ونأتي إلى مسألة الارتفاع المستمر لدرجات الحرارة· فأدعياء الاحترار يقولون إن الموجة الحرارية التي اجتاحت اوروبا عام 2003 تعد من الأمور الناتجة عن الارتفاع منقطع النظير للحرارة· إلا ان برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة، وهو من القائلين بظاهرة الاحتباس، نشر تقريرا في سبتمبر 2003 يشير إلى أن الأرقام القياسية للحرارة التي شهدتها اوروبا كانت نتيجة ضغط جوي غير عادي سحب معه هواء جنوب البحر المتوسط الحار والجاف· نواصل الحديث الأسبوع القادم عن الأضرار التي يزعمون أنها بدأت بالظهور بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، وأثرها الاقتصادي على الدول، وكيف ان بعض شركات الطاقة تستفيد من تخوف الناس· خبير نفط ralmazrouei@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©