الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إلى أفراد الأسرة (1)

5 فبراير 2011 19:50
قرأنا في الأعداد الماضية مجموعة رسائل كتبها أفراد الأسرة لبعضهم بعضاً عبَّرَ فيها كل منهم عما يجيش في نفسه من مشاعر تجاه الآخر، وعما يدور في ذهنة من أفكار عنه، حيث حملت كل رسالة معاني الحب والتقدير والاحترام والثناء، بالإضافة لمتطلبات نفسية كحسن التعامل والتواصل والتفاهم والإحساس بالحاجة لوجوده في حياته. إن معنى الأسرة شيء عظيم لا يقدره إلا اللبيب العاقل والمحروم من دفء هذا الجو المليء بالحب والحنان والتراحم. لقد علمتنا الحياة أموراً كثيرة فإن لم نستفد منها بما يحقق لنا السعادة والإحساس بالأمان والقيمة لكنا كمن يبدد مالاً لا يعوض، وفرصاً لا تعود. وسأتحدث اليوم بلسان الخبير الذي يلفت انتباه أفراد الأسرة لجوانب مهمة في حياتهم لكي تكتمل حلقة الرسائل الموجهة، وهذا نص الرسالة. أفراد الأسرة الكرام، كل فرد منك له حياته ومشاغله وهمومه ومسؤولياته واهتماماته وغيرها من الأمور الخاصة، وفي الوقت نفسه هو جزء لا يتجزأ من هذا التكوين الأسري الذي له قدره ومكانته وقدسيته. لكل فرد منكم له دور أساسي عليه أن يقوم به على أكمل وجه قدر المستطاع. فنحن في شعوبنا العربية والإسلامية لنا طابع خاص يميزنا عما عليه كثير من الأسر الغربية الذين يتمنون لو أن حياتهم الأسرية تكون مثلها قائمة على أساس الترابط والتكاتف والتراحم والحب، فهذه هي الفطرة السليمة. فحياتنا الزوجية قائمة على الود والرحمة والتفاهم والتقدير، قائمة على إعطاء المكانة للزوجة فهي الأرض الخصبة والحضانة الدافئة والمربية الحقيقية لجيل المستقبل. وإعطاء الزوج مكانته وقيمته وقوامته؛ لأنه الركيزة التي يقام عليها بنيان الأسرة، فهو عماد البيت. فقد عشت في بلاد الغرب مع إحدى الأسر ورأيت كيف هي حياتهم وحياة من حولهم من الأصدقاء والأقارب، معظمها تكاد أن تكون عقد شراكة لمؤسسة أو شركة، ومن يخاف منهم من تلك الشراكة ومسؤولياتها يبنى علاقة لا تمد بصلة لبناء الأسرة الصحيحة والسليمة ولا تصلح أن تكون بيئة لبناء أنفس وكيان رجال الغد.، ووجد أن كثيراً من الآباء يهتمون بالأبناء وكأنهم موظفون في خدمتهم لتأدية واجب حتى يصل الأبناء لعمر معين وبعدها يمكنهم مغادرة المنزل، حيث يمكنهم أن يفعلوا ما يحلو لهم، لا رقيب ولا حسيب ولا قيمة للأم والأب عندهم. مشاهد كثيرة لا تقبلها نفس مفطورة على أن يكون لها دور فعال في بناء الأسرة، نفس ترعى الأبناء والأحفاد، ويرعاها الأبناء والأحفاد، نفس تشعر بقيمتها وقيمة ما تعيش من أجله، وللحديث صلة. د. عبداللطيف العزعزي dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©