السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحزب الحاكم في فرنسا··· لا حياة لمن تنادي

الحزب الحاكم في فرنسا··· لا حياة لمن تنادي
18 مارس 2008 02:44
يخطط الرئيس الفرنسي ''نيكولا ساركوزي'' للمضي قدما في برنامجه الخاص بالتغيير، مع العمل في نفس الوقت على تخفيف درجة البريق الإعلامي المحيط بصورته، حتى يتمكن من استرداد شعبيته في أوساط الناخبين من ذوي الدخول المحدودة، بعد أن تعرض حزبه المنتمي لتيار يمين الوسط لنكسة في الانتخابات المحلية التي اختتمت يوم الأحد الماضي، بحسب مسؤولين فرنسيين مقربين· فقد استرد ''الحزب الاشتراكي'' المعارض السيطرة على ''ليون'' في الجولة الأولى، وفاز في عدد من المدن التي شهدت منافسات حامية، وانتزع بعضها من سيطرة ''حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية'' الحاكم! في بادئ الأمر ظهر حزب الرئيس وكأنه في طريقه للمحافظة على سيطرته على ''مارسيليا'' ثاني أكبر المدن الفرنسية -وواحدة من المدن التي تحظى فيها الانتخابات بمتابعة دقيقة من أجهزة الإعلام- ولكن ما حدث هو أن أربعة وزراء من الأربعة والعشرين وزيرا الذين رشحوا أنفسهم في الانتخابات البلدية، خسروا في مرسيليا بمن فيهم وزير التربية والتعليم ''جزافيه داركو'' ووزيرة المالية ''كريستين لاجارد''، وفي الانتخابات البلدية اختارت 36,700 بلدية عُمدها وأعضاء مجالسها المحلية· وقد وصفت ''سيجولين رويال''، منافسة ساركوزي في انتخابات الرئاسة الفرنسية العام الماضي، نتيجة الانتخابات أنها تمثل ''تصويتا بالمعارضة''، وحثت الحكومة على الاستجابة لتلك النتيجة من خلال إلغاء سلسلة من التخفيضات الأخيرة في الضرائب التي يقول حزبها إنها تفيد الأغنياء فقط، في نفس الوقت، لوحظ أن رئيس الوزراء الفرنسي ''فرانسوا فيون'' قد تحدث بنبرة متحدية على الرغم من النكسة التي تعرضت لها الحكومة، وتعهد بمواصلة برنامج التغيير الاقتصادي الذي يقول إنه قد حصل على تفويض من الناخبين في الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت العام الماضي، فقال ''فيلون'' في خطاب متلفز: ''سوف نواصل هذه السياسات لأننا بحاجة إلى العزيمة والإصرار، حتى نتمكن من إصلاح بلدنا، لأن احترام الديمقراطية يتطلب منا الوفاء بالالتزامات التي تعهدنا بها''· على الرغم من تلك النبرة، إلا أن عددا من المسؤولين الفرنسيين، الذين تحدثوا شريطة عدم نشر أسمائهم -كونهم ليسوا مخولين بالحديث أمام أجهزة الإعلام- وقالوا: إن الضربة التي تعرض لها ساركوزي في أول اختبار انتخابي منذ أن تولى منصب رئيس الجمهورية منذ عشرة شهور، يمكن أن تكون بداية لمرحلة جديدة في رئاسته، إن لم يكن من حيث الجوهر فعلى الأقل من حيث الأسلوب، فبعد مرحلة ''ساركو الأميركي'' المصلح المتحمس الذي فاز بانتخابات الرئاسة الماضية بفضل أجندة طموحة للتغيير، وبعد مرحلة ''الرئيس الاستعراضي المزهو بنفسه'' وغرامه العلني بعارضة أزياء سابقة، وشهيته المفتوحة للرفاهية والرخاء، والتي بدت وكأنها قد أغضبت قاعدته الانتخابية الجوهرية، أصبح ''ساركوزي'' مطالبا الآن بعد نتائج الانتخابات الأخيرة بالاقتراب تدريجيا من تلك الصورة الوقورة الأبوية التي كان يتميز بها الرؤساء الفرنسيون عادة· فقد كان ''ساركوزي'' قد أدلى بتصريح لصحيفة '' لوفيجارو'' اليومية المحافظة في موعد سابق من هذا الشهر، بعد أن تدنت نسبة تأييده إلى 37 في المائة قال فيه: ''إنني أعرف أن هــذه الانتخابــات لهــا مغزى سياسي، ســوف أعمل من جانبي على معرفة معناه وأخذ ذلك في اعتباري''، ويضيف هؤلاء المسؤولون، إن ''ساركوزي'' يفكر في التوقف عن إلقاء ملخصه الصحفي الأسبوعي الذي كان يشبه نمط الملخصات الأسبوعية الأميركية، واستبداله بملخصات غير رسمية يلقيها بالنيابة عنه مساعدوه المختصون بالاتصال مع أجهزة الإعلام، في نفس الوقت وجه ''ساركوزي'' تعليماته إلى كافة مستشاريه الرئاسيين، الذين كانوا يدلون بتصريحات تبعث برسائل متناقضة أحيانا بالتقليل من ظهورهم الإعلامي· وهناك عدد من التغييرات قد بدأت بالفعل: فالصور التي تُظهر الرئيس وهو يمسك بيدي زوجته الجديدة ''كارلا بروني'' في ''ديزني لاند'' أو يعانقها أمام الآثار المصرية اختفت، لتحل محلها صور أكثر تقليدية تصور الرئيس وزوجته في زيارات رسمية أو في حفلات عشاء بروتوكولية، إلى ذلك يفكر الرئيس بزيادة عدد زياراته إلى المناطق الزراعية والصناعية الواقعة في قلب فرنسا، ويقول أحد المسؤولين الفرنسيين -رفض ذكر اسمه-: ''في هذه الفترة التي يواجه فيها معظم الفرنسيين صعوبات اقتصادية، من المهم للغاية أن يظهر الرئيس إحساسه بهم ومشاركته إياهم في تلك الصعوبات''· وألمح هذا المسؤول إلى أن الرئيس ''ساركوزي'' ينوي إجراء المزيد من الاستشارات مع مشرعي القانون في معسكره، كما ينوي الاعتماد أكثر على السيد ''فيون'' الذي ارتفعت شعبيته، ولكن المسؤول أكد في ذات الوقت، أن إجراء تعديل وزاري كبير أو تخفيف خططه الإصلاحية ليس مطروحا ضمن خطط الرئيس، وفي مقابلة هاتفية مع ''اندريه سانتيني'' -وزير الدولة والذي أعيد انتخابه عمدة لمنطقة ''إيسي لي مولينو'' الواقعة في ضواحي باريس- قال: ''إن عدم رضاء الناخبين عن ساركوزي مسألة تتعلق بالأسلوب، وليس بالسياسات خصوصا، وأن تلك الانتخابات قد جاءت في وقت غير ملائم، فهي متأخرة أكثر ما ينبغي عن فترة شهر العسل الرئاسي، ومبكرة أكثر مما ينبغي عن موعدها لأن الشعب لم يملك الوقت الكافي كي يحس بآثار الإصلاحات التي قامت بها الحكومة بالفعل''· كاترين بينهولد محررة الشؤون الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©