الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدلاي لاما : مذبحة ثقافية في التبت

الدلاي لاما : مذبحة ثقافية في التبت
18 مارس 2008 02:22
فيما اعتبر أقوى تدخل منه دفاعاً عن سكان ''التبت'' من البوذيين الذين انتفضوا ضد الحكم الصيني اتهم ''الدلاي لاما'' الصين يوم الأحد الماضي بارتكاب ''مذبحة ثقافية'' ضد أتباعه في إقليم التبت، وطالب بإجراء تحقيق دولي في عمليات القمع التي طالت الإقليم، وفي حديث أدلى به من مقر حكومة التبت في المنفى وقف ''الدلاي لاما'' -الزعيم الروحي للتبتيين- إلى جانب حق شعبه في رفع مظالمهم إلى السلطات الصينية بالطرق السلمية، أكد أنه لن يطلب من التبتيين الاستسلام إلى الشرطة الصينية بحلول منتصف ليلة الإثنين كما طالبت بذلك بكين، مضيفا إنه لا يملك السلطة الأخلاقية للضغط على سكان الإقليم وحثهم على الاستسلام، لأنهم توسلوا إليه بعدم الخضوع للسلطات الصينية، وفي مؤتمر صحفي حافل بالعواطف الجياشة والانفعالات القوية قال ''الدلاي لاما'' للصحفيين: ''سواء أقرت الحكومة الصينية بذلك، أم لم تقر، فإن أمة ذات تراث عريق تواجه في الحقيقة أخطارا كبيرة، وسواء كان ذلك عن قصد، أو عن غير قصد فإن ما يجري هو مذبحة ثقافية''· جاءت تصريحات ''الدلاي لاما'' لتعكس المشاعر المحتقنة لدى التبتيين خارج الصين والذين ينظرون إلى المظاهرات في الإقليم، وهي الأكبر من نوعها منذ الثمانينيات، على أنها لحظة مفصلية في تاريخ التبت، ويرى بعض التبتيين الذين يدفعون في اتجاه الاستقلال التام للإقليم، أنهم أمام فرصة سياسية غير مسبوقة تتمثل في الاستعدادات الصينية لتنظيم الألعاب الأولمبية في شهر أغسطس المقبل والضغوط الممارسة عليها في هذه المرحلة فيما يتعلق بسجلها في حقوق الإنسان، غير أن ''الدلاي لاما'' -البالغ من العمر 72 عاماً- لا يدعو إلى استقلال إقليم التبت، بل يتبنى موقفاً أكثر تحفظاً، خشية تدهور الأوضاع الأمنية في الإقليم وتدخل السلطات الصينية على نحو عنيف، لكن مع ذلك تبقى لهجته في الآونة الأخيرة والكلمات التي وصف بها القمع الصيني يوم الأحد الماضي الأقوى من نوعها منذ أن بدأ ممثلون عن التبت في التفاوض مع الصين في العام ·2002 وبرغم صعوبة اختبار تصريحات ''الدلاي لاما'' ومعرفة إلى أي مدى تعبر عن الواقع، إلا أن أثرها سيكون كبيراً على السلطات الصينية التي ستضيق الخناق على الإقليم، وفي الوقت الذي كان فيه ''الدلاي لاما'' يطلق تصريحاته تلك أمام الصحفيين وردت تقارير، لم يتسنَ التأكد من صحتها، عن انتقال المظاهرات التي ينظمها التبتيون إلى أقاليم صينية أخرى في ''سيشوان و''جانسو'' و''كينجاي''، ويبدو أن التطورات الأخيرة في إقليم التبت ستقلص الآمال التي كان يعقدها ''الدلاي لاما'' على إمكانية إقناع السلطات الصينية بالسماح له بالعودة إلى الإقليم، وحسب مساعدين للزعيم الروحي داخــل الإقليم فقد سقط ما لا يقل عن 80 قتيلا خلال يومي 13 و14 من شهر مارس الجاري بمدينة ''لاسا'' عاصمة التبت، كما تلقى النشطاء التبتيون في منفاهم بالهند، أنباء عن قيام رجلي دين بوذيين بإحراق نفسيهما احتجاجاً على قمع السلطات الصينية، بيد أن بكين نفت من جانبها هذه التقارير مؤكدة أن عدد الضحايا هو أقل بكثير مما أورده نشطاء التبت في المنفى، كما تؤكد الحكومة الصينية أن إقليم التبت كان جزءاً من الصين على مدى مئات السنوات، وإن كانت لم تخضعه تحت سيطرتها التامة إلا في العام ·1951 وقد حرص ''الدلاي لاما'' خلال مؤتمره الصحفي على تذكير المراسلين الأجانب أنه لا يدعو إلى الانفصال قائلا: ''هناك الكثير من الفوائد يمكن جنيها بالبقاء ضمن الصين فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية''، كما شدد على مساندته للألعاب الأولمبية التي ستنظمها الصين، داعياً في الوقت نفسه المجتمع الدولي إلى الاضطلاع ''بمسؤوليته الأخلاقية'' وتذكير الصين بضرورة احترام حقوق الإنسان، وفي رده على سؤال حول مدى تأييده للمظاهرات التي نظمها التبتيون -وهي المظاهرات التي تقول بكين إنها استهدفت العرقية الصينية في الإقليم- أجاب ''الدلاي لاما'': إنه يحق لأهالي الإقليم الجهر بمظالمهم والاحتجاج بالطرق السلمية لنيل حقوقهم· تأتي هذه الاضطرابات في خريف عمر ''الدلاي لاما'' الذي وإن كان قد نال الكثير من الجوائز والشهرة، إلا أنه لم يحقق التقدم المطلوب للحسم في مصير إقليم التبت الذي غادره إلى الهنــد بعدمــا قمعــت الصين انتفاضة عام ،1959 ولتعزيز قبضتها على الإقليم قامت الصين في الآونة الأخيرة بمد خط للسكك الحديدية يصل المناطق الصينية الأخرى بالتبت، وهو ما يعتقد سكان الإقليم أنه سيأتي بالمزيد من عرقية ''الهان'' الصينية إلى مناطقهم· وتعتبر المواجهات العنيفة التي شهدتها مدينة ''لاسا'' الأكبر من نوعها منذ أواخر الثمانينيات عندما أعلنت الصين قانون الطوارئ ولجأت إلى العنف لقمع المظاهرات، موقعة العشرات، إن لم يكن المئات من القتلى في صفوف التبتيين· ولم يُخفِ ''الدلاي لاما'' خشيته من تكرار سيناريو مشابه قائلا: ''إني أشعر بالحزن لأني لا أستطيع القيام بشيء لوقف ما يجري في الإقليم''، مضيفاً أن المهلة التي منحتها السلطات الصينية للمتظاهرين بتسليم أنفسهم للشرطة تذكره بالعام ،1959 لكنــه عندمـــا سئل هــل سيطلــب من سكان الإقليم وقف المظاهرات والاستسلام رد قائلا: ''إني لا أملك هذه السلطة''· سومني سينجوبتا - الهند ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©