أحمد الشحي: لوحاتي تصف تجاعيد الزمن على وجوه الجدات.. وترسم الأمل

قبل سبعة عشر عاماً، زيّن قدومه دنيا عائلته التي فرحت بقدومه، وسرعان ما اكتشفت أنه أصم أبكم، يسمع الدنيا بعينيه. لكن أفرادها لم يكتشفوا أنه حين يكبر سيروي ما يراه حوله في الحياة والطبيعة عبر الريشة والألوان واللوحة. أحمد الشحي، طالب في الصف الأول الثانوي في «مركز أبوظبي لذوي الاحتياجات الخاصة» يتمتع بموهبة لافتة في فن الرسم أبهرت مدرسته وأسرته وكل من يتابعه، إلى الحد الذي استحق بفضلها نيل جوائز عديدة أهمها جائزة «مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية». أدرك الشحي أنه يحب الرسم، ولكنه لايعي حقيقة إن كان ذلك الحب متصلاً بكونه من ذوي الاحتياجات الخاصة! لكنه نذر نفسه لرسم البسمة على وجوه زملائه وزرع الفرح والأمل في نفوسهم. بدأت هواية الرسم لدى الشحي في سن مبكرة يقول «أحببت فن الرسم منذ الطفولة، وأذكر أن أول رسمة لي كانت لي عبارة عن نساء كبيرات في السن تمثل جداتنا في الماضي، وكان للوحة منحى تراثي نوعاً ما يتصل بتاريخ الأجداد. وعن المواضيع التي يرسمها أو يشعر أنه يميل إلى تناولها في لوحاته يقول «على الرغم من أنني أحب التنويع في الرسم، أجدني أحبذ رسم بعض عناصر الطبيعة من بحر وزهور وأشجار. فعلى الرغم من أنني لست متأثراً بفنان تشكيلي بعينه، أو بالمدارس الفنية الشهيرة في العالم، لكنني أميل إلى المدرسة الواقعية في نقل المشهد إلى لوحة فنية. وشارك الشحي في عدة مسابقات في المركز، وكذلك خارجه، حيث أشار إلى تلك المشاركات بقوله «شاركت في مسابقات أجريت في المركز وأيضاً شاركت خارج المركز في كل من دبي والشارقة، فضلاً عن معارض أخرى، بهدف الاحتكاك مع المواهب الشابة والفنانين التشكيليين، للوقوف على ما وصلت إليه الحركة الفنية في الدولة وخارجها. وقد فاز الشحي بعدة جوائز وشهادات تقديرية، لفت إليها بقوله «حصلت على شهادات تقدير من عدة جهات كنت قد شاركت في معارض فنية أقاموها، وأيضاً حصلت على جوائز عينية وتذكارية إثر مشاركتي في المسابقات والمعارض، منحتني دعماً معنوياً وأشعرتني بأهمية موهبتي وجمال لوحاتي. ولدى الشحي خطة لتطوير هوايته وتفعيل أدواته الفنية وتقنياته كي يتقدم بها أكثر ويصير فناناً محترفاً يقول «أفكر أن أخوض دورات تدريبية في مجال تقنيات فن الرسم كي أعي أكثر عالم الألوان والخطوط والكتل، فمن المهم أن تقترن الموهبة بالتعلم، كما أخطط لأن يكون لدي في المستقبل معرض خاص بي أعرض به جميع رسوماتي ولوحاتي وأشغالي اليدوية. ويشير الشحي إلى أنشطة جديدة متصلة بالرسم، يقول «أخوض منذ فترة في فن جميل جداً يتقاطع مع فن الرسم، وهو «الأشغال اليدوية» وأقوم بعمل تشكيلات وديكورات رائعة ونماذج تزيينية ملفتة أستخدم خلال إنجازها الورق الملون والورق المقوى «الكرتون» وأدوات عديدة أخرى. وعما إذا كان لديه هوايات ثانية غير الرسم يقول «لدي هوايات متعددة، جميعها مفيدة تصقل هوايتي وتعزز معلوماتي، منها الجلوس إلى الكمبيوتر لاستخراج الصور المتعلقة بالرسم والتزود بمعلومات في هذا المجال، فضلاً عن هواية متابعة معارض ولوحات ومنتديات الفنون الجميلة عبر شبكة الإنترنت. ويحظى الشحي بتشجيع أفراد أسرته، ويشير إلى أثر ذلك عليه وعلى هوايته يقول «يبدي أفراد أسرتي آراءهم حول رسومي وأفكار لوحاتي وألقى تشجيعاً من قبلهم، خاصة والداي اللذين يحفزانني على تقديم الأفضل والمزيد، أيضاً إخوتي لهم دور في تشجيعي. ويلفت الشحي إلى الدور البارز الذي يقوم به «مركز أبوظبي لذوي الاحتياجات» في تنمية موهبته وتشجيعها يقول «يقوم المركز بدور كبير في صقل موهبتي، خاصة معلمة التربية الفنية فدورها كبير في توجيهي وتثقيفي فنياً. ولدى الشحي طموحات على صعيد «فن الرسم» وفي الحياة عموماً يشير إليها يقول «أتمنى أن أصبح فناناً مشهوراً على الصعيد المحلي وكذلك على الصعيد العربي وأن يشار إلى لوحاتي بالبنان، وأن أقدم الأفضل والمزيد في مسيرتي الفنية التي لا أزال في بداياتها. كما أتمنى عندما أنهي دراستي أن أعمل في مجال قريب من المجال الفني والرسم الذي أحبه.