الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في أبوظبي.. الموسيقى للجميع

في أبوظبي.. الموسيقى للجميع
30 مارس 2016 21:44
محمود عبد الله ونحن على أعتاب النّسخة الثالثة عشرة من «مهرجان أبوظبي للثقافة والفنون» الذي تطلقه «مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون» على مسرح قصر الإمارات في العاصمة أبوظبي من 3 – 30 أبريل 2016 تحت شعار: الالتزام بالثقافة، ثمة حديث ذو شجون، فعلى مستوى المعنى والدّلالات، يعتبر الحدث احتفالية سنوية للثقافة في ربوع أبوظبي، إذ يسعى إلى تسليط الضوء على الدور الريادي للموسيقى والفنون في التبادل الثقافي وبناء جسور التواصل الحضاري، التزاماً بالرؤية والاستراتيجية الثقافية للعاصمة، كمنصة ووجهة عالمية لثقافة تعلي قيم التنوير، والتمازج الثقافي والاحترام المتبادل والتسامح. تحمل الموسيقى الكلاسيكية بما فيها من التآلفات والألوان النغمية والتعقيدات السيمفونية بصمات الملحنين الكبار، من أمثال: بيتهوفن، باخ، هيندل، موتسارت، شوبان، هايدن، وغيرهم، من الذين ما زال تأثيرهم حاضراً في ذاكرة الجمهور حتى اليوم. وقد أصبحت الموسيقى بعد الثورة الصناعية حتى القرن العشرين تعتمد بصفة رئيسة على الطبقات المتوسطة، ولم تعد مقصورة على الطبقة الأرستقراطية، ولم تتجه إلى الطبقة العاملة، إذ احتفظت بموقف وسط، وأصبح الذيوع شرطاً لبقائها، ومن ذلك ما فعله مهرجان أبوظبي للفنون الذي يحضر لنا ثقافة وموسيقى العالم، عبر تطور وسائط تكنولوجيا المعلومات، ليظهر جمهور جديد، توّاق إلى تذوق ما يقدّمه فنانون بارعون موهوبون، من مؤلفات كبار أعلام الموسيقى مع جملة فنون معاصرة متطورة. وتبين لنا من خلال البحث والحديث مع أصحاب الشأن، أنه يمكن تقسيم جمهور موسيقا المهرجان إلى فئات: النخبة والدّارسون والمتخصصون، أبناء الجاليات الأجنبية المقيمة في الدولة، جمهور الجامعات والمدارس، الجمهور العادي، ونقصد به جمهور العائلة. ولإلقاء مزيد من الأنوار الكاشفة حول موضوعة: جمهور موسيقى المهرجان والفائدة الثقافية والفنية التي تقدمها، وللوقوف على علاقة الجمهور بالتراث الموسيقي بوجه عام، وموسيقا المهرجان بوجه خاص، سعى «الاتحاد الثقافي» لاستمزاج آراء عدد من المختصين، في التحقيق التالي: هدى الخميس كانوا، مؤسِّسة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المدير الفني للمهرجان قالت: جمهور المهرجان في كل نسخة جديدة، يزيد على خمسين ألفاً من الإمارات السبع، وهم مشاركون بشكل أو بآخر في نجاح المهرجان وثراء محتواه وغناه، ومن جميع أفراد المجتمع. فهم من الإماراتيين خاصة جيل الشباب، ومن الجاليات المقيمة في الدولة، وضيوف المهرجان من القادة وأهل الفكر والمعرفة، والسياح الأجانب، والمؤسسات الإنسانية ومراكز الرعاية والمراكز التعليمية التي تشكل جزءاً من حضور الحدث في جانبيه المجتمعي والتعليمي، وما نسبته 12% من الجمهور، الذي يحضر من مختلف دول العالم لمتابعة الفعاليات الموسيقية والفنون المتطورة كالأوبرا والباليه. وأضافت كانو: مهرجان أبوظبي مهرجان الثقافة، واحتفالية إماراتية ومهرجان الفكر المتجدد في الإبداع والابتكار واحتضان المواهب والأفكار الشابة، فالموسيقى أساس نهضة فكرية يتوحد معها العالم لأنها ترقى بالنفس والذائقة وتنقي الروح، وما تحققه في مهرجان أبوظبي كثير في توثيق الأعمال الموسيقية لرواد الطرب والموسيقا العربية، والاستثمار في الإبداعات الإماراتية والعربية في تأليف الأعمال الموسيقية المعاصرة من خلال مبادرة (منبر الإبداع)، والاستثمار في الشباب الإماراتي المبدع وابتعاثهم للخارج، تعزيزاً لريادتهم العالمية، بما يسجل حضوراً نوعياً في مشروع النهضة الثقافية للإمارات. توطين فن الأوركسترا من جانبه، أكد مدير أوركسترا الإمارات السيمفونية للناشئة في دبي، مدير مهرجان الإمارات الدولي لموسيقى السلام رياض قدسي «أن الجمهور الأوروبي يحتل خريطة المشاهدة، لأن حفلات الأوركسترا سيمفوني على وجه الخصوص تشكل جزءاً أصيلا من ثقافته، أما الجمهور العربي الذي يحتل الدرجة الثانية، فما يزال بحاجة لثقافة موسيقية تزرع فيه، ليكون الأول في الخريطة، وبهذا نتطلع لتوطين فن الأوركسترا في الإمارات، تحت مظلة أن الموسيقى هي نتاج فكر إنساني، وفن عالمي يتجاوز الحدود. وبين قدسي، أن الإمارات أصيلة في مواكبة التطور الحضاري، وتسعى لتكون رائدة في مجال التمازج الثقافي والحضاري من خلال هذا المهرجان وغيره، والتي تلقى دعما رسمياً كبيرا، يتطلب لتحقيق الفائدة المرجوة وتكون هناك محركات من المؤسسات الثقافية والفنية نحو الجيل الجديد، تقدم خدمة ثقافية متكاملة ومنسجمة مع ريادة أبوظبي، كعاصمة ومنصة لتمازج ثقافي نادر. الأجانب أكثر وأوضحت فاطمة الهاشمي رئيس قسم الموسيقى في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، عازفة بيانو محترفة، أن حضور الجمهور الأجنبي للفعاليات الموسيقية أكثر وضوحاً في المهرجان، وهناك حضور إماراتي وعربي يغلب عليه العاملون في المجال الموسيقي والفني من رسامين ونحاتين، لكنه بحاجة إلى ركائز كي يتسيد المشهد، ومع ذلك فإن المهرجان ساهم في بناء ثقافة موسيقية لدى الجمهور المعاصر، وحقق وعياً بقيمة الموسيقى وأدبياتها، ونطمح لزيادة جرعة الحفلات الموسيقية العربية بتنوعها، لاستقطاب المزيد من فئات الجمهور الاماراتي والعربي. وطالبت شيرين تهامي، عازفة على آلة العود في بيت العود بأبوظبي بأن تكون الأمسيات الموسيقية وحفلات موسيقا الأوركسترا السيمفوني طوال العام، لتأسيس حالة من التعود لدى جمهور أبوظبي، في المتابعة والفائدة والتذوق، مع توسع القائمين على المهرجان في تقديم معلومات وشروحات وتفصيلات باللغة العربية للجمهور العربي لاكتساب ثقافة موسيقية تسهم بأن يمتلك هذا الجمهور ناصية المشاهدة، كما يجب التوجه بقوة لطلبة الجامعات والمدارس ودارسي الموسيقى في المراكز لإدخالهم إلى قلب المشهد الموسيقي في المهرجان الذي يقدم فائدة جليلة للجمهور، من خلال المواهب الموسيقية المتنوعة والمتعددة الثقافات. العربي أكثر وخالف المطرب وعازف العود الإماراتي طارق المنهالي بعض المتحدثين بأن الجمهور الأجنبي هو الغالب في خريطة مشاهدة الفعاليات الموسيقية، مؤكداً أن الجمهور الإماراتي والعربي موجود بقوة، بفضل الوعي الذي اكتسبه عبر هذا المهرجان وغيره، وعلى سبيل المثال مهرجان أبوظبي للموسيقى الكلاسيكية، هذا الوعي أهّله ليؤكد حضوره وتداخله مع التنوع الموسيقي الذي اصبح جزءاً أساسياً من الفعاليات الثقافية العامة في الإمارات، فهي تمثل نافذة على الثقافة الإماراتية المعاصرة عموماً، مختتماً: يقدم المهرجان فائدة ثقافية عظيمة للجمهور تتضح في سياقات الإقبال من جمهور العائلة، واستقطاب فئات الجمهور المختلفة، وما زلنا نطالب بمزيد من إضافات التراث الموسيقي الغنائي العربي والخليجي. وأوضحت مارينا زانفير مديرة معهد النخبة للموسيقى في أبوظبي أن تنوع الأنشطة الموسيقية هو الذي يفرض نوعية الجمهور، ونعتقد أن الجمهور الفرنسي هذه المرّة سيكون الأول، بسبب أن فرنسا هي ضيف شرف المهرجان، ووجود نخبة ممتازة من الموسيقيين الفرنسيين في سلسلة الحفلات النادرة والفريدة التي سيقدمونها. وإذا تحدثنا عن الفائدة الثقافية سنجد أنها تتحقق بشكل مؤثر من حضور الناشئة والشباب والطلاب للفعاليات الموسيقية التي تصنع مع الوقت جيلاً موسيقياً رفيعاً في التذوق. جمهور عالمي وأكدت الكاتبة والإعلامية الأميركية المقيمة في أبوظبي باميلا بورتن أنها من الجمهور الدائم للمهرجان، وتنتظر الموسيقى بشغف كل عام، وخاصة تلك التي تعرض لأول مرة، وهذه أعظم خدمة ثقافية يقدمها المهرجان، الذي يعكس مستوى التميز الذي حققته أبوظبي في مجال الثقافة، كما يعتبر حلقة وصل بين الثقافات، مختتمة: لا أرغب في تصنيف جمهور المهرجان، فهو عالمي، وجامع لإبداعات متنوعة، والموسيقى بوجه عام لغة عالمية، المهم أن نجتاز في النهاية من خلال الموسيقى صعوبات الحياة والظروف الراهنة وظواهر العنف في العالم. أما الإماراتية هدى الميسري التي درست أسس البروتوكول والمراسم في جامعة كامبردج البريطانية، وحازت إجازة في الإعلام والعلاقات العامة، فأكدت أنها من المواظبات على متابعة الحفلات الموسيقية في المهرجان منذ انطلاقته، وأنه نجح في تطوير الذائقة الموسيقية لدى الناس والارتقاء بها. وقالت: المهرجان لم يعد مرهوناً بجمهور محدد، بل أصبح مصدر جذب لفئات الجمهور في العاصمة وبقية الإمارات، وما نلحظه من خلال ما تقدمه أشهر فرق الأوركسترا سيمفوني، هو التميز الذي تحققه العاصمة في المجال الثقافي، على صعيد الذوق والتذوق، وثقافة الأدب، وألوان متعددة من الرقي الاجتماعي. حضور فرنسي الجمهورية الفرنسية ضيف شرف المهرجان هذا العام، حيث يتابع الجمهور إبداعات أسماء فرنسية لامعة في عالم الأوبرا، من بينهم: السوبرانو العالمية نتالي ديساي، والباص باريتون الشهير لوران ناعوري اللذان يقدمان مجموعة من روائع نخبة من أشهر الموسيقيين الفرنسيين، مثل غابرييل فوري وفرانسيس بولانك، رفقة عازف البيانو الشهير ماسياج بكولسكي. أما أوركسترا باريس، فستقدم حفلين مميّزين بقيادة المايسترو بافو يارفي، الأول بكامله من الموسيقى الفرنسية، و الثاني كونشرتو الكمان لتشايكوفسكي، وسيمفونية سيبيليوس الثانية، وذلك بمشاركة عازف الأرغن تيري إسكايش وعازف التشيللو كزافييه فيليبس وعازف الكمان سيرغي خاشاتريان. بانوراما متنوعة يقدم البرنامج عازف البيانو الصيني العالمي لانغ لانغ صاحب لقب «الفنان الكلاسيكي العالمي الأكثر تألقا»، في برنامج حافل يتضمن رائعة تشايكوفيسكي: مواسم، ومقطوعة باخ الشهيرة: الكونشرتو الإيطالي، ومعزوفات شوبان: السكيرتسو الأربعة. كما يقدم الطفل الأندونيسي المعجزة جوي ألكساندر، صاحب ألبوم «يا الأشياء المفضلة» في أداء معاصر، ثم الختام بحفل الفنان الكوبي كارلوس أكوستا والأصدقاء، «وهو واحد من أشهر راقصي الباليه في العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©