السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سبعة وجوه للحب

سبعة وجوه للحب
7 ابريل 2009 01:37
أنا الآن أحفظ طباع (مروة) جيداً.. يؤسفني أن أصفها بالهستيرية؛ لأنَّ هذا يعيد للأذهان التهمة سيئة السمعة التي لحقت بجنس النساء منذ زمن، حين قيل إن مرض الهستيريا مرض أنثوي، ولهذا اشتق اسمه من لفظة (هستر) أي الرحم. (مروة) هستيرية بلا شك.. إنها لا تكون نفسها أبداً.. قابلت فتيات كثيرات مثلها من قبل. أعتقد أنها لا تعرف من هي حقاً.. في كل صباح جديد تمثل دوراً وتتقمصه بشدة، ثم تنساه وتقرر أن تأتي بوجه آخر؛ حتى انني تذكرت أغنية البيتلز القديمة عن المرأة التي تحتفظ بوجهها في جرة جوار الباب.. تلبس في كل يوم وجهًا جديداً تقابل به الناس. اليوم السبت.. (مروة) اليوم عاطفية مخلصة تحب الأطفال والناس والقطط الصغيرة والكلاب.. تسبغ حنانها على العالم وتكرر بلا توقف (يا حرام !). دامعة العينين متأثرة تحتضن ذراعي وترتجف، وهي تقول لي: «تصور مدى الجمال في العالم!... أنا موشكة على البكاء». اليوم الأحد.. إذن مروة فيلسوفة غامضة.. صامتة تضع نظارة سوداء ولا تتكلم تقريباً.. تقول لها إنها جميلة فتغمغم: «أم م م م»، أو – لو كنت محظوظاً– تنزع النظارة وتغمض عينها بما يعني الموافقة ثم تضع النظارة ثانية.. تكتب أشياء في كراسها، فإذا ألقيت نظرة أغلقت الكراس بسرعة، ثم تمضي الساعات تراقب الغروب ولا تقول شيئاً.. لو أنك قرأت قصة (أبو الهول الذي لا سر له) لأوسكار وايلد لأرحتني من الوصف. اليوم الاثنين.. مروة اليوم ثرية مغرورة مشمئزة من كل الفقراء القذرين الذين يلوثون هذا العالم.. لا تكف عن الكلام عن (دادي) ورحلتها حول العالم واستكشافها لكهوف الإنديز، والأمنية التي تمنتها، وهي تقف أمام تلك النافورة في روما.. تلتهم قطعة من الآيس كريم باهظ الثمن الذي ابتعته لها، ثم تقول في اشمئزاز: «كل هذه الأنواع حقيرة جداً بالمقارنة بما ذقته في مطعم ماكسيم.. إن المرء يتنازل عن أشياء كثيرة، لكن التنازل عن ماكسيم أمر لا يطاق.. أمر يفوق التحمل». الثلاثاء.. هذا هو اليوم الذي تنكش فيه شعرها وتلبس ثياباً بسيطة وتتحول إلى مناضلة. تحمل تحت إبطها مجموعة من المنشورات الماركسية، وتتكلم عن دكتاتورية الطبقة العاملة والبروليتاريا، وتدعوك لوقفة اعتصامية أمام نقابة المحامين.. لو اعتذرت فأنت جبان ومثقف منافق.. إلى متى سنظل سلبيين بهذا الشكل؟... أقول لها إنني سأكون إيجابياً وأرفض... (بالمناسبة هي تدخن في هذا اليوم ويوم الأحد فقط). الأربعاء.. إنها اليوم شعبية جداً.. ترغب في الجلوس على مقهى، والتهام الفول والطعمية ولحم الرأس، وشرب الشاي الكشري في مقهى قذر بحي الحسين. الخميس.. هو يوم الشراسة.. إنها نمرة متوحشة تتشاجر مع كل الناس، ومع سائقي سيارات الأجرة، ومع باعة الصحف، ورجال المرور. الدخان الأسود يتصاعد من شعرها، وهي مستعدة لأن تمزقك بأسنانها لو استفززتها.. تقول لك: المرء يتحمل كثيراً جداً وقد فاض بي الكيل. الجمعة.. هو يوم الراحة.. أعتقد أنها لا تذكر من هي حقاً.. لهذا تقضي اليوم كله في الفراش منكوشة الشعر زائغة النظرات، ولا تخرج، ولا تغسل وجهها.. هناك حكايات عن أخيها الذي دخل غرفتها فأصيب بالخرس بسبب الرعب، وحكايات عن أمها التي تعالج من الاكتئاب بسبب منظرها في ذلك اليوم. لكني لا أصدق هذه القصص. لقد سئمت كل هذا التصنع.. كما تقول كتب علم النفس، فإن الشخصية الهستيرية ممتازة للعلاقات الاجتماعية، ولديها موهبة فطرية في التمثيل. لكنها بالتأكيد لا تصلح زوجة. ذهبت لأقول لها إن علينا أن نفسخ الخطبة، لكنه كان يوم سبت.. لهذا بدت لي رقيقة جداً رومانسية جداً، وشعرت بأنني حمار كبير ومتوحش.. لا.. لن أجرؤ على أن أجرح مشاعرها. في المرة الثانية، ذهبت لها فوجدت أنه يوم ثلاثاء.. لم تصغ لحرف مما أقول؛ لأنها كانت مشغولة بإرسال برقيات لعدة جهات حكومية تدعوها للإضراب. اليوم طلبت لقاءها، وعندما وصلت تذكرت أن اليوم هو الخميس.. كانت تنظر لي في توحش وهي تلوك قطعة من اللادن في تحفز، وفي عينيها نظرة توحي بقطع الرقاب.. سألتني عن سبب لقائنا، فقلت: إنني ..إنني. ـ «تكلم !.. أنت تتلعثم كطفل أبله متخلف عقليًا..». ـ«كنت أفكر في».... خرج الشرر من عينها وعادت تسأل: ـ «أنت تفكر في ماذا»؟ ـ«في.. في أنني أهيم بك حباً.. ها ها.. ماذا ظننت»؟ سوف أجد فرصة ما.. ربما يوم الاثنين أو الأربعاء.. ثقوا بهذا... سوف أكون حازماً، وأنهي علاقتنا بلطف وحكمة. المهم ألا أخطئ اختيار اليوم وإلا حدثت كارثة! يد الشحّاذ أمينة والبرجية متفوقة أحمد أميري هل يمكن ليدك أن تعطي الانطباع بأنك صادق وأمين أو أنك متسلط وعدواني؟ هذا ما يوضحه الأخ المحترم آلن بيز في كتابه «لغة الجسد» الذي «لطشت» بعض ما فيه. راحتاك المفتوحتان إلى الأعلى مثل راحة الشحّاذ، تعطي الانطباع بأنك صادق وأمين ومطيع. أما إذا كانتا مفتوحتين إلى الأسفل، مثل راحة السيدة التي يتقدم أحدهم لتقبيل يدها، فإنها تعني السلطة وإعطاء الأوامر. وإذا كانت راحتك مغلقة وسبابتك تشير إلى شيء ما، فأنت عدواني. وماذا عن المصافحة؟ إذا كانت راحة يدك موجهة إلى الأعلى وراحة يد الآخر موجهة إلى الأسفل، فإنها تعطي الإيحاء بأنك الأقوى والأعلى والمسيطر على الكون، والعكس صحيح. وحين تكون الراحتان عموديتين يكون الطرفان متساويين. وإذا أردت أن تكون حميمياً ومخلصاً، فعليك بالمصافحة المزدوجة اليدين، أما إذا أردت أن تكون عدائياً، فعليك أن تضغط راحة يد الآخر إلى الأسفل، أو تطحن راحته بيدك. لكن كن مستعداً لـ «البوكس» الذي سيحطم أنفك. إذا أردت أن تبقي مسافة بينك وبين المصافح، فعليك بتصليب ذراعك وعدم ثنيها؛ لأنه سيضطر إلى عدم الاقتراب عند ذاك. وإذا فعل أحدهم هذه الحركة معك، فتأكد أنه لا يثق بك أو لا يريد أن تقترب من مجاله الهوائي. والإمساك بالساعد أو الزند عند المصافحة يعطي انطباعاً عدائياً، بينما إمساك المرفق أو الكتف يعطي انطباعاً حميمياً. البدء بالمصافحة من أكبر الأخطاء إذا كنت لا تدري إن كانت مصافحتك مُرحباً بها من عدمه، فقد تخسر زبونك إذا ابتدأت بالمصافحة، بينما من المتوقع أن تربح إن بدء هو بالمصافحة؛ لأنها تعني الترحيب. وخفض الجسد أثناء المصافحة أو اللقاء تعطي الانطباع بأنك تابع أو خاضع أو متملّق كبير. ومواصلة لحركات اليد، ففي فرك الراحتين إيحاء بربح قادم، أما إذا فرك أحدهم راحتيه أثناء التواصل معك، فإذا كان الفرك سريعاً فهذا يعني أنه يعمل لمصلحتك، والعكس إذا كان ببطء. أما اليدان المتماسكتان فتشيران إلى موقف سلبي أو عدائي أو إحباط، فإذا كانت اليدان على طاولة ومتكئتان على المرفقين، فالموقف سلبي بصورة أكبر. وتوصي لغة الجسد بحركة رفع اليدين على الطاولة وتشكيل برج أو مثلث بواسطة الأصابع؛ لأنها تعطي انطباعاً بالتفوق والثقة في النفس. لكن هذه الحركة إذا ما اقترنت بميل الرأس إلى الخلف، فإنها تعطي الانطباع بالغرور والعجرفة. أما حركة البرج نفسها لكن بالمقلوب، فإنها تعني أنك تصغي بشكل أكبر من التحدث. وتعتبر حركة البرج حركة استثنائية لا تخضع للقواعد العادية، فقد تكون إيجابية أو سلبية بحسب باقي الحركات. وتعطي حركة المشي أو الوقوف مع تماسك الراحتين من الخلف، انطباعاً بالتفوق والثقة بالنفس؛ لأن المنطقة الأمامية تكون مكشوفة للآخرين، وبالتالي تدل على أنك شجاع لا تهاب جيوش الحلفاء. لذلك تستعمل الحركة من قبل رجال الشرطة ومديري المدارس وغيرهم. لكن قبض اليد على الساعد في تلك الوضعية، أي من الخلف، تعني أنك تعاني من الإحباط وتحاول ضبط نفسك. وكلما كانت «المسكة» إلى أعلى، كان الموقف سلبياً أكثر، فمسك مرفق اليد باليد الأخرى من الخلف تعني أنك أكثر غضباً وتحاول صدّ اليد الممسوكة عن الضرب. ويدل استخدام إصبع الإبهام في الحركات إلى أنك مسيطر ومتفوق وعدواني، وترتبط حركات الإبهام بالملابس الجديدة، فإذا ظهر الإبهام من الجيب الأمامي، فيعني أنك «شايف نفسك» وغير مخلص، أما بروز الإبهامان من الجيب الخلفي، فهذا يعني أنك تحاول إخفاء سيطرتك على الوضع. والإشارة بالإبهام إلى شخص آخر تعتبر علامة سخرية منه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©