الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

شيخ الأزهر والبابا: المواطنة والتعايش لمواجهة التطرف

شيخ الأزهر والبابا: المواطنة والتعايش لمواجهة التطرف
1 مارس 2017 12:55
أحمد شعبان ، وام ، وكالات(القاهرة) شاركت دولة الإمارات في أعمال المؤتمر الدولي «الحرية والمواطنة .. التنوع والتكامل» والتي انطلقت أمس في القاهرة بتنظيم من الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، والذي يستمر 3 أيام بمشاركة وفود من أكثر من 50 دولة. وترأست وفد الدولة في الاجتماع معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة دولة للتسامح ومشاركة كل من معالي الدكتور علي النعيمي الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين وحمدان المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر، والدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف وجمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية. وشارك في الجلسة الافتتاحية فضيلة الإمام الأكبر الاستاذ الدكتور‏ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وغبطة البطريريك مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة وسماحة الشيخ عبد اللطيف دريان مفتي الجمهورية اللبنانية والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. واتفق شيخ الأزهر والبابا على ضرورة ترسيخ قيم التعايش والمواطنة والسلام كعامل أساسي لمواجهة الفكر المتطرف المستشري في منطقة الشرق الأوسط. وطالب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين بضرورة إبراز مبادئ الإسلام السمحة ونشر قيم التسامح عبر التعاون بين الناس، مؤكدا أن آيات القرآن الكريم وأحاديث السنة تحض على نبذ العنف والكراهية. وقال الطيب ، في كلمته خلال المؤتمر الدولي «الحرية والمواطنة..التنوع والتكامل» الذي يعقده الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، إن البحث عن الدوافع وراء الإرهاب والمخططين له بات أكثر احتياجا له في المرحلة المقبلة. وأضاف أنه من المدهش الترويج للإساءة للإسلام مع تنامي التطرف ، مشيرا إلى «شرذمة» ترفع راية الإسلام وأفرادها يتبادلون اتهامات الخيانة. وطالب الطيب بضرورة تصدي المؤسسات الدينية في الشرق والغرب لظاهرة الإساءة للإسلام ، مؤكدا أن المروجين لظاهرة الإساءة للإسلام يتغافلون عن ضحايا الحروب الأبرياء، لافتا إلى أنه لم يتم التطرق للحديث عن الدين في عمليات ارهابية خاصة في أميركا وايرلندا. وقال: «إن المتأمل المنصف في ظاهرة الإسلاموفوبيا لا تخطئ عيناه هذه التفرقة اللامنطقية، أو هذا الكيلَ بمكيالين بين المحاكمة العالمية للإسلام من جانب، وللمسيحية واليهودية من جانب آخر، رُغم اشتراك الكل في عريضة اتهام واحدة، وقضية واحدة هي قضية العنف والإرهاب الديني». وتابع «فبينما مرَّ التطرُّف المسيحي واليهودي بردًا وسلامًا على الغرب دون أن تُدنَّس صورة هذين الدينين الإلهيين، إذا بشقيقهما الثالث يُحبَسُ وحده في قفص الاتهام، وتجري إدانتُه وتشويه صورتهِ حتى هذه اللحظة». وقال البابا تواضروس، في كلمته خلال المؤتمر: إن مصر والمنطقة العربية كلها عانت من الفكر المتطرف والمتشدد الذي يشكل أخطر تحديات العيش المشترك، معتبرًا أن هناك أنواعا مختلفة من الإرهاب منها الإرهاب الديني والبدني، الإرهاب الفكري المتمثل في فرض الفكر والهجوم على ممارسات الآخرين، وهناك الإرهاب المعنوي الذي يمثل حالة التطرف الفكرية. وأشار البابا إلى ضرورة تعزيز ثقافة احترام الآخر، مقترحًا عدة حلول لتحقيق العيش المشترك والقضاء على العنف والفكر المتطرف، منها تقديم القيم الدينية في صورة مستنيرة، وإرساء خطاب بناء عصري مستنير.وأكد أن رجال الدين عليهم مسؤولية كبيرة في إرساء الخطاب العصري المستنير، وأن التنوع بين الإنسانية لا يعني الاختلاف بين الهوية الوطنية والمنهج الحضاري العصري، فالتنوع ينشئ الحوار، ويكون في دائرة من التعاون والتكامل والاستجابة لأسس وثقافة الحوار. وشدد على ضرورة الأخذ من مبادئ الأديان والقيم الإنسانية النبيلة، التي تساعد في إرساء قيم الاحترام والتنوع والعيش المشترك واحترام التعددية الدينية، مؤكدًا أهمية نشر ثقافة التسامح والتعايش المشترك وحب الخير وحق قبول التعبير وتشجيع الحوار بصورة حضارية، وأهمية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لتصحيح المفاهيم التي يثيرها أصحاب الفكر المتطرف، والتشارك في بناء الحضارة والوعي الإنساني، وتدعيم دور المرأة في التوعية حتى يتحقق الاستقرار ونقضي على التطرف ويسود السلام في كل دول العالم. ومن جانبه أكد سماحة الشيخ عبداللطيف دريان مفتي الجمهورية اللبنانية أن العيش المشترك والمواطنة يرتبطان في أي مجتمع بالحفاظ على ثوابت أساسية هي كيان الدولة والهوية وحكم القانون، مضيفا أن هذه الثوابت باتت تتصدع في العالم العربي وانعكس ذلك سلبا على العيش المشترك والمواطنة. ومن جانبه لفت الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى أننا نعيش في حقبة من حقب التعصب التي بلينا فيها بمن استخدموا كلمة الخالق سيفا على رقاب الآمنين، وبمن انحرفوا عن كلامه عز وجل ليصيروا قتلة، وعنوانهم فيها سفك الدم مشددا في الإطار ذاته على أنها أيضاً حقبة من حقب الانغلاق التي طالما بليت بها المنطقة في عهود سابقة من تاريخها. وأكد أن الدولة الوطنية المعاصرة هي دولة لكل مواطنيها تسمح بأن تتعايش أديان وأعراق وطوائف مختلفة جنبا إلى جنب في ظل سيادة حكم القانون وبدون جور جماعة على أخرى، ولا فرق فيها بين أغلبية وأقلية ولا تمييز بين دين ودين. الكعبي لـ«الاتحاد»: التنوع في الإمارات نموذج واقعي للتعايش نفخر به القاهرة (الاتحاد) قال الدكتور محمد مطر سالم الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، إننا للأسف الشديد في منطقتنا العربية نعيش أزمات مستمرة في مرحلة هامة من تاريخنا، وإن البعض ينسب هذه الأزمات إما ظلما للدين، أو يعزي جزء من هذه الأزمات إلى تقصير رجال الدين في القيام بأدوارهم. وأشار الكعبي في تصريح خاص لـ«الاتحاد» على هامش مؤتمر «الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل»، والذي ينظمه الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، إلى أن هذا المؤتمر جاء لينسج رؤية جديدة، هذه الرؤية تقوم على أساس أن الشعوب في هذه المنطقة لهم جميع الحقوق، ويتمتعون بحقوق المواطنة فيما بينهم بغض النظر عن أعراقهم وألوانهم ومعتقداتهم، مضيفا، أن طبيعة المنطقة لا يمكن إقصاء أحد فيها إذا أردنا للمنطقة الاستقرار والتنمية، وشدد على أهمية مكانة هذه المنطقة على مدار التاريخ فهي مهد الحضارات، وأيضا جذور هذه الحضارات كانت هنا، ويجب أن تبقى ويجب أن تنتعش تلك الحضارات، في ظل فكر يعزز تنمية حضارية للمنطقة، وأن هذا لن يتم إلا بتضافر كل الجهود واجتماعها على أساس أننا لسنا تحت إطار أغلبية وأقلية، بل نحن شعوب واحدة تنتمي إلى هذه المنطقة لنا ذات الحقوق، وهذا التنوع يثرينا. وطالب الكعبي العمل على إيجاد مفهوم التنوع والتعايش وترسيخه، وتغيير القوانين والتشريعات في دولنا العربية، وإعادة بناء المناهج التعليمية، وتغيير الخطاب الديني والإعلامي، بحيث نركز على أن التنوع يثرينا ويعزز من قوتنا ويرسخ من وحدتنا، وأن الإقصاء شر للجميع. وحول مكانة الإمارات وريادتها في مجال التعايش والتسامح أكد الكعبي، أن الإمارات تقدم نموذجا حيا واقعا والإمارات أفعالها في هذا المجال تتحدث عنها، مضيفا، أن القيادة لدينا هي التي تطلق هذه المبادرات وترسخها، وتعمل على تحويلها إلى برامج ومشاريع نعيشها نحن على أرض الإمارات، والتنوع الموجود في الإمارات في ظل الاستقرار والأمن والمحبة والسلام بين جميع المواطنين والمقيمين نموذج حي للتعايش نفخر به، قائلا: نتمنى أن هذا النموذج يتكرر في المنطقة. وأشار الكعبي إلى أنه عندما نتحدث عن الإمارات، تلقائيا نتحدث عن التسامح والتنوع وقبول الآخر، ونتحدث عن تناغم وتجانس للإنسان مع أخيه الإنسان بغض النظر عن كونه عربياً أو غير عربي، وبغض النظر عن دينه وعرقه ولونه، مضيفا، الإمارات تقدم نموذجا عمليا، والإمارات نهج عملي لتطبيق هذه الرؤية وهذه الروح التي نتكلم عنها، ونحن لدينا قيادة لا أقول تؤمن بهذه الرؤية وإنما قيادة صنعت هذه الرؤية وأطلقت من خلالها مبادرات عملية عايشها الناس، وأصبح الواقع الإماراتي بكل ما فيه من نسيج مواطنين وغير مواطنين يعبر عن التنوع الذي يثري البلاد، وأن التسامح والاعتراف بالآخر يؤدي إلى توحيد الجهود، والنموذج الإماراتي نموذج ناجح، ونتمنى من دول شقيقة في المنطقة أن تستفيد من هذا النموذج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©