الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوسكار.. سوريا في دائرة الضوء

28 فبراير 2017 23:48
على بعد 7000 ميل من ضجة وأضواء حفل توزيع جوائز الأوسكار يوم الأحد الماضي، كان يجلس رجل يرتدي (تي شيرت) بسيطاً، يدعى «رائد صالح»، كان هو نفسه الرجل، الذي أوصل واحدة من أقوى الرسائل إلى تلك الأمسية. في كلمة مقتضبة دونها على شبكة الإنترنت- بعد أن حصل فيلمه عن قوة الإنقاذ السورية التي يطلق عليها ذوي الخوذات البيضاء، على إحدى جوائز الأوسكار- ناشد هذا الرجل، الذي كان يعمل من قبل بائعاً للأدوات الكهربائية، حكومات الدول في مختلف أنحاء العالم بضرورة «العمل من أجل إيقاف نزف دماء الشعب السوري». وأضاف «رائد» الذي كان يتحدث من إسطنبول، حيث توجد قاعدة العمليات اللوجستية للمجموعة المذكورة: «إنني أطلب من كل شخص يراني ويسمعني الآن في أي مكان في العالم، أن يتخذ موقفاً يدعو من خلاله إلى إيقاف قتل المدنيين». كان فيلم «الخوذات البيضاء» الذي أنتج عام 2016 واحداً من فيلمين رشحا هذا العام للفوز في فئة أفضل فيلم وثائقي قصير. أما الفيلم الثاني، فهو فيلم عن سوريا أيضاً وعنوانه «وطني»، وهو يركز على رحلة عائلة سورية واحدة من مناطق الحرب إلى المنفى. والفيلمان معاً، يقدمان لمحات عن التراجيديا السورية الأوسع نطاقاً، ويرسلان رسالة قوية، عن الأسباب التي تؤدي لاستمرار النزوح الجماعي للسكان، وكيف أن القرار الخاص بمغادرة الوطن، كان يمثل بالنسبة للكثير من الأسر السورية، أصعب قرار في حياتهم بأسرها. من المعروف أن متطوعي «الخوذات البيضاء» قد عملوا لسنوات في المناطق التي تسيطر عليها عناصر المعارضة في سوريا، حيث كانوا يقدمون المساعدة في سحب الناجين من بين أنقاض المباني، التي تعرضت لقصف الضربات الجوية، والبراميل المتفجرة. وخلال عملها كسبت مجموعة «الخوذات البيضاء» عدة جوائز إنسانية، وكان يعتقد أنها كانت تنافس على الحصول على جائزة نوبل للسلام العام الماضي، التي ذهبت للرئيس الكولومبي جوان مانويل سانتوس. وقال «صالح» في بيان منفصل الأحد الماضي: «نحن لسنا سعداء بما نقوم به، بل نمقت الواقع الذي نعيش فيه». والحقيقة أن العمل الذي تقوم به المجموعة يعد عملاً شاقاً ومثيراً للصدمة. الدليل على ذلك أنه خلال الأعوام الستة الماضية التي شهدت حرباً وحشية في سوريا، لقي 150 عضواً من أعضاء «الخوذات البيضاء» مصرعهم أثناء تأدية واجبهم. أما «فيلم وطني» وهو الفيلم الآخر الذي كان مرشحاً للأوسكار، والذي أخرجه المخرج الإسباني مارسيل ميتيل سيفين، ومدته 40 دقيقة، فيتتبع رحلة امرأة سورية تدعى «هالة كامل»، وهي امرأة من حلب كان زوجها يحارب في صفوف معارضي حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. وعندما وقع زوج هالة أسيراً في أيدي مقاتلي «داعش»، لم يكن أمامها سوى أن تقرر ما إذا كانت ستنتظره، والقتال يقترب منهم رويداً رويداً، أم تفر بالأبناء طلباً للأمان. في مخيم غير رسمي في منطقة البقاع اللبناني، وفي تاريخ سابق من هذا الشهر، كانت تجلس سيدة من سكان دمشق، كانت تعمل ممرضة من قبل، ويبلغ عمرها 43 عاماً، لخصت لنا الأحوال التي يعيش فيها اللاجئون بقولها: «إذا مررتم بنا في الشارع فسوف تفترضون أننا كنا لاجئين طوال عمرنا، ولكن الحقيقة أن لا أحد يترك داره، إلا إذا ما كان مضطراً لذلك.. وأنا لديّ أسرة في سوريا، وكانت لديّ حياتي، ولكنني الآن مجرد لاجئة مُسنة، لا أحد يظن أن لها كرامة أو تاريخاً». في الوقت ذاته، الذي بدأت فيه وقائع حفل توزيع جوائز الأوسكار في هوليوود، دون فريق «الخوذات البيضاء» أنباء على حسابهم على تويتر، فحواها أن هناك مادة سامة أُسقطت على منازل المدنيين في ريف دمشق، مما جعل أفراد العائلات التي تعيش في هذه المنطقة غير قادرين على التنفس. وأظهر فيديو نشرته المجموعة، عمال الإنقاذ وهم ينتشلون طفلاً من بين أنقاض بيته، الذي دمر في محافظة أدلب الواقعة في شمال غربي سوريا. كانت الرسالة المرافقة للفيديو تقول: «عندما أعلن فوز فريق الخوذات البيضاء بجائزة الأوسكار، كان أفراد فريقنا في أريحا، بمحافظة أدلب ينقذون طفلاً»، وأضافت الرسالة: «وهذا هو الفوز الحقيقي في رأينا». *صحفية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©