الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شينزو آبي.. أسباب الانتكاسة السياسية في الانتخابات البرلمانية

شينزو آبي.. أسباب الانتكاسة السياسية في الانتخابات البرلمانية
31 يوليو 2007 04:56
عبر الناخبون اليابانيون عن استيائهم من قيادة رئيس وزرائهم ''شينزو آبي'' للحزب الحاكم ''الحزب الليبرالي الديمقراطي'' الذي مني بخسارة فادحة في انتخابات الغرفة العليا من البرلمان الياباني، التي أجريت يوم الأحد الماضي· ووفقاً لتقديرات خبراء استطلاعات الرأي العام، فربما يرغم هذا التراجع الكبير الذي طرأ على أداء الحزب، ''آبي'' على التنحي من منصبه الحالي· لكن وعلى رغم خسارته لأغلبيته البرلمانية، فإن'' آبي'' أكد لشبكة التلفزيون اليابانية العامة، عزمه على مواصلة جهوده الرامية إلى تنقيح الدستور الياباني السلمي، فضلاً عن سعيه لإصلاح النظام التعليمي بما يعكس المزيد من الآراء والمشاعر الوطنية في تاريخ البلاد· وفي إطار التصريحات المتلفزة نفسها، حدث ''آبي'' الصحفي العامل بالشبكة التلفزيونية، عن أن عملية بناء الأمة اليابانية قد بدأت للتو·· وإنني لعازم على بذل ما يلزم من جهد للمضي قدماً على خطى الإصلاح· غير أن ''هيديناو ناكاجوا''، الأمين العام للحزب ''الليبرالي الديمقراطي''، أخبر الصحفيين مساء الأحد نفسه عن اعتزامه تقديم استقالته من منصبه الحالي· وفي حين لا يزال يرغب الكثير من القادة التنفيذيين في الحزب الحاكم، في أن يواصل ''آبي'' مشروعات الإصلاح التي بدأها، إلا أن التقارير الصحفية الصادرة، أشاعت أنباءً عن رغبة بعض أعضاء الحزب في تنحيه عن المنصب· وقد عزا المحللون الخسارة الانتخابية الفادحة التي لحقت بالحزب الحاكم في الانتخابات الأخيرة، إلى ضعف قيادة ''آبي'' للحزب، إلى جانب سوء تعامل الإدارة مع الملايين من السجلات المعاشية، إضافة إلى سلسلة الفضائح والتجاوزات التي ارتكبها وزراء حكومته· وكان اثنان من أعضاء مجلس حكومته قد استقالا من منصبيهما في شهر مايو الماضي، بينما انتحر وزير ثالث بشنق نفسه، إثر الاتهامات التي وجهت إليه بالتلاعب في مناقصة حكومية، وبإساءة استغلال المال العام· وكانت الصحف ووسائل الإعلام المحلية قد كرست تغطيتها للمرحلة الأولى من المعركة الانتخابية، حول ما إذا سيكون في مقدور الحزب الحاكم، المحافظة على أغلبيته البرلمانية في المجلس الأعلى أم لا؟ أما اهتمام الوسائل الإعلامية هذه، فقد انصب الآن على ما إذا كان في مقدور ''آبي''، الحفاظ على منصبه الحالي في رئاسة الوزراء أم أنه سيرغم على التنحي؟ وإذا كانت اتهامات الفساد قد طالت أعضاء مجلس وزارته الحالية، فإن من رأي عامة الجمهور أن ''آبي'' هو الذي عين هؤلاء الوزراء، ولذلك فهو يتحمل الوزر الأكبر من المسؤولية عن سلوكهم وأدائهم الوزاري· ذلك هو تعليق البروفيسور ''كازوهيسا كواكامي'' أستاذ العلوم السياسية بجامعة ''ميجي جاكوين'' في طوكيو· وفيما لو تمكن ''آبي'' من المحافظة على منصبه الحالي -والحديث لا يزال للبروفيسور- فإنه سيكون في حاجة إلى إعادة النظر في التشكيل الوزاري الحالي، حتى يتسنى له أن يبدأ عمله من جديد، إن كان له أن يستعيد ثقة الناخبين فيه· يذكر أن ''آبي'' يعد أصغر رئيس وزراء ياباني عمراً طوال الفترة الممتدة عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، وأنه خلف سلفه السابق في المنصب، ''جونيشيرو كويزومي'' في شهر سبتمبر من العام الماضي، بمعدلات تأييد شعبي بلغت نسبتها 70 في المئة، فضلاً عن التأييد الساحق الذي حظي به من قبل حزبه· بيد أن معدلات التأييد الشعبي لـ''آبي''، انخفضت إلى 30 في المئة فقط، قياساً إلى قصر المدة التي أمضاها في رئاسة الوزراء، وهي لا تزيد على 10 أشهر فحسب· ويرى البروفيسور ''كواكامي'' أن هذه الهزيمة الانتخابية التي لحقت بالحزب ''الليبرالي الديمقراطي'' الحاكم، لا تعني شيئاً أخر سوى كونها مؤشراً على المصاعب الكبيرة التي سوف يواجهها التحالف القائم بينه وحزب ''كوميتو الجديد'' في استعادة ثقة الأغلبية الناخبة فيه، خاصة إذا ما كان الهدف هو استعادة الحلف لأغلبيته البرلمانية في المجلس الأعلى، خلال مدة الاثني عشر شهراً المقبلة· أما من وجهة نظر المحللين والمراقبين السياسيين، فإن من شأن هذه الهزيمة أن تدفع بعض القوى السياسية الرئيسية المنافسة للحزب الحاكم، باتجاه عملية فرز واصطفاف سياسي جديد في البلاد· بل إنه ليس مستبعداً أن يسعى السيد ''إشيرو أوزاوا'' إلى شق صفوف الائتلاف الحاكم نفسه، على حد قول البروفيسور ''كواكامي''، في إشارة منه إلى زعيم ''حزب اليابان الديمقراطي'' المعارض· وفيما لو حدث هذا الانشقاق، فإنه ليس مستبعداً أن يسبب المزيد من عدم الاستقرار للحكومة الحالية· أما على الصعيدين الإقليمي الآسيوي والدولي، فليس مستبعداً أن تؤدي الخسارة الكبيرة التي لحقت بحزب ''آبي''، الى تزعزع ثقة كل من الولايات المتحدة الأميركية والجيران الآسيويين في رئيس الوزراء الحالي نفسه، على حد رأي الخبراء والمحللين· يجدر بالذكر أن ''آبي'' كان قد بادر إلى زيارة كل من الصين وكوريا الشمالية، عقب توليه منصبه مباشرة، في مسعى منه لتحسين العلاقات مع دول الجوار، وهي العلاقات التي كانت قد تدهورت كثيراً بسبب الزيارات المتكررة التي كان يقوم بها خلفه السابق ''جونيشيرو كويزومي'' إلى ضريح ''ياسوكوني'' المثير للخلاف والجدل الإقليميين، لكونه ضريحاً تذكارياً للجنود اليابانيين الذين سقطوا صرعى الحروب التي دارت إبان الحرب العالمية الثانية· والأكثر إثارة للخلاف في الضريح المذكور، كونه يضم رفاة عدد من الجنود اليابانيين الذين سبقت إدانتهم في تهم تتعلق بارتكاب جرائم الحرب· غير أن الجيران الآسيويين لم ينظروا إلى الزيارات الأخيرة هذه، سوى كونها مجرد مظهر من مظاهر حماس ''آبي'' لقيادة الدبلوماسية الموالية لأميركا في المنطقة، مضيفين إليها عجزه عن إعادة النظر في قرار حكومته بدعم الحرب الأميركية على العراق· ومن رأي ''أكيكازو هاشيموتو''، أستاذ العلوم السياسية الزائر بجامعة ''جي إف· أوبرلين'' في طوكيو، وصاحب هذا التعليق، فقد عجزت اليابان في إحراز أي تقدم يذكر في تحسين علاقاتها الدبلوماسية مع دول الجوار، خلال حكومتي ''كويزومي'' و''شينزو آبي''· مراسل صحيفة كريستيان ساينس مونيتور في طوكيو ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©