إنسان بالإنسان..

كان صيفنا المميز يتألق في آفاق مركز الراقية الصيفي، ففي الأجواء حلقت طالباتنا المبدعات في أروقة المهارات الحياتية، حيث تحكي لهن المعلمة روائع الإبداعات وفنون التشويق والإثارة في مجالات الحياة المتشعبة بكل مهارة تجعل من شخصية الفتاة منارة، وعلى بساط التراث العريق نهضت بمجامع القلوب معلمة سكبت في الأذهان طيفاً من عبق الأصالة الذي يهتف بنا دوماً إن الوطن ما هو إلا جذور ممتدة تسري فروعها في دمائنا المتجددة بعشق الأرض وحب العطاء الذي يتجسد مثالاً حياً في كل ما تقع عليه العين من قريب أو بعيد، وفي رياض الجنة، حيث يعيش القرآن في أعماق الوجدان، يذهب بالروح بعيداً عن سفاسف الدنيا، وقفت المعلمة مناجية طالباتها بالخير والبر يحيا الإنسان ويصمد أمام عواصف الزمان، ومع غلاء الأسعار وتضخم المعيشة كان لا بد لنا من إطلالة زاهية الرونق على عالم التاجر الصغير مع معلمة أخرى استطاعت رسم نشوة الربح على ثغر كل تاجرة صغيرة في مركز الراقية، وعلى ألوان الطبيعة زهت ريشة معلمة فنانة مرهفة الحس المعلمة كانت جماليات طالباتها الفنانات أغلى من الذهب، ومع اللغة الإنجليزية والثقافة الأجنبية تجلت حنكة معلمة أخرى مزجت بالمتعة جفاء الأعجمية، وفي الرشاقة واللياقة كان لطالباتنا ميدان شاسع وواسع يمتد رحيباً مع كل حركة رياضية يتعلمنها على يد معلمات الرياضة، وعلى أنغام الحياة الجميلة، عزفت سيمفونية المحبة معلمة ذات رقة لحنية، وعلى الوئام نسجت تلك الأعمال، فالإنسان يبلى ويفنى ويبقى صالح العمل ما بقي الزمان والمكان وما وسعه وجدان الإنسان، سعينا لترك الأثر في نفوس بناتنا وأخواتنا الطالبات بغية زرع الأمل في جيل الغد الذي يحمل هم وطنه ومجتمعه، متسلحاً بكل روابط الانتماء والولاء لوطننا الغالي ولكل من زرع الورد وانتزاع الشوك، وغُرس في قلوبنا جميعاً أن الإنسان بلا إنسان·· ليس بإنسان·