الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

طيارة من ورق تخترق الحواجز الإسرائيلية إلى قصة حب

طيارة من ورق تخترق الحواجز الإسرائيلية إلى قصة حب
31 يوليو 2007 02:52
استضافت قاعة ''الموقار'' بالجزائر العاصمة فيلماً لبنانياً بعنوان ''طيارة من ورق'' وهو من إخراج رندة الشبَّال الصباغ وتمثيل فلادلفيا بشارة وزياد الرحباني وجوليا قصار وآخرين، وقد قدم ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي اللبناني بالجزائر بمناسبة احتضانها تظاهرة ''عاصمة الثقافة العربية''· قصة الفيلم بسيطة لكنها مشوقة وتشد الأنظار؛إذ يقرر أهل ''لمياء'' تزويجَها من ابن عمها بحكم وعدٍ قطعوه لأهله منذ صغرهما،وحينما تبلغ لمياء سن السابعة عشرة ترتدي ثياب العرس وتعبر وحدها الأسلاك الشائكة التي أقامها الجنود الإسرائيليون بين قريتها وقرية لبنانية أخرى ضمتها إسرائيل إليها أثناء احتلالها لبنان في الثمانينات، ومنذ وصولها إلى بيت زوجها،تعلن منذ البداية رفضها له،فهي لم تحبه ولا تستسيغ هذا الزواج التقليدي،ويمهلها زوجُها وأهلُه بعض الوقت لتعتاد على العيش هناك، لكن شعورَها بالنفور والرفض يزداد، فيقرر تطليقها لتعود إلى أهلها،وقبل ذلك، كانت ''لمياء'' قد وقعت في غرام جندي من أصل لبناني درزي أصبح''إسرائيليا'' منذ ضمِّ بلدته إلى إسرائيل وكان هذا الجندي يراقبها منذ وصولها إلى برج المراقبة في طريقها إلى زوجها، وتذهب إليه لمياء في آخر المطاف، ويدور بينهما حديثٌ قصير تقنعه خلاله بضرورة نزع لباسه العسكري الإسرائيلي وما يحمله من رموز عبرية ويفعل الجندي ذلك في إشارة إلى عودته إلى أصوله العربية ووطنه، وتنتهي القصة عند هذا الحد· الملفت للانتباه أثناء مجريات الفيلم هو طريقة التواصل العجيبة التي ابتكرها سكان القريتين اللتين احتلت إسرائيل إحداهما وتركت الأخرى؛إذ يصل الأقارب من الجهتين إلى أبراج المراقبة،وعلى بعد حوالي مئة متر،يقومون بتبادل الحديث عن شؤونهم اليومية عبر مكبِّرات الصوت أمام أنظار الجنود الإسرائيليين وأسماعهم، وكأن الأهالي اللبنانيين بذلك يتحدون حالة التمزق القسري التي فرضها الاحتلال على قراهم وينهون مفعول أسلاكه الشائكة التي أقامها للتفريق بين سكان القريتين· يقول غسان أبو شقرا، مدير شؤون السينما والمسارح والمعارض بلبنان لـ''الاتحاد'':لقد تطرق الفيلم إلى معاناة سكان المناطق المحاذية للأراضي المحتلة، ومحاولات إسرائيل الدؤوبة تقطيعَ أوصال العالم العربي، وبرغم ذلك يتمكَّن الأهالي من التواصل والقفز على الأسلاك الشائكة الإسرائيلية وتجاوزها،وهو تأكيد على ضرورة أن لا يحول بين العربي وأخيه العربي أية حواجز مُصطنعة، كما أن عودة الجندي اللبناني إلى وطنه يؤكد أن الذين جنَّدهم العدوُّ في صفوفه، لم يذوبوا في هذا الكيان؛ هؤلاء ذخيرة لنا، وسنستعيدهم يوماً· سينما وتحديات وإثر نهاية الفيلم،عقد أبو شقرا مؤتمراً صحفياً تحدث فيه عن تجربة لبنان كعاصمة للثقافة العربية سنة ،1999 وأكد أن هذه المناسبات التي تنتقل كل سنة من بلدٍ عربي إلى آخر،تُعدُّ فرصة ثمينة لـ''إبراز الوجه المشرق للإنسان العربي'' والسينما العربية إحدى وسائل ذلك، خاصة وأن نظيرتها الغربية أمعنت في تشويه صورة العربي في السنوات الأخيرة وأظهرته بكل الصفات القبيحة فهو ''همجي متخلف وغير قابل للتطور'' برأيها، وكأنه بدون تراث وتاريخ عريق، وهو ما يحتِّم على السينمائيين العرب مضاعفة الجهود لتحسين صورة العربي المُشوَّهة في العالم· وعن مواضيع السينما اللبنانية، أكد أبو شقرا التزامها الوطني وعدم سقوطها في فخِّ الطائفية والصراعات السياسية والمذهبية وقال: لم ننتج فيلماً واحداً تلوث بالطائفية،أو حرَّض لبنانياً على قتل آخر،لقد تناولنا الحرب الأهلية ولكننا تطرقنا إلى جوانبها المأساوية البشعة لاستلهام العبر منها، كما تناولنا القضية الفلسطينية وناصرنا القضايا العربية، ونفتخر أيضاً بأن السينما اللبنانية قدمت شهداء في هذا الميدان·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©