الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مواطنو أم القيوين: البحث عن أسباب الانحراف أهم من فرض الرقابة

مواطنو أم القيوين: البحث عن أسباب الانحراف أهم من فرض الرقابة
4 فبراير 2011 23:20
(أم القيوين) - تواجه خطوة تركيب كاميرات مراقبة في المدارس بأم القيوين رفضاً قاطعاً في مدارس الإناث، بينما تتوزع الآراء بين مؤيد ورافض لنصب تلك الكاميرات في مدارس الذكور. وعملت إدارة المنطقة التعليمية في أم القيوين على نصب 10 كاميرات مراقبة في كل مدرسة، توزعت على الساحات الداخلية والخارجية والممرات وعند دورات المياه، بهدف مراقبة الطلبة في فترات الاستراحة وعند مغادرتهم المدرسة. وأكد عدد من مديري المدارس في أم القيوين أن وضع كاميرات المراقبة في المدارس أسهم بشكل كبير في الحد من هروب الطلاب، حيث استطاعت إدارات المدارس من مراقبة سلوكيات الطلاب منذ دخولهم وحتى خروجهم من المدرسة. وأشاد بعض مديري المدارس بأم القيوين بفكرة تركيب كاميرات المراقبة التي تعتبر إيجابية، خصوصاً في ظل التطور التكنولوجي وتغير السلوكيات عند فئة من الشباب المراهق، الذين يحتاجون إلى متابعة مستمرة من أولياء الأمور وإدارة المدرسة. وطالب حسن بلة مدير مدرسة الراعفة للتعليم الأساسي والثانوي بنين بأم القيوين، بزيادة عدد كاميرات المراقبة في المدارس، وذلك من باب الحرص على مصلحة الطالب، لافتاً إلى أن وجود الكاميرات سيسهم في القضاء على بعض السلوكيات الخاطئة عند الطلاب مثل التدخين والهروب من المدرسة. وأشار إلى أن هناك مدارس تضم طلاباً من مختلف أعمارهم، وهؤلاء يحتاجون إلى رقابة مكثفة من إدارة المدرسة، مشيراً إلى أن الكاميرات ستوفر كثيراً من الجهد والوقت على الإدارة للبحث عن الطالب في حال هروبه أو ارتكابه فعلاً خاطئاً. وقال إن إدارة المنطقة التعليمية ستقوم خلال الأيام المقبلة بنصب كاميرات مراقبة في مدرسته، لضبط سلوكيات الطلاب، خصوصاً السلوكيات الخفية التي تستطيع تلك الكاميرات رصدها، لافتاً إلى أن المدرسة تضم طلاباً من الحلقتين الثانية والثانوية، الذين تبدأ أعمارهم من 11 إلى 18 سنة، وبعضهم قد رسب في السنوات الماضية. وأكد أحمد بوكشة، مدير مدرسة عثمان بن عفان للتعليم الأساسي حلقة 2 بنين بأم القيوين أن كاميرات المراقبة أثبتت نجاحها من خلال ضبط سلوكيات الطلاب، والحد من وقوع المشاجرات فيما بينهم، حيث كان في السابق تصعب رؤية السلوكيات الخاطئة من بعض الطلاب مثل التدخين أو الهروب. وأشار إلى أن إدارة المدرسة تستطيع مراقبة الطلاب منذ دخولهم المدرسة وحتى مغادرتهم، حيث تم توزيع 10 كاميرات في الساحات الداخلية والخارجية وعند الممرات والحمامات، لمراقبة تجمعات الطلاب، والتأكد من التزامهم بحضور الحصص في وقتها. البحث عن الأسباب في المقابل، أكد عدد من المواطنين في أم القيوين أن القضاء على السلوكيات الخاطئة لدى بعض الطلاب ليس بمراقبتهم بواسطة الكاميرات، وإنما البحث عن الأسباب التي جعلتهم يمارسون تلك السلوكيات، وذلك من خلال توعيتهم وتقديم النصح والإرشاد لهم، بدلاً من العقاب والفصل من المدرسة. وقالوا إن التفكك الأسري والشعور بالنقص قد يؤديان إلى انحراف الطالب وممارسة سلوكيات خاطئة، حيث تحتاج تلك الفئة من الطلاب إلى رعاية واهتمام من إدارات المدارس. وأبدوا استغرابهم من تركيب كاميرات مراقبة في مدارس الإناث للمراحل التأسيسية، ما يسبب لهن حالة من الاكتئاب والخوف، ويؤدي إلى بقائهن في الفصول وعدم الخروج في ساحة المدرسة، بحكم العادات والتقاليد التي تحكمهن ولا يرغبن في الظهور أمام الكاميرات. وقال المواطن سلطان عبدالله، من سكان أم القيوين، إن كاميرات المراقبة وضعت في أماكن لا يقدم الطالب فيها على الإتيان بسلوك خاطئ، حيث تم توزيعها في الممرات والساحات الداخلية والخارجية، لافتاً إلى أن بعض الطلاب يقوم أحياناً بالتدخين في الحمامات أو خارج المدرسة. وأشار إلى أن بعض الطلاب لديهم مشكلات أسرية تؤدي إلى قيامهم بسلوكيات خاطئة مثل التدخين أو العنف، وبالتالي فإن دور إدارة المدرسة احتوائهم ومساعدتهم على إيجاد حلول لتلك المشكلات، التي ستحد من ظهور سلوكيات خاطئة في المدارس. وأضاف أنه في حال كانت الكاميرات وضعت من أجل مراقبة المعلمين، فإن ذلك سيتسبب في إرباك العملية التعليمية، وسيخلق نوعاً من عدم التوافق وانعدام الثقة بين إدارة المدرسة والمنطقة، وبالتالي سيؤدي إلى ضعف المستوى التعليمي لدى الطلاب. وأوضح أن عملية ضبط حالات التسيب الإداري للمعلمين أو المعلمات لا يتم عن طريق كاميرات مراقبة، وإنما هناك طرق أفضل ومتطورة بعيداً عن الإحراج والتجريح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©