الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أولياء الأمور يطالبون بإعادة تشغيل مركز «قدرات» في أبوظبي

أولياء الأمور يطالبون بإعادة تشغيل مركز «قدرات» في أبوظبي
4 فبراير 2011 23:16
(أبوظبي) - دعا عدد من أولياء أمور الطلبة في أبوظبي إلى إعادة “تشغيل” مركز مصادر ذوي القدرات الخاصة “قدرات” الذي يتولى عملية الكشف عن الطلبة المتأخرين دراسياً في المدارس الحكومية والخاصة، والتعرف على الطلبة الذين يُعانون من صعوبات التعلم، ووضع خطط علاجية لهم، وذلك منذ العام 1999، وأكدوا على ضرورة إعادة نشاط المركز الذي يعتبر أحد الركائز الأساسية في النهوض بمستويات أبنائهم سواءً في المدارس الحكومية أو الخاصة، مشيرين إلى أنّ “عدم تشغيل” مركز قدرات خلال الفصل الماضي كانت له نتائج سلبية كبيرة على أبنائهم الذين يتولى المركز علاجهم من مشاكل تتعلق بصعوبات التعلم. يشار إلى أنه تم إيقاف العمل بالمركز الفصل الماضي ما دفع أهالي إلى المطالبة بإعادة تشغيله. والتقت “الاتحاد” عدداً من أولياء أمور الطلبة الذين أكدوا على أهمية هذا المركز ودوره الحيوي في “انتشال” أبنائهم من معاناة صعوبات التعلم التي تحول دون مواصلتهم الدراسة مثل زملائهم الطبيعيين، وأوضحت أم سلطان، وهي من منطقة الشهامة أنّ ابنها يُعاني من مشاكل في النطق، وخاصة “الثأثأة” ويجد صعوبة كبيرة في التكيف مع زملائه داخل الصف الدراسي، ولا يوجد في مدرسته أخصائي لعلاج مشكلات التخاطب أو صعوبات التعلم، ومن هُنا فإنها تذهب يومياً إلى مركز “قدرات” لمساعدة ابنها على استيعاب المادة العلمية واستذكار دروسه التي حصل عليها في المدرسة. ومن جانبه أوضح والد الطفل جاسم في منطقة بني ياس شرق أن ابنه يُعاني من صعوبات في التعلم وأن مدرسته تعرف ذلك ولديه مشاكل كبيرة في النطق والقدرة على الكلام، وهو ما يؤثر على مستواه العلمي، وبحث الوالد عن من يساعده في حل هذه المشكلة ولم يجد سوى “قدرات” الذي يضم عدداً من الأساتذة المتخصصين في علاج صعوبات التعلم ومشكلات التخاطب واضطرابات النطق، ويتواصل مع المركز منذ 3 سنوات ويجد تحسناً كبيراً في المستوى الدراسي لابنه، وأشار إلى أن عدم تشغيل المركز خلال الفصل الدراسي الماضي أعاد ابنه إلى نقطة “الصفر” من جديد. وأوضحت أم إسلام أنها اكتشفت منذ التحاق ابنها بالصف الأول الابتدائي قبل سنوات وجود مشاكل تتعلق بعدم قدرته على التخاطب بصورة دقيقة، بالإضافة إلى أنه لا يحسن قراءة المادة العلمية وفق التسلسل، أي أنه قد يقرأ الكلمة الأولى في العبارة ثم كلمة في الوسط و كلمة في النهاية دون أن يقرأ العبارة كاملة، وبالتالي لا يمكنه فهم محتوى العبارة، وأرشدتها إدارة المدرسة إلى ضرورة التواصل مع مركز قدرات، ومنذ ذلك الوقت وابنها في تحسن مستمر. ثغرة كبيرة تابعت “الاتحاد” القضية مع أمل الجنيبي رئيس قسم ذوي الاحتياجات الخاصة في أبوظبي التي أكدت على أن مركز قدرات يقدم مجموعة متكاملة من الحلول في مجال رعاية ذوي القدرات الخاصة من خلال عمليات التقييم والتشخيص والتدريس العلاجي أو الإثرائي لفئات من الطلبة الذين يثبت بالتشخيص حاجتهم لذلك، مشيرة إلى أن المركز يسد ثغرة كبيرة، خاصة في ضوء عدم وجود مركز متخصص لرعاية هذه الفئات الطلابية بإمارة أبوظبي. وأوضحت أن “قدرات” يستقطب أكثر من 280 حالة طُلابية بينها 80 حالة يخصص لها المركز دواماً ثابتاً على مدار الأسبوع والحالات الأخرى يتم التعامل معها وفق جدول بصورة مؤقتة ولعلاج مشكلات محددة يعاني منها الطالب. مؤكدة على أن عملية الكشف عن الطلبة المتأخرين دراسياً وذوي صعوبات التعلم والتعرف عليهم تمثل المدخل الطبيعي لأي خطة أو برنامج علاجي يوضع لهم، وكلما أمكن التعرف والكشف المبكر على الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة، كلما كان ذلك أجدى لإعداد وتوفير الخبرات التعليمية والعلاجية الملائمة له، والتي تحقق أقصى قدر ممكن من النمو لهذا الطفل ومن ثم يصبح التعرف المبكر هو الوسيلة الفعالة للعلاج. وأكدت الجنيبي أن التعرف على حالات الأطفال ذوي صعوبات التعلم والمتأخرين دراسياً “ليس أمراً سهلاً” بالنسبة لعدد كبير من المدارس الحكومية أو الخاصة، وذلك لعدم وجود فريق متخصص لتقييم وتشخيص هؤلاء الطلبة في بعض المدارس الحكومية وأغلب المدارس الخاصة أو نقص برامج التوعية لأولياء أمور هؤلاء الطلبة في هذا المجال، ويقدم “قدرات” من خلال كادر متخصص، مجموعة كبيرة من المقاييس والاختبارات التي تم تقنينها لتناسب البيئة الإماراتية وذلك خلال الفترة الصباحية طريق وفي الفترة المسائية تقديم الجلسات العلاجية للحالات الخاصة والتي تمثل عبئاً تدريسياً على معلمي الفصول العادية وتحتاج إلى تعليم علاجي وتعليم زائد وفق جلسات فردية مجدولة، وتشمل تلك الحالات صعوبات التعلم الشديدة، والنشاط الزائد، وتشتت الانتباه، وعيوب النطق والكلام، والمركز عبارة عن مجموعة من الوحدات التي تعمل بصورة متكاملة في مجال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تقوم بعمليات التقييم والتشخيص التربوي والتدريس العلاجي وتقديم المساندة والمشورة الفنية للعاملين في المجال والوالدين والمجتمع المحلي. ومن جانبها أكدت حفصة عبود العدوي مشرفة المركز أن “قدرات” يهدف إلى: تطوير فنيات التقييم والتشخيص التربوي، وتطوير البدائل وإجراءات التعلم ومواءمة المناهج لتتناسب وذوي الاحتياجات الخاصة، وتنمية وإثراء خبرات المعلمين في كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة وأساليب تعليمهم، وتحقيق التعليم الذي يعتمد على تكنولوجيا التعلم، وإكساب أولياء الأمور مهارات التعامل والتواصل مع أبنائهم، وإعداد الاختبارات التحصيلية التشخيصية والاختبارات التي تقيس مدى الاستعداد للتعلم، وإعداد مواد الأنشطة اللازمة لتدريب معلمي التربية الخاصة القدامى والجدد. وحول النتائج الإيجابية التي حققها المركز مع طلبة صعوبات التعلم أكد سيد عبدالرحمن موجه التربية الخاصة والمدير الفني لـ “قدرات” على أن هذه النتائج وإن كان ينظر إليها البعض بأنها محدودة تعتبر “ثمينة” جداً لدى الطالب الذي يعاني من صعوبات التعلم، وكذلك أسرته التي تعيش في حيرة شديدة نتيجة لعدم وجود مؤسسات علاجية متخصصة في هذا الصدد، وأوضح أن كثيراً من الحالات التي يستقبلها المركز تكون موجودة في المدارس ويتم التعامل معها في بعض المدارس “بطرق غير علمية”، خاصة في ضوء غياب عناصر مؤهلة لاكتشاف صعوبات التعلم التي قد لا تكون ظاهرة لدى التلاميذ مثل: ابدال وحذف الكلمات، وأيضاً صعوبات الفهم، والتعرف على الصور، وربط الأشكال مع بعضها البعض، كما أنّ كثيراً من الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم ترتبط معاناتهم بوجود خلل في الجهاز العصبي المركزي، وقد يكون ذكاء الطالب عند المستويات العادية، وعلى الرغم من ذلك لا يترجم هذا الذكاء في مستواه العلمي، حيث تحول الصعوبات المرتبطة بالذاكرة البصرية، والتمييز البصري والسمعي والتخيلي دون استيعاب الطالب للمادة العلمية. ولفت عبدالرحمن إلى أن صعوبات التعلم تأخذ شكلاً أكاديمياً أيضاً حيث ترتبط ببعض المواد العلمية دون الأخرى، وهُنا تكمن الخطورة في أن الأسرة تنظر في النتائج الدراسية للطالب فتجدها جيدة في عدد من المواد وسيئة في مواد أخرى، دون أن تدرس الأسرة السبب الحقيقي لذلك، خاصة في مساقات مثل: الرياضيات، والعلوم، واللغة الإنجليزية، والتي نلاحظ كثيراً وجود صعوبات تعلم لدى بعض الطلبة في المرحلة التأسيسية الأولى مرتبطة بها، وهُنا تتواصل هذه الصعوبات مع الطالب، خاصة عندما لا يتم تشخيصها بصورة تربوية جيدة. استراتيجية تطوير التعليم عرضت “الاتحاد” شكاوى أولياء الأمور بشأن “قدرات” على معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم الذي أكد على أن رعاية ذوي القدرات الخاصة تعتبر أحد المحاور الأساسية في استراتيجية تطوير التعليم في إمارة أبوظبي، حيث قدم المجلس أجهزة لطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة بصورة عامة، ومن بينهم ذوي القدرات الخاصة بتكلفة حوالي 14 مليون درهم خلال الفترة الماضية شملت أجهزة متنوعة لخدمة هؤلاء الطلبة في أبوظبي والعين والغربية. وأوضح الخييلي أنّ النموذج المدرسي الجديد الذي دشنه المجلس مطلع العام الدراسي الجاري يركز في المقام الأول على أن تكون المدرسة مهيأة تماماً في جميع مرافقها التعليمية والتطبيقية لاستقطاب ذوي الاحتياجات الخاصة، وأيضاً ذوي القدرات وأن يكون بكل مدرسة أخصائيون وأخصائيات لرعاية هذه الفئات، وتمكينهم من مواصلة التعليم بصورة جيدة مع أقرانهم في المدارس الحكومية، كما تمتد هذه الرؤية لتشمل هذه الفئات في المدارس الخاصة أيضاً داخل إمارة أبوظبي، بحيث يتولى أخصائيو علاج صعوبات التعلم مواجهة هذه المشكلات التي يعاني منها أبناؤنا الطلبة في مختلف المراحل الدراسية. وأكد الخييلي على أن عدم تشغيل مركز “قدرات” خلال الفصل الماضي ارتبط بمجموعة من الأسباب المتعلقة بإعادة هيكلة قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة والقدرات في مجلس أبوظبي للتعليم في جميع مدارسه في أبوظبي والعين والغربية، بحيث تكون هُناك خطط تنفيذية واضحة لآليات التعامل مع هذه الفئات المستهدفة، وبالتالي فإن “قدرات” ووفقاً لهذه الخطط سيواصل دوره خلال الفترة المقبلة في استقبال الحالات التي كان يرعاها في الفترة السابقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©