لبنان يشكل قوة أمن مشتركة بالتعاون مع الألمان لضبط الحدود مع سوريا

أعلنت الحكومة اللبنانية امس عن إنشاء قوة مشتركة من الجيش وقوى الامن الداخلي ستعمل بالتعاون مع خبراء المان على ضبط الحدود مع سوريا لمنع تهريب الاسلحة، وقال وزير الإعلام غازي العريضي في ختام اجتماع للحكومة انه تقرر الموافقة على عرض وزارة الدفاع بإنشاء قوة مشتركة مؤلفة من عناصر من الجيش وقوى الأمن والأمن العام والجمارك وبرئاسة ضابط من الجيش لضبط الأمن على الحدود الشمالية والشرقية مع سوريا بمساعدة فريق من الخبراء الالمان· ولم يحدد العريضي اي موعد لبدء تمركز هذه القوة على الحدود مع سوريا كما لم يحدد عددها· في وقت كان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ترأس اجتماعاً أمنيا موسعا امس خصص لمراجعة الاجراءات الاخيرة قبل بدء تطبيق خطة ضبط المعابر مع سوريا ومراقبتها والتي وضعت بالتنسيق والتعاون مع المانيا والدنمارك اللتين قدمتا تجهيزات ومساعدات تقنية لمراقبة المعابر· الى ذلك، اشتدت حدة المواجهات في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان، وسط تأكيد قائد الجيش اللبناني الجنرال ميشال سليمان على ان معركة الحسم باتت وشيكة والا تراجع عن انهاء عصابة ''فتح الاسلام'' مهما غلت التضحيات· وواصل الجيش امس تقدمه البطيء متوغلا في المربع الضيق الذي يحاصر فيه من تبقى من عناصر ''فتح الاسلام'' المتطرفة، واوضح مصدر عسكري ان الاشتباكات بالاسلحة الرشاشة المتوسطة اصبحت اعنف كما ارتفعت حدة القصف المدفعي الذي يقوم به الجيش بعد هدوء حذر ليلا، وقال ان الجيش يواصل عملياته العسكرية وتقدمه ببطء، رابطا اشتداد المواجهات او تراجع حدتها بضرورات المعركة، واضاف ان مقاتلي ''فتح الاسلام'' يسيطرون على مربع صغير يبلغ ضلعه 150 مترا اي نحو 22 الف متر مربع تعادل نحو نصف المساحة التي كانوا يسيطرون عليها قبل اسبوع· وواصلت وحدات النخبة التقدم مع فرق ازالة الالغام والافخاخ في انقاض المخيم لا سيما الشطر الجنوبي منه الذي كان يسيطر عليه المتمردون والمعروف بالمخيم القديم· فيما كان اعلن بيان للجيش في وقت سابق عن مقتل 3 عسكريين أحدهما ضابط فجرا إثر إطلاق المتمردين قذائف صاروخية ''آر·بي·جي''· وأشارت مصادر امنية إلى أن الجيش تمكن من أسر عدد من المتمردين لكن من دون ان تحدد عددهم، وقالت إن معظم المعتقلين أحيلوا إلى القضاء العسكري، فيما يستمر التحقيق مع حوالي 20 آخرين، واضافت أن المعركة باتت في المرحلة الاخيرة وأن القضاء على فلول ''فتح الإسلام'' بات مسألة ايام فقط ولذلك قد يكون هناك المزيد من المعارك الضارية· وقال جندي شاب وهو يراقب الدخان الاسود الذي يتصاعد من المخيم حيث لا تزال تدور المعارك ''علينا ان ننتصر لأن مستقبل لبنان على المحك··الجيش هو الرمز الاخير للوحدة الوطنية''· فيما قال جندي آخر طلب عدم الكشف عن اسمه ''لو لم يكن النساء والاطفال موجودين هنا لكنا انهينا الموضوع منذ زمن طويل··ما نقوم به عمل كبير وجبار، فبإمكانات محدودة جدا نواجه ارهابيين مسلحين جيدا وقادرين على التحرك بسرعة ووحشيين ومستعدين للموت''، واضاف ''المعنويات جيدة وحتى الجنود الجرحى يريدون العودة الى القتال··امي لا تكف عن الاتصال بي لتقول لي باركك الله، تابع يا بني''· وقال جندي آخر خسر 14 من زملائه في 20 مايو ''قتل بعض زملائنا باكثر الطرق وحشية ويسقط آخرون كل يوم··لا يمكننا ان نتوقف··كلما شعرت بالتعب او بالاحباط افكر فيهم··هم الذين يدفعونني للاستمرار في هذه المعركة''، واضاف ''علينا ان نثبت نهائيا ان الجيش قادر على الانتشار في جميع انحاء البلاد وحماية جميع المواطنين·· مسلمون ومسيحيون سنعيش ونقاتل ونموت معا تحت العلم نفسه''·