الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأفغان للأميركيين: لا ترحلوا!

3 فبراير 2015 23:00
يرغب العديد من الأفغان في رؤية دور أميركي أكبر مما هو مخطط له بعد هذه السنة، فيما اعتبرت أغلبية الأفغان أن الجولة الثانية من انتخابات العام الماضي، التي قادت إلى تدخل أميركي لرعاية اتفاق لاقتسام السلطة، شابتها عمليات «تزوير» واسعة، وذلك حسب استطلاع للرأي صدرت نتائجه يوم الخميس الماضي، فقد اعتمد الاستطلاع الذي أجراه في شهر نوفمبر الماضي كل من المركز الأفغاني للأبحاث الاقتصادية والاجتماعية بالتعاون مع شركة «لانجر للأبحاث» في نيويورك، على عينة عشوائية من 2051 من النساء والرجال الأفغان في أنحاء متفرقة من البلاد. وفي الاستطلاع، أعرب 46 في المئة عن رغبتهم في التزام أكبر من القوات الأميركية مقارنة بما عليه الحال الآن، وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها في «الناتو» قد سحبوا أغلب القوات المقاتلة خلال السنة المنصرمة، تاركين قوات لا يتجاوز قوامها 13 ألف مقاتل، بل من المتوقع أن ينخفض عديد القوات الأميركية إلى 5 آلاف بنهاية السنة الجارية. ولم تقتصر هذه الرغبة على الشعب الأفغاني، بل امتدت أيضاً إلى المسؤولين الأفغان الذين لم يخفوا رغبتهم في حضور أميركي أكبر بعد هذه السنة، فيما قال 29 في المئة فقط من المستجوبين إنهم يفضلون بقاء عدد أصغر من القوات الأميركية، حسب استطلاع الرأي الذي يتراوح هامش الخطأ فيه بين ناقص وزائد ثلاث نقاط مئوية، ويبدو أن ثلثي الأفغان يريدون استمرار الولايات المتحدة والقوات الدولية في لعب دور مهم بالبلاد، لا سيما فيما يتصل بتدريب الجنود الأفغان، ويضيف الاستطلاع أيضاً أنه من بين كل عشرة أفغان أعرب ستة منهم عن شعورهم بقدر أكبر من الأمان فيما يتعلق بالجريمة خلال شهر نوفمبر الماضي، لكن المخاوف من تصاعد أعمال العنف وانعدام الأمن ربما تكون قد تنامت خلال الأسابيع الأخيرة بسبب الهجمات التي نفذتها «طالبان» في العاصمة كابل والمناطق المحيطة بها، وكانت آخر تلك الهجمات انفجار يوم الخميس الماضي بجانب أحد الطرق، ما أودى بحياة قائد في الشرطة الأفغانية بمحافظة «لاجمان» شرقي البلاد. ورغم الاعتقاد الواسع لدى الأفغان بأن جولة الإعادة في الانتخابات الأخيرة شابتها تجاوزات كبيرة، حيث وصلت نسبتهم إلى 53 في المئة، أظهر استطلاع الرأي من جهة أخرى أن أغلب الأفغان يؤيدون حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها الرئيس أشرف غني، ورئيس الجهاز التنفيذي، عبد الله عبد الله، إذ يرى ثلاثة أرباع المستجوبين أن الرجلين ينسجمان مع الشرعية، هذا بالإضافة إلى أن 61 في المئة من الأفغان يقولون إن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح مقارنة بنسبة 48 في المئة خلال 2013. لكن معظم الأفغان، كما هو متوقع، أعربوا عن استمرار معاناتهم مع الخدمات الأساسية مثل الكهرباء ومعدلات البطالة المرتفعة، وتفشي الفساد الحكومي وبين رجال الشرطة التي تظل، وفقاً للاستطلاع، أحد مشاغلهم الأساسية، وقد أظهر الاستطلاع أيضاً توجهات مثيرة للقلق لدى الأفغان، حيث انخفض عدد المستجوبين الذين قالوا إنهم يعتبرون زراعة الأفيون «أمراً غير مقبول في جميع الظروف» إلى 53 في المئة، وهي أدنى نسبة تم تسجيلها حتى الآن، لا سيما في ظل الفقر المدقع الذي يشجع الأهالي على تعاطي زراعة الأفيون وتناميها إلى مستويات قياسية في الفترة الأخيرة. وفيما تظل «طالبان» حركة بعيدة عن تأييد الأفغان، إلا أن التسامح معهم تزايد مؤخراً، حيث أعرب خمس الأفغان المستجوبين في الاستطلاع عن دعمهم لوجود قوات «طالبان»، وهو ضعف العدد مقارنة بعام 2010، كما أن 31 في المئة من المستوجبين قالوا إنهم لا يمانعون من حضور الجهاديين الأجانب، مشكلاً أيضاً ارتفاعاً مقارنة بأرقام 2010. كما أن عدداً معتبراً من الأفغان يؤيد التفاوض مع «طالبان» للوصول إلى تسوية سياسية في حال قبلوا بوقف القتال، بل إن عدداً كبيراً من المستجوبين قالوا إنهم يقبلون القيود التي تفرضها «طالبان» على النساء وحقوقهن مقابل الحصول على اتفاق سياسي ينهي العنف. سودارسان راجافان - كابل ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©