الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رغم أنف الصيف.. دبي مدينة لا تُملّ

رغم أنف الصيف.. دبي مدينة لا تُملّ
29 يوليو 2007 00:13
قبل ''مفاجآت صيف دبي'' كان الصيف وحرارته الملتهبة عاملا طاردا من الدولة، ما أن تلوح بوادره حتى يشد الجميع الأحزمة ويطيرون إلى بلدان المناخ اللطيف والنسيم العليل، وبعد ''المفاجآت'' أصبح صيف دبي أقل حرارة بل وعامل جذب ليس فقط لأبناء الإمارات والقاطنين فيها بل للعرب والخليجيين والسائحين من كافة أنحاء العالم، وكانت هذه النتيجة أو هذا النجاح هو ''المفاجأة الحقيقية'' لـ ''المفاجآت'' التي رطبت الأجواء وأنعشتها، ونجحت على مدى السنوات التسع الماضية في ''التحايل'' على الصيف و تحدي درجات الحرارة المرتفعة وتنشيط القطاعين الاقتصادي والسياحي اللذين كان الصيف يمثل بالنسبة إليهما فصل الركود، أكثر من ذلك، لقد ساهم الحدث في تحويل إمارة دبي إلى وجهة مفضلة لقضاء العطلة الصيفية وتغيير جدول السفر للعديد من العائلات في دولة الإمارات والدول المجاورة· هذا الكلام ليس من قبيل المبالغة أو المجاملة، فالأرقام والإحصائيات - وليس نحن - هي التي تقول ذلك، وتبرز أن أثر ''المفاجآت'' على اقتصاد دبي ظهر سريعا ومن أول مرة خلال عام ،1998 حيث شهدت أول دورة للمفاجآت أكثر من 600 ألف زائر أنفقوا 850 مليون درهم· ومنذ ذلك الوقت وأعداد الزوار في زيادة مستمرة، حيث وصلت في العام الماضي إلى 1,875,000 زائر في حين ارتفع حجم الإنفاق ليصل إلى 2,57 مليار درهم، فيما يتوقع زيادة أخرى كبيرة في دورة هذا العام بسبب ما تحمله من فعاليات أكثر إبداعا وتطورا· قبلة المصطافين بفعالياته العالمية المختلفة، وأضواءه المبهرة وألوانه الجذابة استطاع مهرجان دبي الصيفي أن يجعل من دبي قبلة المصطافين، وأن يجذب الزوار من كافة الجنسيات والأعمار للبقاء فيها رغم أنف الحرارة الملتهبة، وهذا ما أكده عدد من الزوار الذين التقيناهم في المراكز التجارية خلال الفعاليات· يقول أبو عمر، من الإمارات: ''مفاجآت صيف دبي برنامج خاص ومتميز استطاع أن يلفت انتباه الناس ويدفعهم للبقاء في المدينة، فلو رجعنا إلى الوراء قليلا نجد أنه قبل استحداث هذه المفاجآت لم يكن هنالك ما يجذب الناس في الصيف سواء بالنسبة للمقيم أو السائح، ولما جاء مهرجان الصيف صار متنفسا للكثير من المواطنين الذين فضلوا البقاء والاستمتاع ببرامج الصيف في بلادهم وفي نفس الوقت فقد عمل على اجتذاب السياح من كافة الدول''· كذلك يرى أبو عمر أن مناخ المهرجان وطبيعته لعبا دورا مهما جدا في تغيير طبيعة العقلية الإماراتية، بحيث أصبحت أكثر انفتاحا على الثقافات الأخرى وتعايشاً معها دون أن يؤثر ذلك على جوهر العادات والتقاليد الإماراتية الخاصة· العالم بين ظهرانينا أما علي صالح الشحي، مواطن من رأس الخيمة، والذي كان يصطحب عائلته معه لمتابعة الفعاليات في أحد المراكز التجارية، فيقول: ''مهرجان صيف دبي خفف من عناء السفر والإجازة بالنسبة لكثير من المواطنين الإماراتيين، فنحن كأسرة - على سبيل المثال- كان السفر في الصيف بالنسبة لنا مطلبا أساسيا، وإذا لم نسافر إلى أوروبا كنا نذهب على الأقل إلى صلالة أو إحدى الدول العربية، أما الآن فقد أصبحت دبي هي الوجهة الأولى لقضاء إجازتنا· المهرجان وفر علينا أشياء كثيرة فنحن أولاً ''نتونّس'' في بلادنا، والفنادق فخمة ومكيفة، والمراكز التجارية في كل مكان وفيها فعاليات ترفيهية لكل أفراد العائلة، وبالنسبة للتسوق فكل شيء متوفر بخصومات كبيرة مع إمكانية الربح، وفي حين كانت مصاريف الإجازة فيما مضى تفوق الـ 30 ألف درهم الآن يكفينا 10 آلاف فقط''· ويضيف زياد محسن، شاب إماراتي من العين، حسنات أخرى غير التي ذكرها الشحي، منها أن مهرجان دبي للتسوق بأجوائه ومفاجآته وفعالياته قلص من حجم السفر بالنسبة للعائلات الإماراتية، وأصبحنا نقضي إجازتنا في دبي، ولا شك في أن فكرة المهرجان ممتازة، وقد وفر لنا أشياء كثيرة وفعاليات من كافة أنحاء العالم هنا بين ظهرانينا، وكل ما نتمناه أصبح حاضرا هنا في دبي''· استقطاب خليجي لم يقتصر تأثير مهرجان صيف دبي من جهة خيارات السفر على المواطنين والمقيمين في الامارات، بل وصل إلى العائلات الخليجية التي استقطب المهرجان أعدادا كبيرة منها، والتي اتخذت من دبي وجهة سنوية للسياحة الصيفية· يقول عمر القرني، من السعودية: '' هذه ليست المرة الأولى التي أزور فيها دبي بل المرة الخامسة، ولكنها الأولى بالنسبة للعائلة، فبعد زياراتي المتكررة لدبي وجدت أنها المكان الأمثل للسياحة الصيفية برفقة العائلة والأطفال لاسيما مع وجود فعاليات لكل الفئات والأعمار''· وينطبق الأمر على أحمد الشطي وعائلته، فهذه ليست المرة الأولى التي يزورون دبي فيها خلال مفاجآت الصيف، يقول الشطي: ''لا أستطيع أن أعد المرات التي جئت فيها لدبي لكثرتها، فأنا من الزوار المدمنين على هذه المدينة الجميلة، وأنا أحضر في كل المواسم في مهرجان التسوق وفي مفاجآت الصيف، حيث تتسوق العائلة كل مشترياتها من دبي وفي نفس الوقت فإن أفراد العائلة يستمتعون بحضور الفعاليات· دبي مدينة لا يملّ السائح من زيارتها ففي كل مرة نعود إليها نرى تطورا وازدهارا أكثر من قبل، إنها تنمو وتتطور بسرعة مذهلة''· أما منال، التي جاءت من السعودية إلى دبي لأول مرة فتقول: ''المهرجان جميل جدا بل رائع، والمراكز التجارية توفر للإنسان كل ما يريده من تسوق وترفيه وخدمات وبأسعار جيدة جدا، وخصومات كبيرة· لقد أعجبني المهرجان كثيراً، وأحببت مدينة دبي بكل ما فيها من تطور وعمران''· تميز في التنفيذ واللافت، أن مفاجآت صيف دبي بفكرتها الرائدة وتنفيذها المحبوك بعناية، لم تجتذب الزوار فحسب بل أرست معايير جودة تعمل وفقها الفعاليات الأخرى التي تقام في المنطقة والعالم بشكل عام، فالمهرجان شجع على قيام مهرجانات أخرى في المنطقة، وإن ظل يتمتع بقصب السبق من حيث التنظيم والجودة والتنوع واتساع التأثير وعدد الزوار· يقول المنسق العام لمهرجان دبي للتسوق ومفاجآت صيف دبي سعيد النابودة: ''نفتخر بالقول والإعلان بأن مفاجآت صيف دبي تحتل مركز الريادة في المنطقة لأنها تمثل أحد المحافل الرائدة في هذا المجال على مستوى العالم، ومع هذا فنحن سعداء بوجود مهرجانات أخرى منافسة، فنحن لا ننظر إلى المنافسة باعتبارها تمثل أي تهديد، وإنما ننظر إليها باعتبارها وسيلة تدفعنا إلى الأداء بشكل أفضل وفرصة لنتقاسم خبراتنا مع الآخرين''· ويتابع النابودة: ''لم يتميز المهرجان بالفكرة وحسب بل في التنفيذ أيضا، فهو لم يكرر نفسه في أيٍ من الدورات التسع الماضية، وفي دورته العاشرة، هذا العام، عاد المهرجان إلى عشاقه بحلة جديدة واستراتيجية مختلفة حيث أصبح مكتب ''مهرجان مفاجآت صيف دبي'' يشرف على إدارة الحدث بأكمله بخلاف الأعوام الماضية، حيث كانت الدوائر الحكومية المختلفة مسؤولة عن تنظيم المفاجآت الأسبوعية· ويعمل منظمو ''مفاجآت صيف دبي'' على زيادة اهتمام الزوار بالمفاجآت التي يطرحها الحدث خلال أسابيعه العشرة، حيث كان الإبداع وسيظل جزءاً لا يتجزأ من النجاحات التي تحققت طوال دورات المهرجان، ففي كل عام هناك فعاليات ومشاريع ترفيهية عالمية تشارك في الحدث وتقدم للجمهور عروضاً وفعاليات جديدة وأفضل من تلك التي قدمت في الدورات السابقة، ونحن نتوقع أن يصل عدد السياح إلى دبي خلال المفاجآت إلى 2,16 مليون سائح و ذلك بزيادة 15% على دورة العام الماضي، بحجم إنفاق نحو 3,08 مليار درهم بزيادة تبلغ 20% عن عام ·''2006 فكرة خلاقة جاءت فكرة ''مفاجآت صيف دبي'' بعد النجاح الذي حققه مهرجان دبي للتسوق في أول دورتين له خلال العامين 1996 و،1997 في دعم وتعزيز القطاعين الاقتصادي والسياحي في الإمارة، حيث ظهرت فكرة تنظيم حدث سنوي كبير في فصل الصيف بنفس الأهداف والرؤية مع اختلاف الوسائل، وذلك بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي· ومن هذا المنطلق، تم تنظيم الدورة الأولى لمفاجآت صيف دبي خلال العام 1998 بهدف تنشيط القطاع الاقتصادي وتنشيط السياحة العائلية الداخلية والخارجية لدبي في موسم الصيف· ومنذ بدايته لاقى الحدث إقبالاً ورواجاً كبيرين بين مقيمي وزوار إمارة دبي وخاصة من الدول المجاورة، ومع مرور الوقت أصبحت مفاجآت صيف دبي من أهم وأضخم الفعاليات التي تحقق التكامل بين الترفيه العائلي وعروض التسوق المغرية وفرص الربح المثيرة، كما أنها نجحت في جعل دبي وجهة سياحية مفضلة على مدار العام·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©