صيف دبي.. الخور ملك الليالي

ليل دبي، أمسيات لا مثيل لها في جميع بقاع الدنيا، فهذه المدينة التي لا تنام، أصبحت الوجهة المفضلة بين أبرز العواصم السياحية في المنطقة، خاصة في أيام ''مفاجآت صيف دبي'' وأماسيه التي تكتسي فيها متنزهاتها وشوارعها ومبانيها وأسواقها وفنادقها، حلة كرنفالية متوهجة من ألوان وموسيقى الفرح التي تغمر الكبار والصغار على حد سواء· ما أن ينقضي النهار العامر بالنشاط، حتى تبدأ سيمفونية جديدة من حيوية التسوق ومتعة الترويح عن النفس في أجواء من الفرح الذي يمتد منذ غروب الشمس على مياه خور دبي الذهبية حتى الأطياف الملونة للوقت المتأخر من الليل عبر فعاليات ومفاجآت تفتن عشاق الليل الساهرين على إيقاع الجمال· وقت لنزهة العائلة صخب جميل، والعين المتأملة لا تخطئ الإطلالة المميزة للسياح الخليجيين والعرب أو السياح القادمين من كل أنحاء الدنيا وهم يذوبون برفق في هذا الزحام البهيج، إلى جانب الوجوه الإماراتية من أبناء البلاد الذين فضلوا البقاء للاستمتاع بوسائل الترفيه الذاتية للدولة عوضاً عن عناء السفر· أمواج بشرية من الأسر والعائلات الذين يطوفون بأطفالهم أرجاء دبي والبهجة تغمرهم في كل زاوية وركن يقصدونه لاكتشاف سحر المفاجآت في سنتها العاشرة· أحلام المدينة العذراء يتمشى المرء في مدن الملاهي فتصادفه ضحكات الصبايا والابتسامات العريضة للشباب وكركرات الطفولة المنفلتة في عالم البراءة، يتنزهون كباراً وصغاراً جنباً إلى جنب، ترافقهم حكايا الجدات والأجداد القادمة من حنين الذاكرة عندما كانت دبي مدينة عذراء ترنو وتحلم بقطف مركز صدارة الفارس الراكض على سواحل الخليج· الكل يسبح في بحر المتعة منتشياً بهذا الكرنفال وعوالمه الخيالية الساحرة، مأخوذا بوفرة الخيارات المتعددة لعروض التسوق، حيث تعرض أجود أنواع الأقمشة والألبسة والعبايات والساعات والمجوهرات والعطور والدخون والعود والحلوى والتحف والهدايا بأسعار فائقة التخفيض مع فرص كبيرة للفوز بآلاف الجوائز القيّمة التي يطمح لها جميع القادمين، إضافة لعروض ترفيهية لا تحصى في ساحات الألعاب والحدائق والمتنزهات، وتنوع كبير توفره قوائم طعام العشاء التي تبدأ من الأطباق الإماراتية التقليدية إضافة للأكلات الخليجية والعربية المميزة، وصولاً لمختلف قوائم أطعمة الأطباق العالمية المحضرة على أيدي طباخين مهرة استقدموا من كل أرجاء الدنيا، لتوفير خيارات رائعة لتذوق كل ما لذ وطاب بأسعار تنافسية أكثر من مقبولة، أما أجواء الترفيه فلا حد لها عبر العديد من العروض التراثية وعروض المسرح والسيرك والموسيقى والمسابقات المسلية والمفيدة التي تتناسب مع جميع الأعمار في مختلف الحدائق ومراكز التسوق الفخمة التي تحتضنها دبي· رومانسية الخور لخور دبي والكورنيش والواجهات البحرية شأن آخر في ليالي هذه المدينة المدهشة، حيث الأجواء الرومانسية الحالمة في رحلات المراكب التقليدية واليخوت الكبيرة والصغيرة التي تقدم وجبات العشاء على أنغام الموسيقى وسط أجواء عائلية حميمة لا تنسى، وتمتد السهرة بالمراكب التي تتهادى على الأمواج المتلونة بكل بهاء الأضواء المنعكسة بشاعرية من المباني التراثية التاريخية على ضفة الخور من ناحية حي البستكية التراثي، أو أضواء الأبنية الزجاجية الشامخة على الطرف العصري للخور وصخب أضواء المدينة الحديثة، ليعيش السائح بين زمنين مختلفين تتحد صورتهما المنعكسة بصفاء أخاذ على صفحات الماء الفاتن· عشر سنوات من السحر عشر سنوات هي عمر المفاجآت اليوم، بدت فيه دبي عروساً متوجة تقف وراء طموح مسؤوليها للارتقاء بها كواحدة من أبرز الوجهات السياحية والترفيهية بين كافة مدن العالم· من يريد أن يعرف ذلك؟ عليه ألا يأخذ الإجابة من أهل وسكان دبي الذين يعشقون هواءها وبحرها وسماءها، ولكن عليه أن ينظر للدهشة المرتسمة بفرح على وجه كل من يزورها لأول مرة، فلا يتمنى مغادرتها أبداً· فمن يتمنى مغادرة دانة الدنيا وهي ساهرة لتحلق بمحبيها بأجنحة من أشرعة الليل؟