الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عُمان تراهن على السياحة التراثية

عُمان تراهن على السياحة التراثية
28 يوليو 2007 23:32
بدأ مئات السياح يتوافدون الى ''متحف أرض اللبان'' الذي افتتح مؤخرا في موقع البليد الاثري في صلالة جنوب عمان ليلقي الضوء على تاريخ هذه الارض التي كانت موطن شجرة اللبان واحياء لتاريخ سلطنة عمان منذ العصور القديمة حتى المعاصرة· وبذلك وضعت الحكومة العمانية ''متحف ارض اللبان'' في قلب الموقع التاريخي المسجل في قائمة التراث العالمي لدى اليونيسكو منذ العام 2000 لتحوله الى متنزه اثري وسياحي، وذلك بعد استشارة المنظمة الدولية· وقد اختارت اليونيسكو موقع البليد الذي يعتبره خبراء الاثار بقايا المدينة الإسلامية الأثرية الأكثر أهمية على ساحل بحر العرب، لكونه جزءاً من الموطن التاريخي لشجرة اللبان التي اشتهرت بها سلطنة عمان والتي كانت اهم صادراتها الى الخارج في العصور القديمة· وقال عبدالعزيز بن محمد الرواس مستشار السلطان قابوس للشؤون الثقافية ''ان وضع هذا الموقع على قائمة التراث العالمي شكل قيمة مضافة لكنوز عمان الأثرية في منظومة التراث الثقافي والطبيعي التابعة لليونيسكو استنادا الى حيثيات علمية ومعايير عالمية''· ويحوي متحف ارض اللبان والذي بات بالامكان اعتباره واحدا من اهم المتاحف العمانية، شواهد عن معالم وحضارة وتاريخ عمان في مختلف العصور مع مختلف حضارات العالم بحكم العلاقات التجارية مع الموقع الجغرافي· وقد شارك في تصميم المتحف الذي يقع في المتنزه الأثري فريق من الخبراء والأكاديميين الفرنسيين واللبنانيين واستمر العمل فيه حوالى سنتين· واقيم المتحف في منطقة البليد الأثرية التي تقع على الشريط الساحلي لمدينة صلالة (1000 كلم جنوب مسقط) علما ان موقع البليد بمجمله تبلغ مساحته 640 الف متر مربع· وقد ساهمت جامعة اخن الألمانية وجامعة ميسوري الأميركية وجامعة بيزا الايطالية في تقديم الاستشارات العلمية للمتحف والمتنزه الأثري السياحي· ويشمل المتحف قاعتين، الاولى مخصصة للتاريخ وتحوي شواهد حضارية للتراث الثقافي العماني عبر العصور، والثانية لنماذج مصغرة للسفن العمانية وموجزا لعلاقة العمانيين بالبحر· وقال وزير التراث والثقافة العماني هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة ''ان متنزه البليد الأثري سيكون اكثر حيوية بافتتاح هذا المتحف الذي سيقدم نبذة للسياح عن تاريخ الموقع وتاريخ عمان''· ويمكن للسياح الآن الدخول الى المتنزه ومنه الى داخل المتحف الذي صمم بطريقة سهلة وسلسة ليتماشى مع طبيعة المنطقة والمواصفات الدولية لاقامة المتاحف في المواقع الأثرية· وقال جورج زوين مدير المشروع لوكالة فرانس برس ''ان المتحف صمم ليكون مزارا سياحيا وقبلة للباحثين· هو متحف صغير لكنه يعطي نبذة شاملة عن عمان منذ بداية وجود الأرض العمانية وحتى اليوم''· وقبل انشاء المتحف في الموقع الأثري، انشأت جمعية علمية ضمت علماء اجانب وخبراء محليين في الآثار والبيئة وعلم البحار للاهتمام بالموقع· وكان السلطان قابوس طلب بأن يعطي المتحف نبذة عن الموقع وعن عمان بشكل مبسط وغير معقد للعمانيين والسياح الاجانب· وصمم خريطة زيارة المتحف على اساس جغرافي وتاريخي بحيث يمكن للزائر ان يأخذ فكرة عن كل ما مرت به عمان وشعبها عبر العصور· وتبلغ مساحة المتحف 2200 متر مربع· وبدأ التنقيب في موقع البليد الأثري عام 1952 من خلال بعثة اميركية وتم الكشف في البداية عن مبنى كبير في اقصى شرق المدينة وبقايا اعمدة مزخرفة واحجار مطلية وبقايا قواعد اعمدة· واشار خبير الاثار في الموقع سعيد بن ناصر السالمي ان الموقع ''جزء من مواقع ارض اللبان المسجلة لدى اليونيسكو والفكرة كانت سياحيا لاستقبال الزوار''· واضاف ''ان تأهيل الموقع كان بالتنسيق مع اليونسكو حيث تم التنسيق معها وقامت المنظمة بدور استشاري وتوجيهي مع التركيز على عدم المساس بالآثار الطبيعية وعلى ان اي اضافات لابد ان تتناسق مع الموقع''· ويتوقع القيمون على الموقع بان يرفع المتحف عدد زوار الموقع بشكل كبير علما ان عدد الزوار لم يكن يتجاوز 2000 زائر شهريا· وما زالت التنقيبات مستمرة في موقع البليد الأثري الذي توالت على عمليات التنقيب فيه بعثات اميركية وفرنسية والمانية وايطالية· ويمكن للزوار والسياح الآن التجول في الموقع عبر عربات صغيرة وبرسوم زهيدة وتاخذ الجولة حوالي 8 دقائق في الموقع حيث يمكن مشاهدة اعمدة آثار الجامع الكبير الذي يضم 144 عمودا تشكل ثلاثة عشر صفا من الأعمدة موازية لدار القبلة معظمها مثمنة الإضلاع بالإضافة الى مساجد صغيرة ومقر الحاكم وسوق المدينة ومساكن السكان· ويؤكد خبراء الاثار ان البليد كانت مدينة محصنة باسوار عالية ولها باب كبير وأبراج مراقبة على جوانب الأسوار· كذلك تم تصميم قوارب خشبية صغيرة يدوية تتطابق مع القوارب التاريخية للبليد لنقل السياح في جولة عبر الخور الذي يحيط بالموقع والذي كان سابقا يستخدم لنقل البضائع والأغراض من السفن الراسية في البحر الى المدينة او كمرسى طبيعي للسفن الصغيرة·
المصدر: صلالة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©