مقتل ثلاثة عسكريين بينهم ضابط الجيش اللبناني يتقدم في البارد

أعلن الجيش اللبناني أمس أنه يحرز تقدماً في مخيم نهر البارد لحسم المواجهة التي دخلت شهرها الثالث مع فلول عصابة ''فتح الاسلام'' في المربع الضيق الذي باتوا محاصرين فيه· وشهد أمس اشتباكات متقطعة استخدمت فيها نيران أسلحة اوتوماتيكة ودوي انفجار صواريخ مضادة للدروع داخل المخيم لكن القصف من قبل الجيش توقف· وقال متحدث باسم الجيش لوكالة فرانس برس إن ''المعارك بالأسلحة الأوتوماتيكية تجري حالياً من مبنى الى آخر ومن ملجأ تحت الأرض الى آخر بعد تقدم الجيش في الأيام الماضية''· وأضاف ان الجنود تقدموا مسافة 50 متراً منذ الأربعاء وبات مقاتلو فتح الاسلام يسيطرون على مربع صغير يبلغ ''ضلعه 150 متراً''· وقال ضابط مشارك في العمليات: إن ''مقاومة الإرهابيين تراجعت الى حد كبير في الساعات الـ 48 الأخيرة''، مضيفاً انهم '' لم يعودوا يطلقون صواريخ على المناطق القريبة'' كما كانوا يفعلون في الأيام الأخيرة· وأوضح ان الجيش لم يعد يقصف الا بشكل متقطع لان عمليات القصف ''ستشكل خطراً على الجنود نظراً الى المعارك القريبة التي تدور''· ويواصل جنود وحدات النخبة التقدم مع فرق إزالة الألغام والأفخاخ في انقاض المخيم ولا سيما الشطر الجنوبي منه الذي كان يسيطر عليه المقاتلون والمعروف بالمخيم القديم· وقال المتحدث العسكري ''يقوم جنودنا بتنظيف المباني التي سيطروا عليها في الأيام الثلاثة الماضية''· وأكد مجدداً على انه لم يتم تحديد أية مهلة زمنية لحسم المعارك، وقال إن الجنود ضبطوا ''مناظير للرؤية الليلية كان إرهابيون يستخدمونها لمراقبة تحركات الجيش''· واوضح ان ''هذه المناظير كانت تسمح لهم بالخروج من ملاجئهم وإطلاق النار ثم الاختباء مجدداً بدون أن يتمكن الجنود من تحديد مصدر النيران''· ويستكمل الجيش تحضيراته لحسم المعركة في المخيم القريب من مدينة طرابلس في شمال لبنان، بعد أن ضيق الخناق بشكل كبير على مسلحي فتح الإسلام، الذين باتوا معزولين في بقعة صغيرة في المخيم·واستطاع السيطرة على نحو 15 مبنى تم تطهيرها ورفع الأعلام اللبنانية فوقها· وعثر الجيش في أحد المباني على مخبئ في حي سعسع مؤلف من وحدتين سكنيتين وفي داخلهما أسلحة وذخائر وثياب عسكرية، وصواعق ومجهز بمختلف أنواع الأدوات المنزلية والمفروشات وكاميرات المراقبة بحيث يستطيع قاطنوه بواسطتها مشاهدة ما يحصل في محيطه من تحركات· ورجحت مصادر عسكرية أن يكون هذا المبنى تابعاً لزعيم ''فتح الإسلام'' المدعو شاكر العبسي أو أحد معاونيه في القيادة وكان يستخدم في الأيام الأخيرة كغرفة عمليات عسكرية· وأدت الاشتباكات التي دارت خلال الـ 24 ساعة الماضية الى مقتل رائد في الجيش اللبناني يدعى ابراهيم يوسف سلوم والمعاون أول سعادة طانيوس مخلوف، الأمر الذي يرفع عدد شهداء الجيش الى 122 عسكرياً منذ اندلاع المعارك في العشرين من شهر يونيو الماضي·