الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"الإنقاذ" ومعضلة دارفور

28 يوليو 2007 03:57
أطلقت وسائل الإعلام المختلفة في السودان وصف (أسبوع دارفور) بلا منازع على الأسبوع الحالي، ذلك أن الأيام الثلاثة الأولى من هذا الأسبوع (السبت 21 والأحد 22 والاثنين 23) شهدت انتقال السلطة التنفيذية العليا بكاملها من الخرطوم إلى دارفور، ثلاثة أيام بلياليها قضاها المشير عمر البشير رئيس الجمهورية وهو يتنقل بين ولايات دارفور الثلاث، ولم يذهب السيد الرئيس منفرداً الى هناك بل صحب معه كل أعضاء مجلس الوزراء وقد فاق عددهم الثلاثين وزيراً ووزير دولة، ولأول مرة عقد مجلس الوزراء اجتماعاً خاصاً في عاصمة دارفور الأكبر، وهي مدنية الفاشر· لقد أعلن السيد رئيس الجمهورية أنه يريد أن يثبت للعالم أن الأمن متوفر في دارفور، وأن لا صحة لما يردده من أسماهم المغرضين الذين لا يريدون الخير للسودان، وأنهم يسعون لتمزيق السودان وإثارة الفتن بين أهله· وقال المشير البشير إنه يتحدى المسؤولين في واشنطن ولندن إن كان أي منهم يستطيع أن يتحرك خارج حدود الساحة الخضراء في بغداد في حين أنه يطوف في دارفور على ظهر سيارة مكشوفة، من دون أن يضع في جسده قناعاً يحميه من الرصاص، وذلك لتأكيد أن الأمن قد عاد إلى دارفور· إن الواضح أن جماعة (الإنقاذ) أرادت أن ترد على الاتهامات التي تتردد يوماً بعد يوم باتخاذ سياسات ضارة بأهل دارفور، إن الهدف هو تكذيب ما تقوله وسائل الإعلام الأجنبية وبعض وسائل الإعلام المحلية التي تعارض النظام، ويرى مؤيدو الحكومة أن هذا الذي أقدمت عليه الحكومة سيكون له أثره في رد الاتهامات التي تصاحبها تهديدات بتطبيق المزيد من العقوبات على السودان إن لم يتحسن الوضع في دارفور· ولكن على الجانب الآخر، أي بين معارضي النظام، بل وبين المستقلين من يرى أن هذا الجهد الذي قامت به الحكومة كان يمكن أن يكون مفيداً لو تركز على القضايا الأساسية التي تثيرها المعارضة ويؤيدها فيها قادة الفصائل التي ما زالت تحمل السلاح، وهي أولاً:الدعوة لمؤتمر جامع لكل القوى السياسية المؤيدة والمعارضة داخل دارفور وخارجها، وكذلك كل منظمات المجتمع المدني لدراسة الوضع في دارفور بدقة والوصول إلى حلول بشأنه· وثانياً:تكثيف الجهود لإقناع الفصائل التي لم توقع على اتفاق (أبوجا) أن تفعل وفق اتفاق يرضي الطرفين· - العمل الجاد لإنهاء وضع ما يسمى بقوات (الجنجويد) بإتباعها للقوات النظامية أو نزع سلاحها ومحاكمة من يكون قد ارتكب جريمة ضد الأهالي· لو كان التركيز على هذه القضايا لكان هذا المهرجان الأخير مفيداً· وهناك في السودان من يرى أن (الإنقاذ) التي لم تعترف يوماً بأن سياساتها كانت وراء اشتعال الحرب في دارفور تريد أن يكون لها السبق في تحقيق السلام، إنها تريد أن توهم الكل بأنها صنعت السلام قبل أن تجيء قوات الأمم المتحدة وتساعد في فرض ذلك السلام ويكون الفضل لها، وكما هو معلوم فقوات الأمم المتحدة لن يكتمل وصولها إلى دارفور قبل شهرين أو ثلاثة أشهر· مهما يكن من أمر فإن الأيام القليلة القادمة ستكشف مدى ما يمكن أن يكون قد تحقق من أمن وسلام على أرض الواقع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©