الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللاجئون السودانيون إلى إسرائيل تضاعفوا 800 مرة خلال 6 سنوات

اللاجئون السودانيون إلى إسرائيل تضاعفوا 800 مرة خلال 6 سنوات
28 يوليو 2007 03:51
تزايدت أعداد المتسللين السودانيين إلى إسرائيل في الأشهر الأخيرة، حيث عبر نحو 1400 متسلل الحدود المصرية إلى إسرائيل بينهم ألف سوداني، 200 منهم من دارفور، وتعرض 150 للاعتقال، وأُصيب بعضهم برصاص قوات الأمن المصرية· وثمة تفسيرات مختلفة لتصاعد هذه الظاهرة سواء تعلقت بتفاقم التهديدات الأمنية وسوء الأحوال المعيشية في وطنهم الأم السودان، أو تدهور الأوضاع الاقتصادية والصحية في وطنهم الثاني مصر، أو توافر الفرص المعيشية في إسرائيل بالرغم من أنهم قادمون من دولة معادية وفق الرؤية الإسرائيلية· ''الاتحاد'' استطلعت آراء خبراء قانونيين ونشطاء حقوقيين حول ظاهرة هروب السودانيين المتكررة إلى إسرائيل عبر سيناء· هناك ظاهرة!! هذا ما يؤكده ''مايكل كيجان'' - أستاذ القانون الدولي الإنساني بالجامعة الأميركية بالقاهرة - أن لجوء السودانيين إلى سرائيل تزايد في الآونة الأخيرة ووصل إلى حد الظاهرة· معتبراً أن عام 2003 يعتبر محطة فاصلة بالنسبة لمصر في تعاملها مع اللاجئين، حيث غيرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين سياستها القائمة على إعادة التوطين، وقلت أعداد اللاجئين الذين ترسلهم المفوضية إلى كندا والولايات المتحدة وأستراليا وبروز مشكلة دارفور وما تمخض عنها من نزوح آلاف البشر، مشيراً إلى أن إسرائيل أنشأت هيئة لمعالجة أوضاع اللاجئين بالتعاون مع المفوضية العليا، بحيث تقرر هذه الهيئة بشكل نهائي من يستحق صفة لاجئ، لكن مشكلة السودانيين أنه ينطبق عليهم القسم السادس في قانون اللجوء الإسرائيلي والذي ينص على أنه من حق إسرائيل رفض حق الالتماس من دول معادية، في الوقت الذي يختلف تعريف الدولة المعادية من إدارة إسرائيلية إلى أخرى، وتعتبر الدول المعادية بالنسبة للهيئة الإسرائيلية المسؤولة عن اللاجئين، هي إيران وسوريا والسودان وأحياناً تضم مصر والأردن، بالرغم من وجود معاهدة سلام· وأوضح ''كيجان'' أن عدد السودانيين في إسرائيل قبل 2001 لم يتجاوز الخمسة وعاشوا وتزوجوا من إسرائيليات ودخلوا الأراضي الإسرائيلية بشكل قانوني، وفي صيف 2004 تم احتجاز 11 سودانياً في إحدى قواعد الجيش الإسرائيلي من دون توافر معلومات محددة عنهم، حتى نشر الخبر في الصحافة الإسرائيلية واهتم بهم نشطاء حقوق الإنسان في الداخل، وأعيدوا إلى مصر بالاتفاق مع الحكومة المصرية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التي قدمت تأكيدات بتوفير الحماية لهم في مصر أو ترحيلهم إلى السودان· وذكر أن عدد اللاجئين السودانيين في إسرائيل بلغ 59 شخصاً في عام 2005 و219 في 2006 و382 في ،2007 وهو ما يشير بتزايد أعداد اللاجئين السودانيين لإسرائيل، مشيراً إلى أن هؤلاء اللاجئين يتم حجزهم لفترات غير معلومة ولا يخضعون لتحقيقات قانونية بل إن المحاكم الإسرائيلية تعتبرهم خطراً على الأمن الإسرائيلي الداخلي؛ لأنهم قادمون من دولة معادية· وأوضح أن نسبة اللاجئين السودانيين لإسرائيل من إقليم دارفور تبلغ 24,5 في المائة و61,5 في المائة من جنوب السودان، في حين تتوزع النسبة الباقية على مناطق سودانية مختلفة· وان اللاجئين من جنوب السودان لا توجد أسباب واضحة لطلبهم اللجوء خصوصاً بعد توقيع اتفاق السلام، ولم تعد حياتهم معرضة للخطر، في حين الحالة ''الدارفورية'' تتطلب اللجوء بسبب الانتهاكات الواسعة التي تحدث في غرب السودان والتي تصل إلى حد الإبادة الجماعية· وأشار ''كيجان'' إلى أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لا توافق على ترحيل اللاجئين السودانيين إلى مصر قبل التأكد من توفير سبل حمايتهم، لكنّ ثمة خلافاً حاداً داخل إسرائيل حول ترحيلهم أو الإبقاء عليهم، مضيفاً أن الجيش الإسرائيلي لا يريد الاستمرار في حبسهم لأنها ليست وظيفته· لكن هناك مخاوف إسرائيلية من كون اللاجئين السودانيين أعضاء في تنظيم القاعدة، لكن نشطاء حقوق الإنسان يحتجون على أوضاع اللاجئين السودانيين في إسرائيل وأكثر النشطاء معارضة ممثلو ''متحف الهولوكست''، لكن وزنهم في إسرائيل ضعيف إن لم يكن منعدماً، فاللاجئون السودانيون في إسرائيل بين مطرقة الحكومة الإسرائيلية القوية وسندان المنظمات الحقوقية الضعيفة· ويرى أن حماية اللاجئين السودانيين في إسرائيل تتطلب جهود ثلاثة أطراف، إسرائيل لإعطاء الفرصة لطلب اللجوء وفقاً لمبررات واضحة وأسباب قوية كذلك بالنسبة لمصر التي لا تعطي تشريعاتها الداخلية آمالاً للاجئين إلا لفترة قصيرة مما يضطر اللاجئ للمخاطرة بحياته والسير في حقول ألغام ثم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الذي يتلخص دورها في منح اللاجئ السوداني الكارت الأصفر أو الأخضر، وختم الإقامة وهي بداية وليست حماية مطالباً المفوضية بإبداء رأيها في التشريعات المصرية والإسرائيلية حتى لا تترك مسألة اللاجئين دون حلول· وأضاف أن اللاجئين السودانيين من الجنوب يمكن إعادتهم إلى بلادهم، لكن لا توجد حلول واضحة للاجئين من دارفور، ويمكن للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين الضغط على إسرائيل لحصول اللاجئين على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة العنصرية في المجتمع الإسرائيلي، أو استمرار المفوضية في إعادة توطين اللاجئين في دولة ثالثة· وأوضح أن التصور السائد لدى قطاعات من السودانيين أن العنصرية في إسرائيل تنحصر في الفلسطينيين وبعض الجنسيات العربية، في حين يتعامل الرأي العام الإسرائيلي باحترام مع الأفارقة، والغريب أن الإثيوبيين والإريتريين من أكثر الشعوب الأفريقية شكوى من العنصرية بالرغم من ادعاء يهوديتهم، مؤكداً أن العوامل الاقتصادية والثقافية لها الحسم في جذب الأفارقة لإسرائيل لا سيما من تتوافر لديهم خلفية عن التوراة· وأوضح أن اللاجئين السودانيين بدأوا التوافد إلى إسرائيل منذ العام 1976 عن طريق سيناء أو سوريا أو لبنان وامتهنوا الأعمال التجارية والحرفية وامتلكوا بعض العقارات حتى استوطنوا مدناً إسرائيلية خاصة إيلات، مشيراً إلى أن ثمة آثاراً سلبية عديدة للهجرة غير الشرعية لإسرائيل أبرزها انتهاء هوية السوداني إلى الأبد مما جعل ما يقرب من 50 سودانياً يستوطنون إسرائيل· وأكد أن اللاجئين السودانيين في إسرائيل لا يمكنهم العودة إلى وطنهم الأم؛ لأن العقوبة التي يحددها القانون السوداني هي الإعدام، وفي الكنيست الإسرائيلي تم الاتفاق على رفض عودة أي لاجئ سوداني ولو عن طريق مصر· وذكر أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان يرى أن اللاجئين السودانيين يشكلون خطراً داهماً على الأمن الوطني السوداني من خلال تكوين جيش كمرتزقة أو تشكيل جواسيس ضد السودان أو تشكيل جيش في مناطق الصراع· وأن اللاجئين السودانيين في إسرائيل يرون الوضع الإسرائيلي الداخلي أفضل اقتصادياً من مصر، حيث تبلغ قيمة ساعة العمل أربعة دولارات علاوة على أن السكن مجاناً ووجدوا ترحيباً من الشعب الإسرائيلي، بالإضافة إلى عمل النساء داخل الأسر الإسرائيلية كمربيات مما يجعل اللجوء لإسرائيل أفضل من اللجوء لأي دولة أخرى· وحذر من أن قرار الحكومة الإسرائيلية الخاص بإعادة اللاجئين العابرين إليها عن طريق حدودها المشتركة مع مصر قد يعرض مئات اللاجئين وطالبي اللجوء من أفريقيا للخطر، حيث صدرت التعليمات لقوات الأمن الإسرائيلية بإلقاء القبض على كل من يحاول عبور الحدود وإعادة ترحيله واعتقال من لا يمكن ترحيلهم بشكل فوري، مشيراً إلى أن هذه الخطة التي أعدتها إسرائيل بالتعاون مع مصر أثارت قلق عمال الإغاثة الذين يقدمون المساعدة للاجئين الأفارقة ومعظمهم من السودان· ففي الأشهر القليلة الماضية عبر حوالي 1400 لاجئ أفريقي الحدود إلى إسرائيل بينهم 1000 لاجيء سوداني منهم 200 من دارفور· صداع دائم تزايدت في الأشهر الأخيرة معلومات عن انتشار عصابات متخصصة في إيهام اللاجئين السودانيين بإمكان الحصول على وظيفة سهلة وإقامة مريحة ومعاملة آدمية في إسرائيل أو استخدامها كمعبر إلى أوروبا وهو ما جعل الشرطة المصرية تعتقل العشرات من لاجئي دارفور، وهم يحاولون عبور الحدود مما جعل اللاجئين السودانيين صداعاً دائماً للأمن المصري في هذه المنطقة· جوازات مزورة ذكر ''جمال نكروما - الخبير في الشؤون الأفريقية - أن النسبة الغالبة للاجئين السودانيين من جنوب السودان من غير المسلمين والنسبة الأقل من مسلمي دارفور، وكثير من الأفارقة يسافرون إلى إسرائيل بجوازات سفر سودانية مزورة خاصة من غانا وليبريا ونيجيريا لا سيما أن إسرائيل تحتاج إلى عمالة غير فلسطينية· تجنيد الأطفال يرى نكروما أن الخطورة المستقبلية للاجئين السودانيين في إسرائيل تكمن في تجنيد أطفالهم في الجيش الإسرائيلي، وهو ما حدث بالنسبة للفلاشا، بل إن ثمة دعوات إسرائيلية متصاعدة بأن يحل اللاجئون السودانيون محل عرب 1948 وهو ما يزرع الأحقاد داخل إسرائيل؛ لأن الاستراتيجية الإسرائيلية قائمة على إحلال الزنوج محل الفلسطينيين·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©