الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سهام الفريح: الحضارة الإسلامية منحت المرأة إبداعاتها

سهام الفريح: الحضارة الإسلامية منحت المرأة إبداعاتها
28 يوليو 2007 03:46
تنطلق الباحثة الكويتية سهام عبد الوهاب الفريح في كتابها - المرأة العربية والإبداع الشعري- في دراستها لتلك العلاقة من رؤية تؤسس مفاهيمها على البعد التاريخي والثقافي للحضارة العربية الإسلامية التي أنصفت المرأة وأعطتها حريتها ومكانتها الخاصة التي تستحقها على خلاف ما كان عليه وضع المرأة في الأمم المجاورة، ما ينفي عن تلك الحضارة تهمة اضطهاد المرأة وظلمها، وتدلل على ذلك من خلال الأسماء المؤنثة التي كانت تطلق على الآلهة قبل الإسلام ورفع مكانة الكاهنات كزرقاء اليمامة ووجود الملكات، وفي مستوى آخر تسعى الباحثة في اطروحاتها إلى الرد على الآراء والدراسات الحديثة التي حاولت أن تبرهن على ضعف إسهام المرأة في الإنتاج الشعري والأدبي وذلك عبر تقصي عدد الشاعرات اللواتي ظهرن والفنون المختلفة التي مارستها، وإبراز القيم الجمالية والفنية التي تميز بها شعر المرأة عبر العصور المختلفة، إلى جانب الدور الاجتماعي الذي لعبته في حياة المجتمع· المنهج التاريخي تعتمد الباحثة على المنهج التاريخي، إذ تخصص الفصل الأول لدراسة وضع المرأة العربية بدءا من المجتمع الجاهلي وحتى المجتمع العباسي مرورا بالمجتمعين الإسلامي والأموي· وتنتقل من ثم إلى دراسة علاقة المرأة العربية بالشعر في العصور التاريخية المتعاقبة حيث توزع الدراسة على عدد من المحاور تتناول أولا الإطار التاريخي والاجتماعي العام لوضع المرأة في المجتمع العربي كحق الملكية واختيار الزوج وتعدد زواج المرأة والأعمال والحرف الخاصة بها، وثانيا تعمد الى التعريف بالشخصيات النسائية البارزة التي ظهرت في العصر الأموي كسكينة بنت الحسين وفي العصر العباسي زوجة هارون الرشيد· وتخصص الفصل الثاني للبحث في صورة العلاقة بين المرأة والشعر وهنا تقع الباحثة في مطب الدراسات التقليدية التي لا تميز بين كون المرأة موضوعا لشعر الرجل كما هي سائر الموضوعات الأخرى التي انشغل بها الشعر العربي في مراحل تاريخه المختلفة، وبين المرأة بوصفها مبدعة للشعر تعبر عن وجودها وذاتها وهويتها بصوت ذاتها، إذ لا يعد وصفها بأنها كانت تستحوذ على مكانة خاصة في نفوس الشعراء من الرجال قيمة تعبر عن أهمية وجود المرأة وحضورها لأنها ظلت مادة للشاعر ولم تتحول إلى حضور وفاعلية ورؤية جمالية تغني الحياة، وتكشف عن فاعلية هذا الوجود الذي لم نتعرف إليه إلا من خلال رؤية الرجل له· الثقافية السائدة الباحثة تعنى بدراسة الموضوعات التي انشغل بها شعر المرأة الذي ترى أن المرأة نظمت في شتى موضوعاته لاسيما في مرحلة ما قبل الإسلام وإن كان الحب يتصدر تلك الموضوعات حيث تأتي أم الضحاك المحاربية التي لم تنل حقها من الشهرة في مقدمة تلك الشاعرات· كما تذكر عددا من الأسماء الأخرى أمثال فاطمة بنت مر وزينب بنت فروة التميمية في العصر الجاهلي وهند بنت ربيعة وصفية بنت مسافر وليلى الأخيلية في العصرين الإسلامي والأموي، وقد نالت المرأة الشاعرة في العصر الأندلسي مساحة أكبر من الحرية ما جعل عددهن ينوف على الستين ألفا· بالمقابل تفرد الباحثة مساحة لدراسة صورة الرجل في شعر المرأة الذي قدّم له صورا مختلفة لعل أهمها صور القبح أو الجمال· وكما تكسب الرجل بشعره فإن المرأة فعلت نفس الشيء نظرا لأنها كانت جزءا من منظومة القيم الاجتماعية والثقافية السائدة· ومع عصر النهضة برزت حالة الحيرة والتردد التي ميزت حياة المرأة المبدعة وتتناول هنا السمات النفسية والوجودية التي ميزت شعر عدد من الشاعرات كنازك الملائكة وفدوى طوقان ولميعة عباس عمارة· الشاعرة الخليجية وتفرد لشعر المرأة في الخليج والجزيرة حيزا خاصا تستهله بالحديث عن عدم قدرة الشاعرة الخليجية في البداية عن الخوض في القضايا التي كانت تخوض فيها الشاعرات في البلدان العربية الأخرى ثم تنتقل من الدراسة النظرية العامة إلى الدراسة التطبيقية من خلال دراسة تجارب ثلاث شاعرات هن مريم البغدادي من السعودية وسعاد الصباح وسعدية مفرح من الكويت حيث تركز على تناول مضامين تلك التجارب التي ركزت على موضوعات الحب ورفض الاستبداد الرجالي والشكوى من ضياع حقوق المرأة وتعدد الزوجات، إضافة إلى الموضوعات القومية والاجتماعية الأخرى· وتختار لدراسة تجارب الشاعرات الثلاث ديوانا واحدا تحاول فيه تقصي المضمون الذي عكسته قصائد الديوان وأشكال التعبير عنه دون أن تخرج في دراستها على صيغ المقاربة المعروفة التي تظل بعيدة عن دراسة عمق الخطاب الشعري وبنيته وسمات وقدرته على تحقيق الإضافة وتقديم رؤية جديدة للموضوعات التي قاربها ولذلك فهي لم تحاول الكشف عن الأسباب التي تجعل شاعرة مثل سعاد الصباح تعبر عن الرفض القوي لاستبداد الرجل ووصايته على المرأة، في الوقت الذي تكشف فيه عن الألفاظ التي تقترن عند الشاعرة بالتعبير عن استسلام المرأة لعاطفتها نحو الرجل بل إن ثمة تبجيلا له يظهر عبر استخدامها في خطابها الموجه للرجل عبارات مثل سيدي ومولاي· لقد جعل هذا المنهج جهد الباحثة يظل في الإطار الوصفي كما نلاحظ في تناولها أيضا لتجربة سعدية المفرح في ديوانها(مجرد مرآة مستلقية) التي وزعتها على محاور أربعة محاور هي الموقف من الحياة والصورة الفنية والموقف من الصحراء وسطوة لغة القرآن على خطابها الشعري·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©