واشنطن لا تتوقع القضاء قريباً على القاعدة في باكستان

أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند تأييد بلاده لجهود الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف في التصدي للمتشددين المرتبطين بتنظيم ''القاعدة'' وحركة ''طالبان'' الأفغانية، فيما رأى مسؤولون كبار في أجهزة الاستخبارات الاميركية أن القوات الأجنبية يتعذر عليها بشكل كبير الوصول إلى ''الملاذ الآمن'' الجديد لهؤلاء مناطق القبائل غرب-باكستان· وقال ميليباند بعد محادثات أجراها مع مشرف في إسلام آباد أمس: ''لبريطانيا مصلحة كبيرة في استقرار باكستان وهزيمة التشدد وتنمية المناطق القبلية''، وأضاف أنه سيبحث كيفية استخدام زيادة مساعدات التنمية البريطانية للمناطق القبلية بأكثر السبل فاعلية، موضحاً: ''مكافحة الإرهاب من مهام القوة العسكرية، لكننا بحاجة أيضاً إلى تنمية اقتصادية واجتماعية''· وفي اشنطن، قال وكيل وزارة الدفاع الأميركية لشؤون الاستخبارات جيمس كلابر خلال جلسة استماع مشتركة بين لجنتي القوات المسلحة والاستخبارات بمجلس النواب مساء أمس الأول: إن الولايات المتحدة لا ترضى بأن تجلس مكتوفة اليدين، بينما تستعيد شبكة ''القاعدة'' قوتها في إقليم شمال وزيرستان الباكستاني، وأوضح ''أعتقد أن هدفنا هو تحييد وليس القضاء على الملاذ الآمن هناك، لكن قطعاً جعله أقل أمنا وأقل جاذبية للقاعدة، كما فعلنا مع أماكن أخرى''· لكن كلابر طرح مهمة القضاء على نفوذ ''القاعدة'' في الإقليم على أنها مشروع طويل الأمد سيعتمد على مساعدة واشنطن الاقتصادية للسكان المحليين وتقديم مساعدات عسكرية للجيش الباكستاني تشمل معدات مراقبة متطورة، وقال: ''ستكون هذه عملية طويلة المدى، ولا أعتقد أننا سنشهد أي تغير واضح خلال إطار زمني مدته ثلاثة أعوام، فالأمر لا يقتصر على إلقاء القنابل على أهداف''· وخلال جلسة استماع منفصلة عقدتها لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، كرر وكيل وزارة الخارجية نيكولاس بيرنز التلويح بأن الولايات المتحدة ستقوم بعمل عسكري ضد ''القاعدة'' في باكستان من جانب واحد في حال الضرورة، لكنه شدد على أنها تفضل بشدة العمل مع الحكومة الباكستانية، كما دافع عن طلب الرئيس الاميركي جورج بوش تخصيص 750 مليون دولار على مدى 5 أعوام كمساعدات جديدة لتوفير فرص عمل وتمويل مشاريع التنمية في الإقليم، وأضاف أن الإدارة الأميركية ستطلب من الكونجرس السماح بإدخال واردات معفاة من الجمارك إلى الإقليم للمساعدة في التنمية الاقتصادية· وقد نشر مشرف المزيد من الجنود في وزيرستان بعدما انسحب أنصار ''القاعدة'' و''طالبان'' من اتفاق سلام أبرم قبل عشرة أشهر مع الحكومة· وقال كبير محللي الاستخبارات الاميركية للأخطار عبر الدول، إدواردو جيستارو: ''إن القاعدة الآن في منطقة يتعذر على القوات الباكستانية والحكومة الباكستانية الوصول إليها إلى حد بعيد، إنها بيئة يصعب عليهم وعلى القوات الأجنبية للغاية العمل فيها''·