يوسف العربي (دبي)
بلغ إجمالي حجم الإنفاق على أمن المعلومات في الإمارات خلال العام الماضي 1,8 مليار درهم (500 مليون دولار)، أو نحو 6% من إجمالي الإنفاق على القطاع العام الماضي، الذي بلغ نحو 30 مليار درهم (8,2 مليار دولار)، حسب بيانات مؤسسة «آي دي سي» العالمية المتخصصة في بحوث الاتصالات وتقنية المعلومات، التي تم استعراضها خلال مؤتمر «أسبوع تكنولوجيا المستقبل، الذي افتتحه معالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي أمس، في مركز دبي التجاري العالمي. وحضر الافتتاح هلال سعيد المري مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي والمدير العام لـ «سلطة مركز دبي التجاري العالمي» إلى جانب حشد من أهم الشخصيات وأبرز المتخصصين في القطاع.
ويقام أسبوع تكنولوجيا المستقبل في 4 من قاعات مركز دبي التجاري العالمي، ويستمر حتى بعد غد، ويضم 4 معارض مختصة، معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات «جيسك» ومعرض إنترنت الأشياء، ومعرض البيانات الكبيرة، إضافة إلى مؤتمر الخليج للحوسبة النقالة للمؤسسات «جيميك». واستقطب الحدث أكثر من 10 آلاف من أبرز المتخصصين في القطاع والخبراء وقادة التكنولوجيا على الساحة المحلية والإقليمية والدولية.
ويعتبر أسبوع تكنولوجيا المستقبل بمثابة منصة شاملة لمعالجة القضايا الحساسة والتطورات التكنولوجية في نواحي الأمن الإلكتروني، وإنترنت الأشياء والبيانات الكبيرة والحوسبة المتنقلة للمؤسسات. ويجيء استجابة للحاجة المتزايدة للأفراد والمؤسسات لحماية المعلومات الحيوية وتجنب هجمات الأمن الإلكتروني المحتملة والناجمة عن عوامل مثل كميات البيانات الهائلة والتواصل البيني الناجمة عن إنترنت الأشياء. وحسب «آي دي سي» فمن المتوقع أن ينمو سوق الأجهزة المتنقلة المتصلة في الخليج من 35 مليون وحدة في العام 2015 لتصل إلى 45 مليون وحدة في حلول العام 2019، بنمو 29% على مدار 4 سنوات.
أمن المعلومات
وقال ماهر جاد الله مدير المبيعات الإقليمي في شركة «سيسكو» الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن الإمارات تسجل أعلى نسبة وعي عام بأهمية أمن المعلومات على صعيد المؤسسات والأفراد على حد سواء. وأضاف أن الجهود المبذولة لمواجهة الهجمات الإلكترونية في الإمارات ضرورية حيث تعتبر وباقي دول الخليج في مقدمة الدول التي يستهدفها القراصنة الإلكترونيون، لتمتعها بالموارد المالية التي تمثل مطمعا. وأضاف أن قطاعات البنوك والاتصالات والتعليم والبترول تتصدر القطاعات التي يستهدفها القراصنة الذين تضاعفت هجماتهم الإلكترونية خلال 2015 الماضي بنسبة تفوق 100% مقارنة بالعام 2014.
ومع زيادة معدلات استخدام الإنترنت وانتشار الأجهزة الذكية يسلط الحدث الضوء على الحاجة إلى مزيد من الأمن الإلكتروني للأفراد والمؤسسات في منطقة الشرق الأوسط، التي ستضم أكثر من 425 مليون مستخدم للإنترنت في حلول 2019، حسب توقعات مؤشر شبكات «سيسكو» المرئية السنوي العاشر.
وأشار ماهر جاد الله إلى أن «سيسكو» تستعرض في أسبوع تكنولوجيا المستقبل، استراتيجيتها للأمن التي تتضمن الكشف عن التهديدات وإمكانات الدفاع، والوصول الآمن إلى البيانات عن بعد. وقال إن «سيسكو» تستفيد من تواجدها القوي في قطاع الشبكات حيث يدرك الجميع أهمية دمج الأمن في التصاميم الأولية لكل شيء يتم صنعه، بحيث يمكن للعملاء الوثوق به في النهاية. وقدّر تقرير «سيسكو» السنوي للأمن 2016، الذي تم الكشف عنه مؤخراً، أن الجريمة الإلكترونية ستكبّد الشركات حول العالم خسائر تبلغ 2,1 تريليون دولار في حلول 2019، أي أربعة أضعاف الخسائر في العام 2015.
من جانبه، قال إميت روي مدير المبيعات في شركة «بالديون» لحلول أمن المعلومات إن القدرة على كشف التهديدات الأمنية والاستجابة لها أصبح على رأس أولويات الشركات العاملة في المنطقة، خاصة مع تزايد الهجمات الإلكترونية خلال الفترة الأخيرة. وأضاف أن إنترنت الأشياء يزيد أهمية أمن المعلومات، لأن إغفال الجانب الأمني في هذه الصناعة يعيق تقدمها على نحو كبير. وقال إميت روي إن الإمارات تسجل أعلى مستوى لمتوسط إنفاق الفرد على أمن المعلومات في الشرق الأوسط، وتأتي في المرتبة الثانية بعد السعودية في الإنفاق على أمن المعلومات بإجمالي 50 مليون دولار في 2015، من إجمالي 3 مليارات دولار أنفقت على القطاع نفسه في الشرق الأوسط.
وقال أنتوني سايرز مسؤول تطوير استراتيجية إنترنت الأشياء وحلول تصنيع المعدات الأصلية لدى «ديل» لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا إن «إنترنت الأشياء يعتبر موضوعاً بالغ الأهمية بالنسبة لدولة الإمارات نظراً للتطورات التكنولوجية الحاصلة وتزايد التركيز على المدن الذكية».
وأضاف أن معرض إنترنت الأشياء عزز مكانته المتميّزة باعتباره تجمعاً استراتيجياً لرواد القطاع، ويوفر نقاشات غنيّة تركزت على مدى قدرة الشركات على الاستفادة تجارياً من البيئة الإقليمية المزدهرة لإنترنت الأشياء.
44 «زيتابايت»
كشفت دراسات حديثة أن في العامين الماضيين أنشئت بيانات تفوق ما أنشئ خلال تاريخ الجنس البشري بأكمله. وحسب مؤسسة البيانات الدولية من المتوقع أن يصل حجم عالم البيانات الرقمية إلى حدود 44 زيتابايت (44 تريليون جيجابايت) في حلول العام 2020.
وأكدت تريكسي لوه ميرماند نائب أول رئيس مركز دبي التجاري العالمي أن المعلومات تعتبر كنزا ثمينا في عالمنا الذي يزداد ترابطا واتصالا، كما توفر البيانات الكبيرة فرصا استثمارية جديدة للشركات في كل القطاعات الصناعية تقريبا.
وقالت إن تلك البيانات تحتاج لتأمين، وأن المؤسسات باختلاف أشكالها وأحجامها تدرك حاجتها الماسة إلى حماية أنظمتها من المتسللين وعمليات سرقة البيانات التي قد تلحق الضرر بها ، مؤكدة
أن «أسبوع تكنولوجيا المستقبل» حدث يجمع الخبراء من كل أنحاء العالم لاستكشاف ومناقشة القضايا الحساسة التي تتضمن الأمن الإلكتروني والتحول نحو اتصالات إنترنت الأشياء وجمع وتحليل وتسييل البيانات الكبيرة التي لها أثر كبير على المؤسسات والأفراد حول العالم في الوقت الراهن.
عدد اليوم
