توقف أكثر من 700 صياد في إمارة الفجيرة ومدن المنطقة الشرقية التابعة لإمارة الشارقة، منذ ثلاثة أيام، عن ممارسة مهنة الصيد بسبب الأحوال الجوية، ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار الأسماك في أسواق المنطقة.
وأكد رؤساء جمعيات الصيادين في الفجيرة والمنطقة الشرقية، أن الصيادين في المنطقة اعتادوا المرور بهذه الحالة، خاصة في فصل الشتاء، حيث تنشط الرياح والعواصف، ما يؤدي إلى ارتفاع موج البحر واضطرابه بشكل كبير، ما يشكل خطرا عليهم في حال ارتياده للقيام برحلات الصيد.
وكان المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل قد وزع تحذيرا كتابيا قبل يومين، على كافة جمعيات الصيادين في المنطقة، أكد فيه خطورة ارتياد البحر سواء على الشاطئ أو في العمق.
وقال عبد الله الدلي رئيس جمعية الصيادين في الفجيرة، إن جميع الصيادين متوقفون عن العمل لليوم الثالث على التوالي، بسبب الأحوال الجوية السائدة، وبناء على تعميم المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، لافتا إلى فئة قليلة جدا من الصيادين خرجت لصيد سمك البرية “الجاشع” على الشاطئ فقط، ولم تتجاوزه طيلة الأيام الثلاثة الماضية.
وأكد أن أسعار الأسماك مرتفعة جدا في سوق الفجيرة، وبنسبة تتجاوز 200% بفعل غياب الأسماك الطازجة عن السوق طيلة الأيام الماضية.
ومن جانبه قال إبراهيم يوسف رئيس جمعية الصيادين في كلباء، إن الجمعية لم تتلق من المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل ما يفيد بإمكانية ارتياد البحر، وإن جميع الصيادين الفاعلين المسجلين في الجمعية والذين يبلغ عددهم نحو 120 صيادا امتنعوا خلال اليومين الماضيين عن القيام برحلات للصيد، ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار السمك في سوق المدينة.
وأشار إلى أن سوق السمك شهد تراجعا قدر بنحو 90% في كميات الأسماك المطروحة للبيع، وأن ما توفر فيه خلال الأيام الثلاثة الماضية، هي أسماك مثلجة قديمة استوردت إلى السوق قبل أيام وأسابيع من أبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة وعمان، ومنها أسماك الصال والكوفر والكنعد، وهي من الأسماك التي لم يعتد الصيادون في كلباء على اصطيادها.
وقال صلاح يوسف الريسي رئيس جمعية الصيادين في خورفكان، إن هناك توقفا شبه كامل لحركة الصيد، باستثناء فئة محدودة جدا من الصيادين تقوم بالصيد على بعد 7 أميال بحد أقصى، وفق تعميم “الأرصاد” الذي سمح بالصيد في خورفكان ضمن هذا المدى فقط، وحذر من التوغل في عمق البحر، بسبب اضطرابه، موضحا أن عدد الصيادين الذين خرجوا للصيد أمس تراوح بين 10 إلى 15 صيادا.
وأوضح الريسي أن أسعار الأسماك شهدت ارتفاعا كبيرا في سوق خورفكان في الأيام الثلاثة الماضية، حيث زادت بنسبة 100% تقريبا، ووصل سعر سمكة الخباط من 50 إلى 100 درهم، وارتفع الكوفر والصال والشعري والنقرور، وهي أسماك أساسية في المدينة.
من جانبه أوضح عبد الله هارون رئيس جمعية الصيادين في البدية، أنه على الرغم من الاستقرار في حالة الطقس أمس، إلا أن الصيادين كانوا حذرين من ارتياد البحر تحسبا لهبوب الرياح مرة أخرى، ما قد يتسبب في إتلاف قواربهم ومستلزمات الصيد الخاصة بهم ويعرضهم للخطر، مشيرا إلى أن عدد الصيادين الفاعلين في منطقة البدية يبلغ 60 صيادا.
ولفت هارون إلى ارتفاع أسعار السمك في الآونة الأخيرة إلى الضعف، حيث وصل سعر كيلو الشعري إلى 40 درهما، مرتفعا من 20 درهما قبل ذلك، في حين وصل سعر كيلو الهامور إلى 60 درهما، والجش حوالي 30 درهما، وهو غير موجود في سوق البدية، مشيرا إلى أن جميع الأسماك المتوفرة حاليا مستورة من أسواق محلية وخارجية وتباع بضعف سعرها.
من جانبه قال خلفان عبد الله الغيلاني، دلال في سوق السمك بالفجيرة، إن الأسعار مرتفعة وتتجاوز الحدود المقبولة، لافتا إلى أن 60% من الأسماك الموجودة في السوق مستوردة من أسواق أخرى وغالبا ما تكون مبردة.
وأضاف أن معظم المستهلكين لا يستطيعون التمييز بين السمك الطازج والمبرد، وبالتالي فإن البائع يبيعه في بعض الأحيان بنفس سعر السمك الطازج، خصوصا في ظل غياب الرقابة من قبل جمعية الصيادين وبلدية الفجيرة.
وأشار إلى أن سعر سمكة الهامور يتراوح ما بين 300 و400 درهم، وسمكة السيكل من 40 إلى 50 درهما للكيلو ، بينما يصل سعر السمكة كاملة من 700 إلى 800 درهم، كما يصل سعر سمكة الكنعد من 500 إلى 600 درهم، وهي من الأسماك المستوردة من رأس الخيمة.
وطالب البلدية وجمعية الصيادين بالفجيرة بالتعاون لضبط أسعار السمك في الإمارة، بما يضمن عدم المبالغة فيها والإضرار بمصلحة المستهلك.
اضطراب الطقس يرفع الأسعار في رأس الخيمة
صبحي بحيري (رأس الخيمة) - تراجعت كميات الأسماك المعروضة في أسواق رأس الخيمة، أمس بصورة ملحوظة، وخلت منصات البيع من معظم الأنواع في سوقي رأس الخيمة والمعيريض.
وقال صيادون إن الغالبية العظمى من العاملين في المهنة لم يخرجوا في رحلات للصيد، خلال اليومين الماضيين بسبب اضطراب حالة الطقس وتحذيرات الأرصاد الجوية وحرس السواحل، فيما أكد التجار أنهم اضطروا لعرض أسماك مثلجة قادمة من أسواق الإمارات الأخرى، لتعويض النقص في المعروض. وقال التجار إن الكميات التي تصل إلى الأسواق تراجعت بشكل كبير، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، حيث أكد محمد حاجي أن سعر الكيلو من نوع الهامور سجل أمس 25 درهما، مقابل 15 قبل أيام، فيما بلغ سعر الكيلو من نوع السلطان إبراهيم 25 درهما. وأضاف أن العديد من التجار جلبوا كميات من الأسماك، من سوقي دبي والفجيرة لتعويض النقص الحاصل، وأن عمليات البيع تراجعت بشكل كبير.
وقال التاجر زاكير صادق، إن تراجع الكميات الموردة من الصيادين يؤثر سلبا على الجميع، حيث تتراجع المبيعات والأرباح التي يحصل عليها التجار، مشيرا إلى أن شهر ديسمبر من كل عام كان يشهد ورود كميات كبيرة من أسماك الشعري والجرجور والصافي وغيرها من الأنواع، لكنها تراجعت خلال الأيام الماضية. وتوقع أن تعود الأسعار إلى طبيعتها مع تحسن الأحوال الجوية. من جانبه قال الصياد محمد علاو، إن توقف رحلات الصيد بسبب سوء الأحوال الجوية يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأسماك، نتيجة لتراجع الكميات الموردة للأسواق. وأضاف أن موسم الصيد هذا العام يعتبر جيدا، حيث لم تتغير الظروف عن الأعوام السابقة. وقال عبدالرحمن درويش، إن من الطبيعي أن ترتفع الأسعار في ظل انخفاض الكميات الموردة للأسواق بسبب الأحوال الجوية.
عدد اليوم
