السائح الخليجي·· إلى أين؟!
إلى صحيفة ''الاتحاد''···
تحية طيبة وبعد···
بعد أن قرأت مقال للأخ راشد زايد من منطقة (قدفع الفجيرة) بتاريخ 8/7/2007 والذي كان بخصوص السياحة في تايلاند وأدب الشعب التايلاندي مع السائح وعدم استغلاله وابتزازه، وبهذه الأخلاق الطيبة أصبح الكثير من الناس ومنذ سنوات طويلة يقصدون هذا البلد، على الرغم من أنه ليس بلداً عربياً، وللأسف الشديد عندما تسافر إلى دول أخرى عربية فإننا كسياح خليجيين نتعرض للابتزاز والاستغلال الواضح، وذلك ابتداء من العرقلة، على الحدود (سواء حدود برية أو جوية) ومحاولة رجال الأمن استغلال وظيفتهم استغلالا سيئا، وسأذكر على سبيل المثال بعض ما حدث معي وحدث مع غيري من الزملاء·
ففي الحدود البرية مثلاً تأخذ الشرطة المال وذلك لتخليص معاملة السيارة وهذا شيء طبيعي، ولكن دون أن يعطوك أي ايصال مقابل ذلك المبلغ، وعند مقارنة الرسوم مع سيارة أخرى بنفس الموديل وقوة الاحصنة تجد أن هناك فرقاً بالسعر بينك وبين زميلك، عندئذ تعرف أن الموضوع فيه شيء من الاستغلال المادي·
إذا نزلت في المطار وتلبس الكندورة الخليجية فإن بعضاً من المتطفلين يلاحقونك عند السيارة محاولين عرقلتك بأي طريقة من الطرق (أين أوراق السيارة؟ أين العقد بينك وبين صاحب السيارة) وللأسف يتركون كل السيارات ما عدا السيارة التي يركبها ذلك الخليجي·· فكيف يعرفون بأنه مخالف؟ طبعاً وفي الحقيقة هو غير مخالف أبداً ولكن بسبب الكندورة، فهو بدأ يدخل في متاعب، وإذا كان طيباً وخجولاً ولا يستطيع أن يتصرف فإنه سيدفع لهم أي شيء مقابل أن ينتهي من هذه العرقلة··
وإذا ذهبت لدائرة حكومية لإنهاء إجراءاتك (مثلاً شراء عقار) فلا بد من مماطلة الموظف الحكومي وإيجاد أي عرقلة لتوقيف معاملتك (طبعاً أنت وقتك ضيق في البلد ولا تعرف أحداً) يعني ادفع حتى تمر معاملتك بسلام وأمان·· في الشارع، وبمجرد أن يعرفوا أنك خليجي، يبدأ الاستغلال في مجال الأكل والشرب وايجار الشقة حتى أنك لا تسلم من صاحب التاكسي·
إذا أردت أن تعقد قرانك (للزواج من بنت البلد) سيجعلك الموظف بالمحكمة تكره حياتك، وذلك بأسلوبه الجميل (لا تكلف نفسك عناء التعب ولا تأتي للمحكمة نحن بعد الدوام سنأتي لك (لبيت العروس) طبعاً تستغرب أنت من هذا الكرم المفاجئ ولكن تتضح لك الرؤيا بعد اتمام العقد بأن هذا ليس (علشان خاطر عيونك)·
هذه بعض الأشياء التي هي نقطة في بحر تحدث مع الخليجي، وهي ليست رأيي الشخصي وإنما الآلاف من السياح الخليجيين المظلومين·· الحمد لله هنا الأخ المقيم بالإمارات يشعر براحة الأمن والأمان ولا يستطع أحد أخذ حقه أو الاعتداء عليه·· فنزاهة المحاكم عندنا ونزاهة القاضي والأخلاق الحميدة لشعب الإمارات الطيب كل هذه العوامل جعلت المقيم يشعر بالراحة النفسية والاطمئنان·
وبعد هذه الأمثلة لا تستغربوا من كلام الأخ راشد زايد فهو محق في تعبيره عن إعجابه بتايلاند، ولا تستغربوا من رأيي ورأي الآلاف من الخليجيين·
أحمد محمد
عدد اليوم
